شيع البرازيليون جنازة أسطورة كرة القدم ماريو زاغالو أحد آخر عمالقة الجيل الذهبي في البرازيل والذي فارق الحياة عن 92 عاماً. وأعلن الرئيس البرازيلي الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام وأمر بتنكيس الأعلام بجميع أنحاء البلاد.
إعلان
ودّع البرازيليون أسطورة كرة القدم ماريو زاغالو، بطل العالم أربع مرات مع منتخب بلاده كلاعب ومدرّب ومساعد مدرّب الذي توفي عن عمر ناهز 92 عاماً، وهو آخر عمالقة الجيل الذهبي في البرازيل.
وتجمع اليوم الأحد (السابع من يناير/ كانون الثاني 2024) العشرات من المشيعين الذين ارتدوا اللون الأسود أو الأصفر الخاص بالمنتخب البرازيلي أو ألوان الأندية التي دافع عنها زاغالو ودرّبها، أمام نعشه في مقر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في ريو دي جانيرو.
كما عُرضت بالقرب من نعشه، كؤوس العالم الخمس التي حققتها البرازيل المهووسة بكرة القدم، وساهم زاغالو في الفوز بأربع منها، أكثر من أي لاعب آخر في تاريخ الكرة المستديرة.
وتوفي الجناح السابق للبرازيل أول أمس الجمعة بسبب فشل عضوي متعدد في أحد مستشفيات ريو بعد معاناته من سلسلة من المشكلات الصحية في الأشهر الأخيرة. وبعد وفاة الأسطورة بيليه في كانون الأول/ ديسمبر 2022، أدخل إلى المستشفى لنحو أسبوعين بسبب التهاب في الجهاز التنفّسي.
ولعب زاغالو المكنى بـ "البروفسور" إلى جانب بيليه في المنتخب الفائز بكأس العالم عامي 1958 و1962. ثم انتقل بعد ذلك لتدريب "سيليساو" وقاده للفوز بمونديال 1970، الذي كان يضم حينها "الجوهرة السوداء" والذي يعتبره الكثيرون أعظم فريق في التاريخ، وعمل كمدرب مساعد عندما كرر "راقصو السامبا" هذا الإنجاز في عام 1994.
قال إدواردو بانديرا دي ميلو الرئيس السابق لنادي فلامنغو الشهير، حيث كان زاغالو لاعباً ومديراً فنياً في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لقد صنع تاريخا في كرة القدم. إنها خسارة فادحة". وتابع "ما فعله مع المنتخب الوطني عام 1970 يجب أن يكون مصدر إلهام لكل مدرب".
وسيعقب الجنازة العامة قداس خاص، ثم مراسم الدفن في مقبرة ساو جواو باتيستا، المثوى الأخير لبعض أشهر مواطني البرازيل.
الحداد ثلاثة أيام
وأعلن الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي وصف زاغالو بأنه "أحد أعظم لاعبي ومدربي كرة القدم على مرّ العصور"، الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من أمس السبت، وأمر بتنكيس الأعلام في جميع أنحاء البلاد.
وأشاد عالم كرة القدم بخصال الراحل، فقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السويسري جاني إنفانتينو إن تأثير زاغالو على كرة القدم كان "الأسمى"، كما أثنى عليه الفائزون بكأس العالم رونالدينيو وروماريو وكافو، وأطلق عليه نجم البرازيل وريال مدريد الحالي فينيسيوس جونيور لقب "الأسطورة".
وعادل إنجاز زاغالو لاحقاً بإحراز لقب المونديال كلاعب ومدرب كل من الألماني فرانتس بكنباور (1974 و1990) والفرنسي ديدييه ديشان (1998 و2018).
ع.ح/ع.ج (ا.ف.ب)
وداعا بيليه.. حياة الأسطورة البرازيلية في صور
منذ اقتحام إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو (أو بيليه)، المستطيل الأخضر، نال على أعجاب الملايين من عشاق الساحرة المستديرة. وأصبح أفضل لاعب كرة قدم على مر العصور. جولة مصورة في أبرز اللقطات بحياة "الجوهرة السوداء".
صورة من: AP
سانتوس كان البداية
نادي "سانتوس" البرازيلي يعد أول نادي لعب في صفوفه بيليه بل وقضى فيه معظم مسيرته الكروية. في 1956، تعاقد النادي البرازيلي مع بيليه وكان في سن الـ 15. وبالإضافة إلى المشاركة في الدوري المحلي، شارك سانتوس في مباريات خارج البرازيل في أوروبا وأمريكا. هذه الصورة للأسطورة البرازيلية بيليه مع فريقه البرازيلي خلال مباراة ودية عام 1970 أمام فريق "واشنطن دارتس" المنافس في دوري أمريكا الشمالية الوليد في حينه.
صورة من: picture alliance/AP Images/J. Duricka
التألق في أول مشاركة بالمونديال
بعد تألقه مع "سانتوس"، خطف بيليه الشاب الأنظار ليجد طريقه إلى تشكيلة قائمة منتخب "السيليساو" في مونديال السويد عام 1958. وفي أول مباراة له كان بيليه في عامه الـ 17 وأصبح أصغر لاعب يشارك في كأس العالم فيما كانت مباراته الأولى ضد الاتحاد السوفيتي آنذاك. وفي مباراة نصف النهائي ضد فرنسا، أحرز بيليه هاتريك وفي النهائي ضد البلد المضيف، أحرز هدفين ليصل رصيده في البطولة إلى 6 أهداف في أربع مشاركات.
صورة من: picture-alliance/dpa
بيليه.. ساحر المستديرة
وصف بيليه كرة القدم بأنها "اللعبة الجميلة" وهو الأمر الذي نفذه داخل المستطيل الأخضر. كان مركز بيليه الهجوم في غالب المباريات رغم أنه لعب في أدوار أخرى. برع الأسطورة البرازيلية في الجمع بين السرعة والتألق والمهارة الساحرة حيث كان يتجاوز المدافعين بسهولة وكأنه الزئبق. سجل بيليه أهدافا بطرق عديدة مثل هذا الهدف الذي أحرزه عام 1968 من ركلة خلفية مزدوجة.
صورة من: AP
إصابة تعرقل مسيرة السيليساو
فازت البرازيل بمونديال 1962 في تشيلي للمرة الثانية على التوالي. وكانت هناك آمال كبيرة في الاحتفاظ باللقب في مونديال 1966 بإنجلترا، مهد كرة القدم. وفي مباراة البرازيل ضد بلغاريا، أحرز بيليه هدفا من ركلة حرة وأصبح أول لاعب يسجل في ثلاث بطولات كأس عالم متتالية. وبسبب تألقه، تعرضه بيليه لعنف من مدافعي بلغاريا والبرتغالي من أجل إيقافه داخل المستطيل الأخضر. خرجت البرازيل حاملة اللقب من الدور الأول.
صورة من: picture-alliance/dpa
1970.. لقب كأس العالم الثالث
ساعد بيليه منتخب البرازيل في الفوز ببطولة كأس العالم للمرة الثالثة في مونديال المكسيك عام 1970 لتكون بذلك نهاية سعيدة لمسيرة الأسطورة البرازيلية في بطولات كأس العالم. بعد الفوز على إيطاليا في النهائي 4-1، حمل لاعبو منتخب "السيليساو" بيليه على أكتافهم للاحتفال باللقب الذي منح البرازيل الحق في الاحتفاظ بكأس جول ريميه إلى الأبد. أحرز بيليه خلال البطولة أربعة أهداف ونال جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
1971.. الاعتزال الدولي بعد 92 مباراة مع راقصي السامبا
لعب بيليه مع منتخب البرازيل 92 مباراة فيما كانت مباراة الاعتزال مع راقصي السامبا في 18 يوليو/ تموز عام 1971. احتشد 180 ألف مشجع في ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو لتوديع الأسطورة البرازيلية. وانتهت المباراة ضد يوغوسلافيا بالتعادل هدفين لكل فريق. اعتزل بيليه اللعب مع البرازيل في سن مبكر، إذ لم يكن قد أتم بعد عامه الحادي والثلاثين. وقد لعب بعد ذلك، مع ناديه سانتوس لعدة سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/MTI Laszlo Almasi
1975.. المغامرة الأمريكية
في عام 1974، أكمل بيليه 19 موسما كرويا مع ناديه سانتوس البرازيلي بداية من عام 1956. انتقل في عام 1975 إلى اللعب في الولايات المتحدة مع نادي "نيويورك كوزموس" المنافس في دوري أمريكا الشمالية الوليد في حينه ربما كان بسبب المال. ساعد بيليه على تعزيز شهرة ونشر كرة القدم في الولايات المتحدة. وقاد بيليه "نيويورك كوزموس" للفوز ببطولة دوري أمريكا الشمالية لكرة القدم عام 1977.
