البرلمان البريطاني يستعد لإجراء تصويت سحب الثقة من جونسون
٦ يونيو ٢٠٢٢
رئيس الوزراء البريطاني يواجه تصويتاً لحجب الثقة عنه في وقت لاحق الاثنين بعدما توفرت الأغلبية اللازمة في البرلمان لإجراء هكذا تصويت. خطوة قد تشكل فرصة مهمة لجونسون لطي ملف مُجهد، لكنها أيضا قد تصبح أول خطوة لترك منصبه.
إعلان
أعلن النائب عن حزب المحافظين البريطاني غراهام برادي أن تصويتاً لسحب الثقة من رئيس الوزراء بوريس جونسون سيجرى مساء اليوم الاثنين (السادس من يونيو/ حزيران 2022). وكتب في مذكرة إلى نواب حزب المحافظين "تم تخطي الحد البالغ 15 بالمئة من أعضاء الحزب في البرلمان اللازم لإجراء تصويت على حجب الثقة عن زعيم حزب المحافظين".
يأتي هذا الإجراء بعدما طلب عدد كافٍ من المشرعين إجراء التصويت، على خلفية انتقادات واسعة تعرض لها جونسون بسبب إقامة حفلات وتجمعات في داوننغ ستريت في قضية باتت تعرف إعلاميا بـ "بارتي غيت"، وذلك في وقت كانت تشهد فيه البلاد قواعد إغلاق صارمة لاحتواء تفشي كورونا.
وأوضح أنه سيتم فرز الأصوات بعد التصويت مباشرة، وسيتم إصدار إعلان في وقت لاحق. ومن المتوقع ظهور المزيد التفاصيل خلال اليوم.
ويحتاج جونسون لـ 50% من الأصوات للنجاة من سحب الثقة. وإذا ما فشل في الحصول على دعم 180 برلمانيا، سيتم فتح الباب أمام إجراءات التنافس على قيادة الحزب. ومن المرجح أن يظل في منصبه حتى اختيار خليفة له.
ووفقا للوائح الحزب، فإنه يتعين مرور عام قبل إجراء أي تصويت جديد لحجب الثقة، في حال فوز جونسون في التصويت المرتقب اليوم.
بين الفرصة والنكسة
وبينما رحب متحدث باسم الحكومة بإجراء التصويت، وقال :"الليلة هي فرصة لوضع نهاية لتكهنات استمرت لأشهر، والسماح للحكومة بإنهاء الأمر والمضي قدما، لتحقيق أولويات الشعب"، أبدى العشرات من نواب حزبه المحافظ قلقهم بشأن ما إذا كان جونسون (57 عاما) فقد صلاحيته لحكم بريطانيا، التي تواجه خطر الركود وارتفاع أسعار الوقود والغذاء وفوضى السفر التي أحدثتها إضرابات في العاصمة لندن.
في المقابل يردّ المعسكر المدافع عن جونسون بين المحافظين بالتشديد على أن الأخطاء تمّ تجاوزها ويجب التركيز على ما يجب فعله. وفي هذا السياق تقول وزيرة الخارجية ليز تراس إنه "أوفى (جونسون) بوعده وحقق تعافيا من كوفيد ودعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. وقد اعتذر عن الأخطاء التي ارتكبت. يجب علينا الآن التركيز على النمو الاقتصادي".
و.ب/م.س (أ ف ب، د ب أ)
بوريس جونسون أمام مجلس النواب البريطاني.. "مأساة" وملهاة
بريطانيا أعرق ديمقراطية بلا منازع. يعود تاريخ ولادة برلمانها إلى عام 1264. الجدل الحاد والنقاش المحتدم حول خروج البلد من الاتحاد الأوروبي دلل على رسوخ قدم الديمقراطية وعلو كعبها، ولكن ليس من دون دراما.
صورة من: picture-alliance/AP/House of Commons
الحكومة ضد البرلمان؟
رئيس الوزراء البريطاني في قمة غضبه بعد أن تلقى 3 ضربات موجعة تحت قبة البرلمان خلال 24 ساعة، أهمها رفض دعوته إجراء انتخابات مبكرة ومنع الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. كل ذلك يثبت أن الحاكم الحقيقي في البلد هو البرلمان. وهذا ما يجب أن تكون عليه الديمقراطية.
صورة من: picture alliance/dpa/AP/House Of Commons/J. Taylor
"حتى آخر نفس"
الناظر للصورة يظن أنها لوحة درامية. من سخرية الأقدار على رئيس الوزراء بوريس جونسون أن غريمه هنا رئيس البرلمان جون بيركو ينتمي لنفس حزبه المحافظ. بيد أن بيركو يدافع عن البرلمان في وجه رفيقه الحزبي الذي يريد إخراس صوت الشعب الممثل بالبرلمان. "سأدافع عن الحقوق البرلمانية حتى آخر نفس"، يقول جون بيركو.
صورة من: picture alliance/dpa/AP/UK Parliament/M. Duffy
صورة وجدت رواجا في العالم
صورة النائب ياكوب ريس- موغ هذه انتشرت على وسائل التواصل والإعلام التقليدي كالنار في الهشيم. زميلة له في البرلمان غردت بها معلقة: "الصورة تجسيد للغرور والغطرسة وقلة الاحترام لبرلماننا". والكثيرون غيرها أبدى انزعاجهم. غير أن البعض رأى فيها شبه بلوحة شهيرة يظهر فيها الشاعر الألماني غوته.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Parliament TV
حركات غريبة
"أنا رئيسها" يتنهد جونسون ويبدو هذا ما يفكر فيه تجاه إحدى الحاضرات. ويأتي بحركة غير متوقعة في مثل هذا المحفل العريق. ولكن من ينتظر من الفتى الأشقر الالتزام بالتقاليد؟ ولا حتى الجالسة إلى يمينه.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/UK Parliament/Jessica Taylor
ماي شامتة أم ضاحكة؟
في النقاش حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي بدأ على معظم النواب المحافظين الانزعاج، بيد عضو واح ابتسم بمليء فيه: رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي. ها هو من أزاحها يتلقى الضربات المدمية. السياسي المخضرم الجالس إلى جانبها، كين كلارك، صعب فك طلاسم تعابير وجه: بكاء أم ضحك. على الأقل نحن لا نعرف. ماذا عنكم؟
صورة من: AFP/J. Taylor
ماذا بعد؟
لا انتخابات مبكرة ولا خروج بدون اتفاق. هكذا رد البرلمان على جونسون. وهذا ما يجب أن يكون برلمانياً. هل يتعلم الفتى الأشقر الدرس. لا أحد يعتقد ذلك في لندن. ماتن مونو/خالد سلامة