نفذت السلطات البحرينية صباح الأحد حكم الإعدام رميا بالرصاص بحق ثلاثة شيعة بحرينيين دينوا بقتل ثلاثة رجال امن، بينهم ضابط إماراتي في آذار/مارس 2014، ما أدى إلى اندلاع مظاهرات احتجاج في قرى شيعية.
إعلان
أفاد مركز البحرين لحقوق الإنسان بأنه لم يتم إطلاع المتهمين الثلاثة بتنفيذ حكم الإعدام الذي جاء "مفاجئا" بالنسبة إليهم، كما أعلن المركز استنادا إلى تصريحات ذوي الرجال الثلاثة.
ويرفع المركز اتهامات قوية بشأن ظروف اعتقال الأشخاص الثلاثة والمحاكمة التي جرت ضدهم. وتفيد الاتهامات بأن الأشخاص الثلاثة تعرضوا بعد اعتقالهم في مارس 2014 للتعذيب من خلال الضرب والصعق الكهربائي والاعتداء الجنسي. وأعلن المركز على موقعه الالكتروني بأن المحاكمة كانت "ظالمة"، دون تقديم إيضاحات إضافية حول هذا الاتهام. وتشمل الانتقادات رفض المحكمة أو تجاهلها لاتهامات التعذيب.
وعمليات الإعدام هذه هي الأولى في البحرين منذ 2010. سيد أحمد وداعي، مدير المعهد البحريني لحقوق الإنسان وصف الإعدام "كتهديد للأمن في البحرين والمنطقة".
ويمثل الشيعة 70 في المائة من مجموع سكان البحرين، فيما يبقى أفراد العائلة المالكة من السنة. ويشعر الشيعة منذ مدة بأنهم مهمشون، وتحصل من حين لآخر اشتباكات بين متظاهرين شيعة وقوات الشرطة.
خروقات حقوق الإنسان
منظمة العفو الدولية وكذلك هيومان رايتش ووتش أشارتا سابقا بصفة متكررة لخروقات حقوق الإنسان في البحرين. وفي تقريرها لعام 2017 تحدثت منظمة هيومان رايتس ووتش عن تدهور "واضح" لوضع حقوق الإنسان في البحرين منذ منتصف 2016. وفي تلك الفترة قامت السلطات البحرينية بحل أهم قوة سياسية معارضة باسم "الوفاق" التي اعتُقل زعيمها الشيخ علي سلمان إلى جانب ناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان.
وصدر حكم السجن بحق الشيخ علي سلمان لمدة تسع سنوات بعد استئناف حكم بثلاثة أعوام من السجن. وتحدثت هيومان رايس ووتش عن "هجوم منسق على حرية التعبير والتجمع". وهذا يوضح أن "وضع حقوق الإنسان تدهور بوضوح"، وبالتالي فإن إيجاد حل سياسي للاضطرابات الداخلية في البحرين يبدو "بعيد الاحتمال أكثر". ووصفت منظمة العفو الدولية من جهتها الحكم الصادر بحق الشيخ علي سلمان بأنه "مثال إضافي على عدم احترام البحرين الواضح للحق في حرية التعبير".
رسالة مفتوحة من المعتقل
ويقبع منتقدون ومعارضون آخرون للحكومة في سجون البلاد. الناشط نبيل رجب مؤسس مركز البحرين لحقوق الإنسان يوجد في السجن منذ يونيو 2016. وهو مهدد بالاعتقال لمدة 15 عاما، ويُتهم بدعم الانتقاد الموجه للحملة العسكرية التي تقودها العربية السعودية في اليمن.
وفي الـ 22 من ديسمبر 2016 وجه رجب في صحيفة "لوموند" الفرنسية رسالة مفتوحة لحكومتي فرنسا وألمانيا. وفي مقدمة الرسالة يدعو الحكومتين إلى مراجعة علاقاتهما مع البحرين، وأوضح أن محاكمته ليست أمرا غير معتاد، وقال "إن الآلاف من البحرينيين يقبعون في السجن، لأنهم انتقدوا الحكومة وتظاهروا ضدها". كما أنه انتقد المملكة العربية السعودية، وهي حليف وثيق للبحرين.
وتشهد البحرين اضطرابات متقطعة منذ قمع حركة احتجاج فيها اندلعت في شباط/فبراير 2011 وقادتها الغالبية الشيعية مطالبة بإقامة ملكية دستورية في هذه المملكة التي تحكمها عائلة سنية.
إدانة دولية
وكانت محكمة التمييز البحرينية ثبتت الاثنين أحكام الإعدام بحق الأشخاص الثلاثة إضافة إلى أحكام بالسجن المؤبد بحق سبعة آخرين دينوا بالتورط في القضية ذاتها.
وقالت النيابة العامة إن اثنين من المحكوم عليهم شكلا "جماعة إرهابية ضمن تنظيم سرايا الاشتر الإرهابي، ونجحا في تجنيد المتهمين الآخرين".
والضابط الإماراتي الذي قتل في التفجير كان أول عنصر امن أجنبي يقتل في البحرين حيث تقوم قوة خليجية بقيادة السعودية منذ آذار/مارس 2011 بدعم قوات الأمن في تعاملها مع الاحتجاجات الشعبية التي أطلقتها الأغلبية الشيعية.
وكثفت السلطات البحرينية محاكمة وملاحقة معارضيها منذ قمع الحركة الاحتجاجية. ورغم تراجع وتيرة العنف في الأعوام الأخيرة، لا يزال القضاء يصدر عقوبات قاسية بحق المعارضين. كما أن هذه الأحكام تكون مرفقة أحيانا بقرار إسقاط الجنسية.
وأصدرت أربع منظمات حقوقية أخرى، بينها مركز البحرين لحقوق الإنسان بيانا مشتركا اعتبرت فيه أن المدانين الثلاثة "ضحايا تعذيب وحكم عليهم بالإعدام اثر محاكمة ظالمة".
واعتبر الاتحاد الأوروبي المعارض لعقوبة الإعدام "مهما كانت الملابسات"، أن هذه الإعدامات في البحرين تشكل "تراجعا بعد أن كان البلد أوقف تنفيذ أحكام الإعدام" منذ نحو سبع سنوات.
وفي لندن أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مجددا "معارضة بريطانيا لعقوبة الإعدام" وأعلن انه تطرق إلى مسألة أحكام الإعدام مع الحكومة البحرينية.
كيرستن كنيب/ م.أ.م
الملكيات العربية.. بين التوارث السلمي للسلطة والانقلابات العائلية
في بادرة غير مسبوقة في العالم العربي تنازل أمير قطر الشيح حمد بن خليفة آل ثاني عن الحكم بشكل طوعي وسلس لابنه الشيخ تميم في سابقة فريدة من نوعها في الملكيات العربية، حيث عادة ما ينتظر الشباب حتى يتوفى الكهول أو يطاح بهم.
صورة من: picture-alliance/dpa
الشيخ حمد.. حالة استثنائية
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (61 عاماً) يسجل سابقة في العالم العربي بتسليم السلطة سلمياً، رغم أنه كان قد ستولى على السلطة عام 1995 بعد الإطاحة بأبيه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي كان بدوره قد أنقلب على ابن عمه الشيخ أحمد عام 1972. وجاءت هذه الخطوة في الوقت الذي يتشبث فيه الحكام العرب، سواء كانوا من الملوك أو الأمراء أو الرؤساء، بالسلطة حتى الرمق الأخير من حياتهم، حتى لو كانوا على فراش الموت.
صورة من: picture-alliance/dpa
خطوة مثيرة للحسد
في دول الخليج التي يحكم معظمها كهول تجاوزوا الستينات والسبعينات والثمانينات من عمرهم ويرث عروش بعضهم أمراء من الفئة العمرية ذاتها، لاشك أن تولي الشيخ تميم (33 عاماً) الحكم بهذا الشكل من شأنه أن يثير حسد واهتمام الشبان من أفراد الأسر الحاكمة في مختلف أرجاء منطقة الخليج، خاصة الذين نفد صبرهم ترقباً لتولي المناصب العليا.
صورة من: picture-alliance/dpa
السعودية.. انتقال السلطة من كهل لآخر
تنتقل الخلافة بين أبناء الملك عبد العزيز آل سعود على أساس السن والخبرة ومكانته داخل العائلة، ما يجعل تولي المناصب العليا من نصيب الكهول الذين ينتظرون طويلاً وفاة من هم أعلى منهم في المنصب، فالملك الحالي عبد الله يبلغ 90 عاماً وخضع لعدة عمليات، لكنه لم يفكر في نقل السلطة بعد...
صورة من: picture-alliance/ZB
الملك فهد.. عشر سنوات على فراش المرض
الملك عبد الله نفسه كان قد أنتظر أكثر من عشر سنوات ولياً للعهد، قضاها أخيه الملك فهد على فراش المرض، بعد أن أُصيب بجلطة في عام 1995 حتى وفاته عام 2005...
