البرلمان الألماني يعتزم تصنيف مذبحة مئات الآلاف من الأرمن وتشريدهم في عهد الإمبراطورية العثمانية على أنها "إبادة جماعية"، في خطوة من شأنها أن تغضب الأتراك وخاصة الرئيس رجب طيب أردوغان.
إعلان
يعتزم البرلمان الألماني "بوندستاغ" تصنيف مذبحة مئات الآلاف من الأرمن وتشريدهم في عهد الإمبراطورية العثمانية على أنها "إبادة جماعية" على الرغم من المعارضة التركية لذلك.
وجاء في الموقع الإلكتروني للبرلمان أنه سيتم التشاور في الثاني من شهر حزيران/يونيو القادم بشأن المذكرة التي قدمها الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر بعنوان "تذكر وإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن وغيرهم من الأقليات المسيحية قبل 101 عام".
وقال رئيس حزب الخضر الألماني جيم أوزدمير، ذو الأصول التركية، في تصريحات لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد (15 مايو/أيار 2016): "من الممكن أن يكون هناك غضب قادم من أنقرة، ولكن لا يمكن ابتزاز البوندستاغ من خلال طاغية مثل السيد أردوغان". وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي توماس أوبرمان: "إن ألمانيا تتحمل مسؤولية تاريخية خاصة بصفتها حليف سابق للإمبراطورية العثمانية"، وأكد أن ذلك يسري بغض النظر عن النقاش السياسي اليومي بشأن سياسة اللجوء.
ش.ع/ع.ج (أ ف ب، د.ب.أ)
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري