بطلب من الكتلة النيابية لحزب اليسار الألماني عقد البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) جلسة خاصة في برلين اليوم (العاشر من يونيو/ حزيران 2010) بحث فيها الاقتحام الدموي للبحرية الإسرائيلية صباح 31 أيار/مايو الماضي على بعد 70 ميلا من شواطئ قطاع غزة وذهب ضحيته تسعة قتلى على الأقل وأكثر من 50 جريحا بينهم ألماني. وشارك 11 ألمانيا بينهم نائبتان عن حزب اليسار، ونائب سابق عنه أيضا، في "أسطول الحرية" الذي ضمّ ست سفن انطلقت من تركيا وعلى ظهرها مئات المتضامنين مع سكان غزة والرافضين للحصار الذي تفرضه إسرائيل عليه منذ عام 2007.

وحملت السفن نحو 10 آلاف طن من المساعدات الغذائية والطبية للسكان، لكنها لم تصل إلى هدفها بعد أن اقتحمتها البحرية الإسرائيلية واقتادت ركابها إلى مرفأ أسدود الإسرائيلي وسط احتجاجات شديدة اللهجة من المجتمع الدولي ومن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وبعد تدخل حازم من جانب المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ووزير الخارجية غيدو فيسترفيلله تم إطلاق سراح النواب الألمان وزملائهمأسطول الحرية". بعد يومين على اعتقالهم.

الحكومة تطالب إسرائيل بتغيير سياستها إزاء غزّة

وكان المتحدث الأول في جلسة المناقشة الخاصة نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب اليسار يان فان آكن الذي وصف التصرف الإسرائيلي ب "الاجرام" قائلا إن لا أحد يحق له إطلاق النار على الناس في المياه الدولية أو خطفهم. وأكدت النائبة االيسارية التي اعتقلت، أنيتا غروت، في كلمة لها بأن جميع النشطاء الذين كانوا على ظهر السفن وقّعوا على بيان يلزمهم عدم استخدام العنف على خلاف ما تتدعيه إسرائيل.

وطالب وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية فرنر هوير باسم حكومته إسرائيل بتغيير نهجها وسياستها إزاء غزة تغييرا جذريا قائلا إن سياسة الحصار المتبعة منها "لم يعد بالامكان تبريرها". وقال إن حكومته تطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وشفافة للكشف عما جرى ومعرفة المسؤول عن العنف الذي حصل مشيرا إلى أن برلين ابلغت الحكومة الإسرائيلية موقفها هذا واقترحت تكليف اللجنة الرباعية الدولية لقيادة هذا العمل. وأضاف هوير أن على المرء ألا يضيع طريق حل أزمة الشرق الأوسط استنادا إلى حل الدولتين. وتابع: "نحن نأخذ همّ إسرائيل الأمني بعين الاعتبار، لكن هذا وحده لا يبرر سياستها تجاه القطاع".

"من غير المقبول فرض عقوبة جماعية على سكان القطاع"

واعتبر النائب أندرياس شوكنهوف عن الحزب الديمقراطي المسيحي أن الوضع الإنساني في قطاع غزة مأساوي ولا بد من فتح المعابر إليه بسرعة أمام المواد الغذائية والحاجات الضروروية العادية. واقترح تفتيش السفن المتوجهة إلى غزّة للتأكد مما تنقله وعدم وجود سلاح فيها. ورأى المتحدث باسم الكتلة النيابية عن الحزب الاشتراكي رولف موتسينيخ أن الحصار الإسرائيلي "لم يضر حركة حماس كما لم يتمكّن من منع تهريب السلاح". وحذّر من تصعيد جديد للوضع حول غزة في حال أرسلت إيران قريبا، وكما أكدت طهران، قافلة سفن إلى القطاع.

وذكرت النائبة عن حزب الخضر كيرستين موللر أنه من غير المقبول به في الشرعة الدولية معاقبة سكان غزة بصورة جماعية بحجة محاربة حركة حماس. وقال النائب عن الحزب الليبرالي راينر شتينّر إن ألمانيا كشريك وثيق لإسرائيل غير ملزمة بقبول كل موقف يصدر عن الحكومة الإسرائيلية الحالية دون انتقاد.

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: حسن زنيند