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
ولي العهد السعودي الحالي، الأمير سلمان بن عبد العزيز يبلغ من العمر 82 عاماً، مازال ينتظر نحب أخيه، وكان قبله قد توفى اثنان من ولاة العهد قبل أن يتسلموا العرش، وهم الأمير نايف والأمير سلطان. وحتى الرجل الثالث في الأسرة الملكة، الذي تشير التوقعات إلى أنه مرشح لمنصب ولي العهد، قبل أن يصبح ملكاً بعد عمر طويل، وهو الأمير مقرن، يناهز عمره السبعين عاماً.
صورة من: picture-alliance/dpa
السلطان قابوس.. لن تتكرر مأساة أبيه
وفي سلطنة عمان يحكم السلطان قابوس البالغ من العمر 72 عاماً البلاد منذ 43 عاماً، ولم يختر خليفة له بعد ومن غير المعروف من ستولى بعده العرش، في ظل أنباء عن عدم وجود ذرية له. السلطان قابوس كان قد وصل إلى الحكم بعد انقلابه على أبيه سعيد بن تيمور عام 1970، وبالتالي فليس هناك من خوف من أن تتكرر مأساة الأب للابن.
صورة من: Getty Images
الكويت.. نقل أو انتقال للسلطة بين آل الصباح
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد (84 عاماً) عمل وزيراً للخارجية لمدة 40 عاماً قبل أن يتولى السلطة عام 2006، بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح. نُقل إليه العرش بسبب مرض الشيخ سعد العبد الله الصباح، الذي لم يتول العرش سوى لأسبوعين فقط وهو على فراش المرض قبل تجريده من المنصب. أما ولي العهد الحالي الشيخ نواف الأحمد الصباح فيبلغ من العمر (75 عاماً). وتظهر من وقت لآخر تسريبات عن حالته الصحية.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحرين.. الأولوية لحماية الملكية
ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة من مواليد 1950، تولى الحكم بعد وفاة والده عام 1999. كان قد تولى منصب ولي العهد عام 1964 وعمره كان حينها 14 عاماً...
صورة من: dapd
أما ولي عهد ملك البحرين وخليفته المنتظر فهو ولده الشيخ سلمان من مواليد 1969، ولا توجد مؤشرات على نقل السلطة إليه قريبا، لاسيما وأن مملكة البحرين شهدت ومازالت تشهد أحداثا سياسية كادت أن تعصف بالأسرة المالكة، لولا تدخل قوات درع الجزيرة.
صورة من: picture-alliance/ASA
الإمارات العربية.. ديمقراطية الشيوخ
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (65 عاماً) تولى رئاسة الدولة عام 2004 بعد موت أبيه، حيث انتخبه المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة رئيساً للدولة، وفق دستور البلاد. ورغم أن نائب رئيس البلاد الحالي هو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، فإن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (52 عاماً)، شقيق الرئيس وولي عهد إمارة أبو ظبي هو المرشح لخلافته.
صورة من: Getty Images
الأسرة الهاشمية.. تاريخ من الانقلابات
الملك عبد الله (51 عاماً) تولى العرش بعد وفاة والده الملك حسين عام 1999. كان عمه الحسن ولياً للعهد لأكثر من ثلاثين عاماً قبل أن يعزله الملك حسين ليفسح الطريق لتولي ولده عبد الله العرش، فقام الأخير بعزل أخيه حمزة ليسمى فيما بعد نجله الحسين (من مواليد 1994) ولياً للعهد...
صورة من: picture alliance/dpa
الانقلابات داخل الأسرة الهاشمية لها تاريخ طويل فقد أُجبر الملك طلال على التنازل لولده حسين الذي تولى المنصب عام 1952 وهو في سن 17 عاماً. (الصورة للملك المتوفى حسين وأخيه الأمير حسن).
صورة من: picture-alliance/dpa
المغرب.. جيل ملكي شاب
تولى ملك المغرب محمد السادس (من مواليد 1963) العرش خلفاً لوالده المتوفي الحسن الثاني عام 1999. وحسب موسوعة ويكيبيديا يحمل الملك الشاب شهادة الدكتوراه ويتقن إلى جانب العربية اللغات الفرنسية والإسبانية والإنجليزية والأمازيغية. في عام 2003 رزق الملك وزوجته الحسناء للا سلمى مولوداً سُمي بـ"مولاي الحسن" وطبقاً للدستور المغربي فإن الأمير الصغير (في يسار الصورة) هو ولي العهد. الكاتب: عبده جميل المخلافي.