1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البحرين: سباق الفورمولا واحد على صفيح ساخن

Almalaika,Mulhem٢٤ أبريل ٢٠١٢

كل طرف في البحرين يرى في سباق الفورمولا واحد منبرا يبث من خلاله تظلمه من الجانب الآخر. المعارضة تريد أن تعيد تسليط الضوء على الاحتجاجات، والسلطة تريد أن تقول إن أوضاع البلد أصبحت طبيعية. ما حدث على الأرض هو عودة التوتر.

صورة من: Reuters

رغم أنّ بيان مجلس الوزراء البحريني أفاد بأن سباق فورمولا 1 "يعكس ثقة العالم في قدرة البحرين على احتضان مثل هذه التظاهرة الدولية"، لكن الرياح لم تجر بما تشتهي سفن السلطة، واستطاع مئات المحتجين الشيعة الذين نزلوا إلى الشارع إسماع صوتهم لوسائل الإعلام الدولية التي احتشدت لتغطية وقائع السباق العالمي.DWعربية تحدثت إلى النائب الأول لرئيس مجلس الشورى في البحرين جمال فخرو وسألته كيف تنظر سلطات البحرين إلى قرار إقامة سباقات الفورميولا واحد المثير للجدل حتى على المستوى العالمي، فقال "سباق الفورمولا واحد لم يقم قط لتحسين صورة البحرين، و جلالة الملك بنفسه قال - نحن نفرّق بين السياسة وبين الرياضة-  وفي النهاية فإن هذا سباق عالمي، وقد وضعت البحرين على قائمة استضافته منذ العام الماضي، وقد استثمرت المملكة أموالا كثيرة فيه، كما سميت البحرين لاستضافته في العام القادم".

بحث عن الديمقراطية أم صراع طائفي ؟

من جانب آخر تعتبر معارضة البحرين السباق فرصة ذهبية لعرض اعتراضاتها على السلطة على الرأي العام العالمي، وقد قال ناشط بحريني اسمه علي لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الثورة لم تنته قط هنا في البحرين، الذي انتهى هو التغطية الإعلامية ونرى أن الحكومة أهدت الثوار هدية ثمينة من حيث لا تدري عبر استضافة سباق الفورمولا". وهذا ما ذهب إليه أيضا النائب جمال فخرو لكنه استدرك بالقول " المعارضة قد خسرت مواقعها، ولم يعد الإعلام الدولي يهتم بادعاءاتها، فقررت أن تخرج في تظاهرات خلال المسابقة لجلب انتباه الإعلام الدولي، لكن المسابقة انتهت بنجاح باهر أكده أن عدد الحضور فيها بلغ 70 ألف مشاهد".

 الصراع في البحرين عاد إلى الواجهة، وعاد الجدل حول طبيعته، هل هو صراع طائفي كما تقول السلطة معتمدة على حقيقة أن أغلب المحتجين هم شيعة؟ أم هو صراع لأجل الديمقراطية وحقوق الإنسان كما تدعي المعارضة؟DW عربية وضعت هذا السؤال أمام رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب فأجاب:" هو صراع سياسي، وهذا شعب يطالب بحقوقه، هو يطالب ببرلمان منتخب ذو صلاحيات، وهو يطالب بحكومة منتخبة تمثل كل أبناء الشعب، نضال هذا الشعب هو نفس النضال الذي خاضته شعوب أوروبا قبل قرون من أجل العدالة وحقوق الإنسان والديمقراطية". وأضاف في نفس السياق: "علينا أن لا ننسى أن غالبية السكان في هذا البلد هم الشيعة، وبما أنهم يطالبون بالديمقراطية فالغالبية تطالب بالديمقراطية، فهل توصف الغالبية بأنها طائفية لأنها تطالب بالديمقراطية؟".

سباق فورمولا واحد في البحرين مثار جدل محلي ودولي.صورة من: picture-alliance/dpa

جمال فخرو: "المعارضة فشلت سياسيا"

و اندلعت مواجهات يوم الاثنين 23 أبريل/ نيسان بين قوات الأمن البحرينية وبين معارضين في قرية شيعية بعد تشييع ناشط عثر عليه قتيلا خلال تظاهرة. ترافق هذا مع المخاوف على حياة الناشط عبد الهادي الخواجة المضرب عن الطعام في السجن منذ الثامن شباط/فبراير،في ظل تنديد من الاتحاد الأوروبي وعدة عواصم أخرى. كما تأجلت الاثنين الماضي جلسة محكمة التمييز للنظر في الطعن المقدم ضد الحكم الصادر بحق الخواجة بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر من أجل قلب النظام بالقوة.

وحول ما إذا سلطات البحرين تملك حلولا للمأزق السياسي الخانق الذي يعيشه البلد، يرى النائب الأول لرئيس مجلس الشورى في البحرين جمال فخرو أن الحل "يجب أن يأتي بعيدا عن العنف واستخدام القوة"، ويدعو إلى "حوار توافق وطني" مشيرا إلى أنه ينبغي على المعارضة "أن تقبل بتقديم تنازلات بعد أن رفعت سقف توقعات قواعدها خلال عام من الزمن".

ويرى النظام أن المعارضة قد فشلت سياسيا في تعبئة الرأي العام البحراني إلى جانبها كما أفاد النائب فخرو بالقول "هم يملكون 18 مقعدا في البرلمان، ولم ينجحوا في الائتلاف مع 3 مقاعد ليشكلوا ألأغلبية المعارضة في برلمان تعد مقاعده النيابية 40 مقعدا". لكن المعارضة البحرانية ترى غير ذلك. فأغلبية أبناء الأغلبية الشيعية يتعرضون في نظرها للتمييز، وهم محرومون من المشاركة في الجيش وفي قوات الأمن، وهو ما ذهب إليه رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب مبينا أن السلطة بعد وعود الإصلاح الكثيرة "عينت 3 وزراء معروفين بعدائهم لشيعة البحرين، من بينهم سميرة رجب التي تقول في كل مناسبة أنها شيعية لكنها تصر على إعلان عدائها لأبناء طائفتها".

الناشط البحريني نبيل رجب في تظاهرة جرت يوم الاثنين 23.12.2012 في المنامة.صورة من: Reuters

نبيل رجب: " المشكلة ليست في طائفة الحاكم، المشكلة في عدالته"

وبسبب طبيعة الاستقطاب الطائفي في منطقة الخليج والشرق الأوسط، يرى كثير من خبراء السياسة الدولية أن تلكؤ الغرب في دعم معارضة البحرين يمكن أن يدفع بها إلى أحضان إيران، وهو ما أيده نبيل رجب مبينا أن "إيران خلال فترة تجاهل المجتمع الدولي لأزمة البحرين كانت الوحيدة التي أعطت موضوع الانتفاضة في البحرين مظلة إعلامية ودولية من خلال إثارة هذا الموضوع في الأمم المتحدة ". الناشط البحراني رجب مضى إلى القول "ما نقوله للمجتمع الدولي اليوم هو أنه يجب أن يتعامل مع الثورات ومع المطالبين بالديمقراطية بصورة موحدة، وليس بازدواجية المعايير، وكما تعاملتم مع سوريا وليبيا، يجب أن تتعاملوا مع الثورة البحرينية التي تناضل لأجل نفس المبادئ والحقوق التي ناضل لأجلها الغرب".

في ظل التغيرات العربية والدولية الجارية تبقى البحرين تحت أنظار الخبراء، وسؤالهم القائم هو: هل يمكن أن تستمر هيمنة الأقلية السنية على السلطة في ظل اعتراض الأغلبية الشيعية؟ نبيل رجب اختصر الإجابة عن هذا السؤال بالقول" مشكلة الناس هنا ليست في حكم أقلية سنية لأغلبية شيعية، المشكلة هي أن الطبقة الحاكمة هي فئة مستبدة ظالمة تمارس التمييز، المشكلة ليست في طائفة الحاكم ومذهبه، المشكلة في عدالته".

ملهم الملائكة

مراجعة: طارق أنكاي 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW