هبطت أسعار الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة في أعقاب عمليات بيع في البورصة الأمريكية وسط تصاعد المخاوف من أزمة ديون حادة في منطقة اليورو مما دفع المستثمرين إلى التخلي عن الأسهم. ونزل مؤشر يوروفرست لأسهم كبرى الشركات الأوروبية لليوم الرابع على التوالي فانخفض بنسبة 2.5 بالمائة وهو أدنى مستوياته منذ أوائل شباط/ فبراير الماضي. كما كان اليورو قد سجل أدنى مستوى له في 14 شهراً أمام الدولار مع تصاعد المخاوف من انتقال أزمة ديون اليونان إلى دول أوروبية أخرى، الأمر الذي دفع الأسهم الأمريكية إلى الهبوط لأقل مستوى لها خلال العام.

ومن المنتظر أن يعقد وزراء مالية الدول الصناعية السبع الكبرى، التي تضم كلاً من ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان، مؤتمراً بالهاتف اليوم الجمعة (7 أيار/ مايو) حول أزمة الديون اليونانية.

البرلمان الألماني يصوت على حزمة المساعدات

من جانب آخر يعتزم البرلمان الألماني ومجلس الولايات الألمانية اليوم الجمعة (7 أيار / مايو) المصادقة على مشروع قانون يقضي بدفع قروض لليونان، تصل قيمتها الإجمالية إلى 22 مليار و400 مليون يورو على مدى ثلاثة أعوام. وإلى جانب أحزاب الائتلاف الحكومي، وهي الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي الحر، ألمح حزب الخضر الألماني المعارض إلى عزمه المصادقة على مشروع القانون. وبذلك يصبح باستطاعة الحكومة الألمانية تمرير مشروع القانون، الذي من المنتظر التصويت عليه اليوم الجمعة.

يأتي ذلك رغم أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أعلن اعتزامه الامتناع عن التصويت على مشروع القانون. وكانت الحكومة الألمانية قد نفت أن خطة مساعدة اليونان ستتكلف أكثر مما هو معلن. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد بررت قرار الحكومة بتقديم الدعم لليونان، مشيرة إلى ما يمكن أن يشكله الوضع هناك من تهديد لمنطقة اليورو بأكملها قائلة: "هذا موقف حرج بشكل غير عادي". يُذكر أن المفاوضات، التي جرت بين الحكومة الألمانية والمعارضة أمس الخميس بشأن تمرير مشروع القانون في البرلمان الألماني، اصطدمت برفض الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان الألماني "بوندستاغ".

لقاء ميركل ساركوزي

وفي تطور سابق، طالبت ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال قمة اليورو الطارئة أمس الخميس في بروكسل باتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أزمة ديون اليونان، من بينها التصدي للمخالفات المالية لدول مجموعة اليورو والتصدي للمضاربين في سوق المال والإشراف على المصارف المنهكة وضمها إلى أخرى قوية. غير أن البيان المشترك لميركل وساركوزي لم يتطرق بكلمات واضحة إلى ضرورة إشراك البنوك في التكاليف الناتجة عن الأزمات المالية وإلى إنشاء مؤسسة أوروبية مشتركة للتصنيف الائتماني.

(ش.ع / د.ب أ / أ.ف.ب / رويترز)

مراجعة: عماد مبارك غانم