أجاز البرلمان التركي بغالبية كبيرة للجيش مواصلة مهماته في العراق وسوريا لعام إضافي. وبذلك يستطيع الجيش التركي التحرك حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2017 خارج حدود بلاده، وخصوصا في العراق وسوريا.
إعلان
وافق البرلمان التركي على تمديد مهمة جيش البلاد لتنفيذ عمليات عسكرية عبر الحدود في سوريا والعراق، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية السبت (الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2016). وافتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجلسة البرلمانية بخطاب مطول، ركز جزء منه على التدخل العسكري في شمال سوريا الذي بدأ الشهر الماضي. واستعاد الجيش التركي الذي يقاتل إلى جانب المعارضة السورية المسلحة قرى على طول الحدود من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والمسلحين الأكراد. ويهيمن حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان على البرلمان، الذي قام مرارا بتمديد المهمة العسكرية التي بدأت منذ 2014.
وتستهدف تركيا تنظيم داعش، ومسلحين أكراد مدعومين من حزب العمال الكردستاني التركي على حد سواء في شمال سوريا، وتقول إن قوات الجيش السوري الحر المدعومة من أنقرة سيطرت مؤخرا على 900 كيلومتر مربع شمال سوريا. وفي الأسابيع الأخيرة، ركزت تركيا جهودها على محاربة تنظيم "داعش". وقالت الولايات المتحدة إنها تعارض المزيد من العمليات ضد الأكراد، الذين هم حلفاء واشنطن الرئيسيين في محاربة "داعش "على الأرض في الحرب متعددة الأطراف في سوريا. وأشار أردوغان إلى "تضارب" في السياسة الأمريكية: "فقسم من الإدارة الأمريكية يتعاون مع ميليشيا وحدات حماية الشعب (الكردي) في حين يضع القسم الآخر سياسات تأخذ مصالحنا في الاعتبار بشكل أكبر".
وكان البرلمان التركي أقر التفويض للمرة الأولى في تشرين الأول/أكتوبر 2014، ثم مدده لعام في أيلول/سبتمبر 2015. وحظي القرار بموافقة نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم وزملائهم الاشتراكيين الديمقراطيين في حزب الشعب الجمهوري ونواب حزب العمل القومي. وبفضل الغالبية التي يتمتع بها حزب العدالة والتنمية، فان تمديد التفويض الذي تدعو إليه الحكومة كان شبه مؤكد. من جهة أخرى، رفض نواب حزب الشعوب الديمقراطي الوقوف عند دخول أردوغان إلى البرلمان بينما غاب زعيماه صلاح الدين دمرتاش وفيغين يوكسيكداغ عن الجلسة.
كما تنفذ أنقرة ضربات جوية ضد حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) في شمال العراق. وتقول الحكومة إن القوات التركية المتمركزة في العراق موجود هناك للتدريب، ولكن جنودها اشتبكوا أيضا مع تنظيم "داعش". وقد أعربت بغداد عن قلقها إزاء وجود تركيا في وقت تستعد فيه قواتها لمهاجمة الموصل، المدينة العراقية الكبيرة الواقعة تحت سيطرة "داعش". وتنشر تركيا قوات في قاعدة بعشيقة في محافظة نينوى العراقية لتدريب متطوعين من السنة العراقيين من أجل استعادة السيطرة على الموصل ثاني مدن العراق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية منذ حزيران/يونيو 2014. وقال أردوغان: "الدول الأخرى ليس لديها حدود مثلنا (مع العراق) وتريد أن نظل متفرجين". وبدأ الجيش التركي في 24 آب/ أغسطس 2016 عملية "درع الفرات" لطرد تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد من المناطق الحدودية.
ع.م/ ف ي (د ب أ ، أ ف ب)
بعد محاولة الانقلاب - أردوغان يتعهد بقيام تركيا جديدة
بعد نحو ثلاث أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ومظاهرات يومية في نحو ثمانين مدينة تركية، لا تزال الحكومة التركية تواصل حملة التطهير التي أطلقتها وطالت عدة قطاعات حكومية. أردوغان نفسه تعهد بقيام تركيا جديدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".
صورة من: DW/D. Cupolo
آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."
صورة من: DW/D. Cupolo
وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."
صورة من: DW/D. Cupolo
تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.
صورة من: DW/D. Cupolo
من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."
صورة من: DW/D. Cupolo
يرى البعض أن هذه المظاهرات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم طريقة لتقوية قاعدته الشعبية، على حد تعبير محمد، وهو لاجئ سوري. ويقول – شريطة عدم الكشف عن هويته - بأنه كان شاهد عيان على الانقلاب الذي حصل في مصر وأن هذه المظاهرات هي عبارة عن "تدريب لأنصار أردوغان" وأنه "سيدعوهم قريبا للتظاهر ضد الحركات التي لا يحبها."
صورة من: DW/D. Cupolo
قامت الحكومة التركية بتغيير أسماء مناطق شهيرة انطلاقا من ساحة كيزيلاي وصولا إلى جسر البوسفور في إسطنبول تكريما لضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة. وأصبح اليوم يتعين على المسافرين من الجزء الأوروبي لإسطنبول إلى القسم الآسيوي المرور عبر ساحة "شهداء جسر الـ 15 من يوليو".