يتوجه الناخبون في ولاية براندنبورغ المجاورة للعاصمة الألمانية برلين (اليوم الأحد 22 سبتمبر / أيلول 2024) إلى صناديق الاقتراع، وكل الأعين تترقب إنْ كان اليمين المتطرف هناك سيحظى بأكبر قدر من الدعم -للمرة الثانية خلال شهر واحد- أو إنْ كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيحفاظ على صدارته في الولاية.

والحزب الاشتراكي الديمقراطي هو الحزب المنتمي إليه المستشار الاتحادي أولاف شولتس، والذي يمثله في ولاية براندنبورغ حاكمها الحالي، ديتمار فويدكه. وبراندنبورغ هي الولاية الوحيدة في ألمانيا الشرقية سابقا التي يحكمها الحزب الاشتراكي الديمقراطي باستمرار منذ عام 1990 بالائتلاف مع أحزاب أخرى. ويتولى فويدكه، وهو مهندس زراعي يبلغ من العمر 62 عاما، أعلى منصب في الولاية منذ 11 عاما.

وبفضل شعبية فويدكه الشخصية نجح الحزب الاشتراكي الديمقراطي جزئيا في سد فجوة بنحو 5 إلى 6 نقاط مئوية في استطلاعات الرأي مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف وجعل المنافسة متقاربة. ويصنف المكتب الإقليمي لهيئة حماية الدستور في ولاية براندنبورغ (الاستخبارات الداخلية) حزب البديل من أجل ألمانيا على أنه جماعة مشتبه بأنها يمينية متطرفة.

وأشارت استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب "البديل من أجل ألمانيا" بفارق ضئيل أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وأظهر استطلاع نشرت نتائجه القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف" مساء الخميس 19 / 09 / 2024 الماضي أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" حصل على 28%، متقدما على الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار الوسط) المهيمن سابقا بعد حصوله على نسبة 27%. كما أظهر استطلاع سابق نشرت نتائجه محطة "أيه آر دي" التلفزيونية تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا لألمانيا بحصوله على 27%، مقابل 26% لمنافسه الاشتراكي الديمقراطي.

وبحسب استطلاع أجراه معهد "إنسا" لقياس مؤشرات الرأي -بتكليف من صحف محلية- حصل حزب "البديل من أجل ألمانيا" على 28%، متقدما على الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد حصوله على نسبة 25%.

وإذا فاز حزب "البديل من أجل ألمانيا" في براندنبورغ فستكون هذه هي المرة الثانية التي يحقق فيها الحزب انتصارا في انتخابات على مستوى الولايات منذ تأسيسه. وفي وقت سابق من هذا الشهر فاز الحزب بأول انتخابات له على مستوى الولايات في ولاية تورينغِن.

 

 

ويتحالف الحزب المسيحي الديمقراطي حاليا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر في حكومة ولاية براندنبورغ. وبحسب استطلاع "زد دي إف" حصل الحزب المسيحي الديمقراطي (يمين الوسط) على 14%، متقدما على حزب "تحالف سارا فاغِنْكنِشْت" - وهو حزب جديد يجمع بين السياسة الاجتماعية اليسارية والموقف المتشدد بشأن الهجرة - الذي حصل على نسبة 13% في الاستطلاع. وقد حقق حزب "تحالف سارا فاغنكنشت"  -الذي دخل المشهد السياسي قبل بضعة أشهر فقط- أداء جيدا للغاية في انتخاباته الأولى في ولايتي تورينغن وسكسونيا في الأول من سبتمبر / أيلول الجاري 2024.

وحصل حزب الخضر وحزب "اليسار" المتشدد وتحالف الحركات المدنية المتحدة "براندنبورغ / الناخبون الأحرار" على أقل من عتبة الـ 5%، وبالتالي فهم معرضون لخطر عدم العودة إلى البرلمان الإقليمي. وفي حال حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" وحزب "تحالف سارا فاغنكنشت" (سارة / زهرا / زهرة فاغنكنشت) أداء قويا في براندنبورغ فسيكون ذلك بمثابة أخبار غير سارة للمستشار شولتس، مع تراجع أرقام استطلاعاته قبل عام واحد فقط من الانتخابات العامة في ألمانيا.

 

ع.م / م.س (د ب أ)