صورة من: picture-alliance/ASA/P. Robinson
1977... محمد علي كلاي وبيكنباور في الوداع
أنهى بيليه مسيرته الكروية مع "نيويورك كوزموس" عام 1977 حيث جرت المباراة النهائية في استاد ملعب جاينتس العريق في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول. وحرص على توديعه أسطورة كرة القدم الألمانية "القيصر" فرانز بيكنباور الذي رافقه في الفريق وزميل دربه في منتخب البرازيل كارلوس ألبرتو، فضلا عن أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Mehmet Biber
نجم في هوليوود
في عام 1981، خاض بيليه الغمار السينمائي حيث شارك في بطولة فيلم "الهروب إلى النصر" مع نجمي هوليوود سيلفستر ستالون ومايكل كين. يدور الفيلم في فترة الحرب العالمية الثانية حيث يخوض فريق من أسرى دول الحلفاء مباراة كرة قدم ضد فريق من ألمانيا النازية ممن قاموا بأسرهم.
صورة من: picture alliance/Mary Evans Picture Library
بيليه الوزير والسفير
بعد مسيرة كروية حافلة، شغل بيليه عددا من المناصب بما في ذلك سفيرا للنوايا الحسنة في منظمة اليونسكو عام 1994. وبعدها بعام، قام الرئيس البرازيلي آنذاك فرناندو إنريكي كاردوسو (يسار الصورة) بتعيين بيليه في منصب وزير استثنائي للرياضة في البرازيل، حيث كرس بيليه جهده لمحاربة الفساد في عالم كرة القدم في بلاده. وقام باقتراح تشريع أطلق عليه "قانون بيليه" للحد من الفساد الكروي في البرازيل.
صورة من: picture-alliance/dpa
إدينيو بيليه.. ابن الوز ليس عواما
تزوج بيليه ثلاث مرات وأنجب العديد من الأطفال سواء من زوجاته الثلاث أو من علاقات خارج إطار الزواج. حاول نجله إدينيو مواصلة مسيرة والده. وقد بدأ إدينيو مشواره الاحترافي كحارس في نادي سانتوس الذي قضى فيه بيليه حياته الكروية. لكن مسيرة إدينيو في عالم المستديرة لم ينطبق عليها القول "ابن الوز عوام" خاصة بعد أن أصدرت محكمة برازيلية عام 2017 ضده عقوبة بالسجن نحو 13 عاما في قضية غسيل أموال وتهريب المخدرات.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Setton
صراع مع المرض
في الأعوام الأخيرة من عمره، تعرض بيليه لأزمات الصحية عدة. في 2012، خضع لعملية جراحية ناجحة في الفخذ، لكنه اضطر خلال مونديال 2018 في روسيا إلى الظهور على كرسي متحرك أثناء سحب القرعة إلى جوار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأيقونة الأرجنتينية دييغو مارادونا. وبعد ذلك بفترة قصيرة، دخل بيليه المستشفى حيث خضع لجراحة لإزالة حصوات الكلى. لكن معركة بيليه الكبرى والأخيرة كانت ضد السرطان. تشاك بنفولد/ م.ع
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/A. Nikolskyi