وضع البرلمان الألماني يده على ملف منفذ اعتداء سوق الميلاد ببرلين أنيس عامري عبر تشكيل لجنة تحقيق خاصة. إذ ترى الكتل المختلفة أن الأجهزة المعنية في الولايات وعلى مستوى الاتحاد ارتكبت أخطاء بشأن مراقبة نشاطاته قبل الهجوم.
إعلان
ويسعى البرلمان الألماني (بوندستاغ) بقراره الخاص بتشكيل لجنة تحقيق تحمل اسم منفذ الاعتداء إلى تسليط الضوء على الغموض الذي يكتنف ملف التونسي أنيس عامري. فقد نجح الأخير عدة مرات من الإفلات من رادار الأجهزة الأمنية وتمكن من انتحال أسماء عديدة وقدم طلبات لجوء في أكثر من ولاية دون أن يلفت انتباه الأجهزة الأمنية والتي كانت تراقبه بشكل متواصل أحيانا وبشكل متقطع أحيانا أخرى.
وبعد الهجوم تم كشف النقاب عن أن أخطاء عديدة ارتكبت في هذا الشأن من قبل الأجهزة الأمنية على مستوى الاتحاد وعلى مستوى الولايات. كما بات واضحا أنه لم يكن هناك أي تنسيق أو تعاون بين الأجهزة الأمنية المختلفة ما ساهم في إبقاء عامري طليقا ليخطط لهجومه على سوق عيد الميلاد في عام 2016 ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح العشرات في أكبر اعتداء إرهابي في ألمانيا بعد اعتداءات باريس وبروكسل في نفس العام.
وتسعى لجنة التحقيق، والتي تتألف من أعضاء الكتل البرلمانية المختلفة، إلى إعطاء صورة شاملة لظروف وقوع الاعتداء وعن منفذه ومحيطه الاجتماعي وعلاقاته الشخصية. كما تسعى اللجنة إلى معرفة ما إذا كان هناك متورطون آخرون في الاعتداء.
ومن أبرز مهمات اللجنة البرلمانية أيضا توضيح صورة عمل ونشاط الأجهزة الأمنية التي كانت تتابع منفذ الهجوم لفترة غير قصيرة وعما إذا كانت تلك الأجهزة قد مارست عملها بشكل قانوني سليم أم لا. كما ينبغي معرفة ماذا كانت الأجهزة الأمنية تعلم عن منفذ الهجوم عامري. وما كان ينبغي لها أن تعرفه عنه ه قبل تنفيذ الهجوم، إلى جانب معرفة حجم الأخطاء التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية المختلفة وتحديد المسؤولين عن ذلك.
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.ا، رويترز، DW)
عام على اعتداء برلين- نصب تذكاري وحزن وشعور بالخذلان
أحيت ألمانيا الذكرى السنوية الأولى لاعتداء الدهس الإرهابي الذي ضرب عاصمتها برلين. كيف استحضرت الحكومة الاتحادية هذا الحادث الأليم؟ وهل من خطوات عملية تجاه أسر الضحايا والجرحى؟ وماذا عن الأخطاء والتقصير؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
تدشين نصب تذكاري
أمام ذوي الضحايا والمصابين، أزاح عمدة برلين ميشائل مولر اليوم الثلاثاء (19 كانون الأول/ديسمبر 2017) وبحضور المستشارة أنغيلا ميركل الستار عن النصب التذكاري للهجوم. وكان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير ورئيس البرلمان الألماني "بوندستاغ" فولفغانغ شويبله من بين الحاضرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B.von Jutrczenka
"من أجل الوئام بين جميع البشر"
وحفر على النصب التذكاري النص الآتي: "تخليداً لذكرى ضحايا هجوم 19 كانون الأول/ديسمبر 2016. من أجل الوئام بين جميع البشر". وشهد نهار الثلاثاء عدة فعاليات في ميدان برايتشايدبلاتس، المكان الذي يضم سوق الميلاد، لتكريم الضحايا وهم من ست جنسيات: الألمانية والبولندية والإيطالية والتشيكية والإسرائيلية والأوكرانية.
صورة من: Reuters/F.Bensch
انتقادات واتهامات
تعرضت أنغيلا ميركل للانتقاد لأنها انتظرت عاماً حتى الاثنين (18 كانون الأول/ديسمبر 2017) لاستقبال ذوي الضحايا. جاء ذلك بعد الانتقادات والاتهامات التي وجهتها أسر الضحايا لميركل بالخمول والإخفاق السياسي بعد وقوع الهجوم. عدد كبير من الألمان مقتنعون بأنه كان من الممكن تجنب الاعتداء. وأشارت تقارير كثيرة إلى الأخطاء المرتكبة في ملاحقة أنيس عامري الذي كان يعرف قبل الاعتداء بأنه إسلاموي خطير وتاجر مخدرات.
صورة من: DW/Imtiaz Ahmad
والدة سائق الشاحنة..تشكو من الخذلان
تشكو جانينا أوربان، والدة سائق الشاحنة التي استُعملت في الهجوم، من الخذلان بسبب تجاهل السلطات الألمانية لها كأم فقدت ابنها في الاعتداء.
صورة من: DW/M. Majerski
شتاينماير يعترف بالتقصير
أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن رأيه في أن هناك أوجه تقصير لدى الحكومة والمجتمع في التعامل مع أسر ضحايا ومصابي هجوم الدهس الإرهابي. وقال شتاينماير في خطابه خلال فعالية إحياء الذكرى الأولى للهجوم بحضور عدد من أسر الضحايا إن بعض الدعم الذي تم تقديمه لذوي الضحايا والمصابين جاء متأخراً وظل غير مرضي.
صورة من: Getty Images/J.MacDougall
تدارك الأخطاء
من أجل إيجاد أرضية معقولة في التعامل مع أسر الضحايا عينت الحكومة الألمانية مندوباً لشؤون ذوي الضحايا هو كورت بيك، رئيس وزراء ولاية رينانيا بلاتينا السابق الذي قدم قبل أيام مع وزير العدل الألماني هايكو ماس (الصورة) تقريراً حول ما فعلته الحكومة وكذلك النواقص في تقديم المساعدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
تدابير أمنية في أسواق عيد الميلاد
فرضت في سوق الميلاد بميدان برايتشايدبلاتس ببرلين وأسواق أخرى كثيرة في ألمانيا تدابير أمنية مشددة هذه السنة. ووضعت كتل اسمنتية كبيرة لمنع مرور أي آلية. وقبل أيام من الاحتفال بعيد الميلاد، ما زال الزبائن يقولون أنهم متأثرون بهذا الهجوم.
إعداد: م.أ.م