البحرين تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران
٤ يناير ٢٠١٦أعلنت مملكة البحرين اليوم الاثنين (الرابع من يناير/ كانون الثاني 2015) قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران والطلب من دبلوماسييها مغادرة المنامة خلال 48 ساعة، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على اتخاذ السعودية إجراء مماثلا.
وكتبت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية في تغريدة على حسابها على موقع تويتر "البحرين تقرر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتطلب من جميع أعضاء بعثتها مغادرة المملكة خلال 48 ساعة". وذكرت صحيفة "الوسط" البحرينية على موقعها الالكتروني أن ذلك جاء خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية التي عقدت اليوم.
ح.ز/ و.ب (رويترز/ أ.ف.ب / د.ب.أ)
نساء البحرين - الاستثناء في الخليج؟
تفتقد البحرينية حقوقا عدة، لكنها استطاعت أن تحقق ما لم تحققه بنات جلدتها بدول الجوار، فما الذي يميزها عن غيرها؟ وهل أنها حصلت فعلا على "الكثير من الحقوق، دون نضال"، على رأي البعض، أم أن حقوقها نتاج كفاح بحرينيات كثيرات؟
تعتبر البحرين من أكثر دول الخليج انفتاحا ونساء البحرين من أكثر الخليجيات حقوقا، فهن حاضرات بقوة في أجهزة الدولة والاقتصاد والسياسة. ورغم أنهن لا يزالن يواجهن العديد من العقبات، إلا أنهن تمكن من فرض أنفسهن في عدة مجالات، متحديات سلطة الدين والمجتمع والسياسة، كحقوقيات وصحفيات وبرلمانيات أو كأخريات، على غرار الأميرة مريم آل خليفة، اخترن التضحية بحياة في القصور من أجل الحب.
سميرة رجب - قصة نجاح متميزة
تحظى سميرة رجب بتقدير كبير لدى الكثير ممن يعرفها، ولعل ذلك لعب دورا كبيرا في تعيينها في منصب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والمتحدثة باسم حكومة البحرين. الوزيرة - التي تنحدر من عائلة شيعية وعلى قرابة من المعارض المعتقل نبيل رجب - تؤكد في لقاء مع DW أن "النساء لسن في مواقع صنع القرار فقط لتصور للعالم بأن المرأة موجودة فقط" وإنما "تمارس حقوقها كاملة" وأن "هذه السياسة متبعة من أكبر سلطة في البحرين."
الحصول على حق الانتخاب
فيما لا يحق للمرأة في السعودية حتى اليوم لا الانتخاب ولا الترشح، كانت البحرينيات أولى النساء في الخليج اللواتي حصلن على حق الانتخاب والترشح عام 2002. ورغم أن النساء يشكلن أكثر من نصف الناخبين تقريبا، إلا أن المرشحات الثماني، اللواتي خضن الانتخابات البرلمانية عام 2002، قد فشلن في الحصول ولو على مقعد واحد. الأمر الذي دفع بملك البحرين إلى تعيين ست نساء في مجلس الشورى، الغرفة الثانية في البرلمان.
أول برلمانية خليجية
تمكنت البحرينية لطيفة القعود عام 2006 من الفوز بلقب "أول برلمانية خليجية" بعد أن حازت على مقعد من إجمالي 40 مقعد في البرلمان البحريني. بيد أن دخولها البرلمان لم يأت بفضل فوزها بأغلبية أصوات الناخبين لدائرتها الانتخابية وإنما لأن أجل التسجيل للترشح عن دائرتها الانتخابية قد انتهى دون أن يتقدم أي مرشح آخر، ما جعلها تفوز تلقائيا. يذكر أن القعود كانت خسرت أمام مرشح إسلامي في انتخابات عام 2002.
أول سفيرة يهودية لدولة عربية
كانت هدى النونو، التي شغلت منصب سفيرة البحرين في واشنطن، أول يهودية تشغل منصبا مماثلا على الصعيد العربي. وكانت البحرين قالت حين إعلان تعيين النونو سفيرة عام 2008 بأنها "لاتفرق بين المرأة والرجل في تولي المسؤوليات والمناصب العامة ولا تفرق بين مواطنيها تبعا لعقيدتهم الدينية." النونو، التي تنحدر من عائلة يهودية ضمن جالية لا يتجاوز عددها 37 فردا، كانت عضوا في مجلس الشورى بين عامي 2002 و2006.
الشيخة سبيكة - مجرد تمثيل رمزي؟
تقوم الشيخة سبيكة، قرينة ملك البحرين، بدور كبير في تمثيل نساء بلادها في المنظمات والمحافل الدولية. وترأس الأميرة البحرينية المجلس الأعلى للمرأة الذي أنيطت به مهمة تقديم استشارات للجهات الرسمية في شؤون المرأة. كما يؤكد المجلس أنه يسعى إلى دعم حقوق البحرينية وتعزيز فرصها في مجالات مختلفة. لكن هناك انتقادات بأن دور الشيخة سبيكة لا يعدو أن يكون رمزيا وأن المجلس بعيد عن هموم المرأة البحرينية الحقيقية.
غادة جمشير: صاحبة اللسان اللاذع
كثيرا ما أثارت الناشطة الحقوقية غادة جمشير التحفظات في البحرين، حيث عرفت بمواقفها الواضحة ضد سلطة الدين والسياسة التي تحول دون تحرر المرأة وبانتقاداتها اللاذعة للمحاكم الشرعية ولبعض الممارسات التي اعتبرتها تنتهك حقوق المرأة تحت غطاء الدين مثل زواج المسيار. كما وصفت المجلس الأعلى للمرأة برئاسة الشيخة سبيكة بأنه جعل "لإشغال بنات الأسرة الحاكمة بدلا من البطالة" وأنه بعيد عن مشاكل المرأة البحرينية.
دور المجتمع المدني
تتميز البحرين بمجتمع مدني نشط يميزها عن دول الجوار، اذ ساهمت المنظمات النسائية، التي بدأت نشاطها في الخمسينات" في تمكين المرأة من بعض حقوقها. كما تكافح ناشطات وحقوقيات، على غرار عمل الدكتور وجيهة البحارنة (في الصورة) ومنظمتها غير الحكومية "جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية"، من أجل تحسين وضع المرأة. وتقول البحارنة إن أكثر ما تفتقده البحرينية هو قانون موحد خاص بالأسرة والأحوال الشخصية.
الشريعة وحقوق المرأة
كانت المرجعية الشيعية في البحرين رفضت إقرار قانون موحد خاص بالأحوال الشخصية، حيث يوجد قانون خاص بالشق السني فقط. ووفقا لتقرير لمنظمة فريدوم هاوس غير الحكومية، فإن قضاة المحاكم الشرعية يتخذون قرارات بشأن حقوق الطلاق والزواج والميراث وحضانة الأبناء استنادا لتفسير أحكام الشريعة. ولا يعترف القانون البحريني بالعنف الأسري. ولا يحق للمرأة البحرينية المتزوجة من غير البحريني إعطاء جنسيتها لأطفالها وزوجها.
مجتمع خليجي محافظ
كانت المرأة البحرينية الأولى في منطقة الخليج في الحصول على حق التعليم، حيث أسست أول مدرسة للبنات عام 1928. وبالإضافة إلى حصولها على حقها في الانتخاب والترشح عام 2002 وتقلدها مناصب مهمة في أجهزة الدولة لتكون ريادية في منطقة الخليج وأكثر النساء حقوقا، يبقى المجتمع البحريني مجتمعا محافظا تلعب فيه التقاليد دورا كبيرا وتبقى أمام المرأة عقبات كبيرة. وقليلات هن من تجرؤن على تحدي هذه الأعراف والتقاليد...
الأميرة مريم وتحديها للتقاليد
واحدة من اللواتي تحدين التقاليد هي الأميرة مريم، ابنة عم ملك البحرين: ففيما اعتبرها كثيرون في الغرب بأنها شجاعة، يرى العديد من أبناء بلدها أنها جلبت الخزي على أهلها وضربت بالتقاليد عرض الحائط. وكانت الأميرة (33 عاما) تعرفت على جندي أمريكي عام 1999 لتبدأ بينهما علاقة سرية قبل أن تهرب معه إلى وطنه حيث تزوجا قبل أن يطلقا عام 2004 لتنتهي قصة رومانسية اٌستلهم منها فيلم بعنوان "الأميرة والجندي".
المرأة في خضم الاحتجاجات
تشهد البحرين منذ 14 من شباط/فبراير 2011 احتجاجات يحركها الشيعة، الذين يقول إنهم يشكلون الأكثرية، في هذا البلد الخليجي ضد حكم آل خليفة السنة الذين يحكمون البلاد منذ 400 عام. وكانت النساء ولازلن في الصفوف الأولى لهذه التظاهرات الاحتجاجية. كما طالهن أيضا الاعتقال والسجن. ومنظمات حقوقية تتحدث أيضا عن محاكمات تعسفية وأحكام جائرة بعد أن شددت السلطات البحرينية العقوبات على "مرتكبي أعمال الشغب والعنف".
تداعيات أحداث فبراير على المرأة
تؤكد الصحفية البحرينية ريم الخليفة من صحيفة "الوسط" المستقلة أن أحداث 14 فبراير/ شباط قد ألقت بظلالها على وضع المرأة بصفة عامة والصحفية بصفة خاصة، حيث أصبحت المرأة تواجه عراقيل إضافية تضعها السلطة. وفي حوار مع DW في الصيف الماضي تقول الخليفة إن السلطة أصبحت تنظر إلى الصحفي المستقل بأنه "مصدر إزعاج"، وإن "نقل الحقيقة، التي لا تروق للسلطات" تتسبب للصحفي في متاعب، متحدثة عن تلقيها "تهديدات" لإخافتها.