طالبت غالبية النواب في البرلمان الأوروبي اليوم الخميس (11 أبريل/نيسان 2024) بإلغاء تعيين عضو البرلمان الأوروبي، الألماني ماركوس بيبر، من حزب الشعب الأوروبي (يمين وسط ومحافظ)، في  المفوضية الأوروبية كمبعوث مسؤول عن الشركات الصغيرة والمتوسطة في نهاية كانون الثاني/يناير، وذلك ، بسبب شبهة محاباة تطال رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين.

وينتمي بيبر إلى حزب فون دير لاين الاتحاد الديموقراطي المسيحي، الركيزة الألمانية لحزب الشعب الأوروبي الذي تنتمي إليه.

وطرحت مسألة تعيين بيبر للتصويت في اجتماع البرلمان الأربعاء الماضي، حيث أقر التعديل بتأييد 382 نائبا ومعارضة 144 وامتناع 80 عن التصويت. وقال معد النص النائب الأوروبي الألماني دانيال فرويند على منصة إكس "غالبية كبيرة تؤيد تعديلنا".

وحاول حزب الشعب الأوروبي عرقلة هذا التصويت عبر تقديم تعديل في اللحظة الأخيرة يدعم هذا الترشيح وفون دير لاين. لكن ذلك لم يجد في ظل معارضة أغلبية أعضاء البرلمان الأوروبي.

وبعيد التصويت، قال إريك مامر المتحدث باسم فون دير لاين إنها "احترمت الإجراءات" وأكد أن بيبر سيتولى مهامه كما هو مخطط له الأسبوع المقبل.

يذكر أن هذا التصويت ليس ملزما لكنه  يضعف سياسيا فون دير لاين، رئيسة القائمة المحافظة لحزب الشعب الأوروبي ، قبل شهرين من الانتخابات الأوروبية التي تنظم من السادس من حزيران/يونيو إلى التاسع منه.

وعيّن بيبر قبل أسابيع من انعقاد مؤتمر في بوخارست في بداية آذار/مارس قدم خلاله حزب الشعب الأوروبي دعمه  لولاية ثانية لفون دير لاين . ووقع ماركوس بيبر عقده الأحد 31 آذار/مارس ومن المقرر أن يتولى منصبه الجديد في 16 نيسان/أبريل لمدة أربع سنوات.

ويفترض أن يحصل في هذا المنصب الذي يصنف في الدرجة 15 وهي من الأعلى في التسلسل الهرمي الأوروبي، أجرا إجماليا قدره 18430 يورو شهريا، حسب جدول الأجور الرسمي.

وكان جوزيب بوريل مسؤول الدبلوماسية في  الاتحاد الأوروبي وثلاثة مفوضين هم الفرنسي تييري بريتون والإيطالي باولو جنتيلوني ونيكولاس شميت من لوكسمبورغ، دعوا إلى إجراء نقاش داخل الهيئة المؤلفة من 27 مفوضا، مشككين في "شفافية وحياد" إجراءات تعيين بيبر. وشميت هو رئيس لائحة الاشتراكيين الديموقراطيين في الانتخابات الأوروبية.

في 29 شباط/فبراير، وجه عشرات من النواب الأوروبيين من أربع مجموعات سياسية (الاشتراكيون الديموقراطيون، والتجديد الليبرالي، واليسار، والخضر) سلسلة من الأسئلة إلى  فون دير لاين .

وقد تساءلوا خصوصا عن معلومات تفيد بأن مرشحتين هما العضو التشيكية في  البرلمان الأوروبي  مارتينا دلاباجوفا والسويدية آنا ستيلينجر، قد وصلتا إلى المرحلة النهائية من إجراءات التوظيف عبر حصولهما على تقييمات أفضل من بيبر.

ويظل  اختيار الرئيس المستقبلي للمفوضية الأوروبية  من اختصاص رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الذين سيناقشونه بعد انتخابات حزيران/يونيو. مع ذلك، يجب أن تتم الموافقة عليه من الأغلبية داخل البرلمان الأوروبي المقبل.

ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب)