وافق أعضاء مجلس الولايات الألماني (البوندسرات) اليوم الجمعة (7 أيار / مايو) على مشروع قانون لتقديم مساعدات لليونان تصل قيمتها الإجمالية إلى 22 مليار و400 مليون يورو تدفع على ثلاثة أعوام، ليزيلوا بذلك عقبة رئيسية في طريق حزمة المساعدات التي وصفتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها ستحدد مستقبل الاتحاد الأوروبي. وتم ذلك بعد ساعات قليلة من إقرار زملائهم في مجلس النواب (البوندستاغ) "قانون استقرار الوحدة النقدية".

أقر مجلسي البرلمان الألماني (البوندستاج والبوندسرات) مشروع القانون، الذي تقدمت به حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والذي يقضي بتقديم قروض لليونان، تصل قيمتها الإجمالية إلى 22 مليار و400 مليون يورو تدفع على ثلاثة أعوام.

وكان مجلس النواب (البوندستاج) قد وافق في وقت سابق اليوم على المشروع الذي صوت لصالحه 390 نائبا من أصل 601 حضروا الجلسة، في حين رفضه 72 نائبا و امتنع 139 آخرون عن التصويت. وبذلك تكون ألمانيا أكبر دولة مساهمة في خطة دعم اليونان التي تقضي بمنح هذا البلد مبلغا لا يزيد عن ثمانين مليار يورو من دول منطقة اليورو وثلاثين مليارا أخرى من صندوق النقد الدولي على ثلاثة أعوام.

الحكومة تبرر قرارها بحماية منطقة اليورو

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد بررت قرار الحكومة بتقديم الدعم لليونان، مشيرة إلى ما يمكن أن يشكله الوضع هناك من تهديد لمنطقة اليورو بأكملها قائلة: "هذا موقف حرج بشكل غير عادي". يُذكر أن المفاوضات، التي جرت بين الحكومة الألمانية والمعارضة أمس الخميس بشأن تمرير مشروع القانون في البرلمان الألماني، اصطدمت برفض الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان الألماني "بوندستاغ".وفي تطور سابق، طالبت ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال قمة اليورو الطارئة أمس الخميس في بروكسل باتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أزمة ديون اليونان، من بينها التصدي للمخالفات المالية لدول مجموعة اليورو والتصدي للمضاربين في سوق المال والإشراف على المصارف المنهكة وضمها إلى أخرى قوية. غير أن البيان المشترك لميركل وساركوزي لم يتطرق بكلمات واضحة إلى ضرورة إشراك البنوك في التكاليف الناتجة عن الأزمات المالية وإلى إنشاء مؤسسة أوروبية مشتركة للتصنيف الائتماني.

تأثير الأزمة اليونانية على أسواق المال العالمية

تأتي موافقة البرلمان الألماني على خطة دفع مساعدات مالية لليونان في وقت شهدت فيه أسعار الأسهم الأوروبية هبوطا إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة في أعقاب عمليات بيع في البورصة الأمريكية وسط تصاعد المخاوف من أزمة ديون حادة في منطقة اليورو مما دفع المستثمرين إلى التخلي عن الأسهم. كما كان اليورو قد سجل أدنى مستوى له في 14 شهراً أمام الدولار مع تصاعد المخاوف من انتقال أزمة ديون اليونان إلى دول أوروبية أخرى، الأمر الذي دفع الأسهم الأمريكية إلى الهبوط لأقل مستوى لها خلال العام. هذا، ومن المنتظر أن يعقد وزراء مالية الدول الصناعية السبع الكبرى، التي تضم كلاً من ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان، مؤتمراً بالهاتف اليوم الجمعة (7 أيار/ مايو) حول أزمة الديون اليونانية.

(ش.ع / د.ب أ / أ.ف.ب / رويتر)

مراجعة: عماد مبارك غانم (ع ج م)