في خطوة من شأنها أن تتسبب في توتر بين برلين وأنقرة صوت البرلمان الألماني على قرار يعتبر عمليات قتل الأرمن قبيل انهيار الدولة العثمانية قبل قرن بأنها "إبادة جماعية". والحكومة الألمانية تدعو للمصالحة بين تركيا وأرمينيا.
إعلان
صوت البرلمان الألماني بأغلبية ساحقة اليوم الجمعة (24 أبريل/ نيسان) على قرار يصف عمليات القتل الجماعية للأرمن على يد القوات التركية العثمانية قبل قرن من الزمان بأنها "إبادة جماعية" مخاطرين بأن يتسبب ذلك في توتر العلاقات مع أنقرة.
وفي جلسة برلمانية لإحياء الذكرى المئوية لبدء عمليات القتل أيدت كل المجموعات البرلمانية في (البوندستاغ) القرار في تصويت من المرجح أن يثير غضب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري
صورة من: picture-alliance/dpa
8 صورة1 | 8
ويمثل هذا التصويت تغييرا كبيرا في موقف ألمانيا، أكبر شريك تجاري لتركيا في الاتحاد الأوروبي وموطن لجالية تركية كبيرة. وعلى عكس فرنسا وأكثر من عشرين دولة أخرى قاومت برلين منذ فترة طويلة استخدام هذه الكلمة.
وقال رئيس البرلمان الألماني نوربرت لاميرت في بداية نقاش النواب الألمان حول القرار "ما حدث في منتصف الحرب العالمية الأولى في الإمبراطورية العثمانية تحت أعين العالم كان إبادة جماعية".
وهددت تركيا في وقت سابق هذا الأسبوع من أن قرارا مماثلا تبناه البرلمان النمساوي سيكون له "آثار سلبية دائمة" على علاقاتها مع فيينا.
من جانبها دعت الحكومة الألمانية تركيا وأرمينيا للتصالح بعد مرور مئة عام على تلك المجازر. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الجمعة في برلين إن ألمانيا تعتزم دعم الطرفين في التقارب. ولم يستخدم زايبرت لفظ "إبادة جماعية" في وصف المذابح التي ارتكبت في حق الأرمن على عكس الرئيس الألماني يواخيم غاوك الذي استخدم هذا اللفظ بشكل صريح في تصريحات له أمس الخميس. وقال زايبرت: "كلمات الرئيس الألماني تعبر عن نفسها كما هو معتاد دائما".
ومصطلح "الإبادة الجماعية" له أيضا صدى خاص في ألمانيا التي عملت جاهدة كي تعالج الآثار المترتبة على القتل الجماعي لليهود في المحرقة النازية.
وتنفي تركيا أن المجازر التي وقعت عندما كانت القوات العثمانية تقاتل القوات الروسية في الجزء الشرقي من الإمبراطورية تشكل إبادة جماعية. وتقول إنه لم تكن هناك حملة منظمة للقضاء على الأرمن ولا يوجد دليل على وجود مثل هذه الأوامر من السلطات العثمانية.