البرلمان الفرنسي يطيح بحكومة فرانسوا بايرو... ماذا بعد؟
خالد سلامة أ ف ب، د ب أ، أ ب، رويترز
٨ سبتمبر ٢٠٢٥
صوت البرلمان الفرنسي بإسقاط الحكومة بسبب خططها لكبح جماح الدين العام المتضخم، مما فاقم الأزمة السياسية، وأوكل إلى الرئيس إيمانويل ماكرون مهمة اختيار خامس رئيس وزراء في أقل من عامين.
تم إقصاء فرانسوا بايرو بأغلبية ساحقة في تصويت جاءت نتيجته بواقع 364 صوتاً مقابل 194.صورة من: Benoit Tessier/REUTERS
إعلان
أسقط البرلمان الفرنسي مساء الاثنين (التاسع من أيلول/سبتمبر 2025) الحكومة خلال تصويت بالثقة، وأطاح بفرانسوا بايرو، وهو ما يمثل أزمة جديدة لثاني أكبر اقتصاد في أوروبا ويلزم الرئيس إيمانويل ماكرون بالبحث عن رئيس وزراء رابع في غضون 12 شهراً.
وتم إقصاء بايرو بأغلبية ساحقة في تصويت جاءت نتيجته بواقع 364 صوتاً مقابل 194.
ودفع بايرو ثمن ما بدا أنه خطأ سياسي مذهل، حين راهن على أن النواب سيدعمون رأيه القائل بأن فرنسا يجب أن تخفض الإنفاق العام لإصلاح ديونها. وبدلاً من ذلك، انتهزوا فرصة التصويت الذي دعا إليه ليتحدوا ضد بايرو، السياسي الوسطي البالغ من العمر 74 عاماً والذي عينه ماكرون في ديسمبر / كانون الأول الماضي.
وبعد حجب الثقة قالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس ماكرون "سيلتقي رئيس الوزراء فرنسوا بايرو غداً (الثلاثاء) لقبول استقالة حكومته. وسيُسمّي الرئيس رئيسا جديدا للوزراء في الأيام المقبلة".
وبذلك، يخسر ماكرون خسر ثاني رئيس وزراء يسمّيه منذ قراره المفاجئ عام 2024 حل الجمعية الوطنية بعد تحقيق اليمين المتطرف تفوقاً في انتخابات البرلمان الأوروبي، ما أغرق البلاد في أزمة سياسية ومالية كبيرة من غير أن يمنحه أي غالبية في الجمعية الجديدة.
مشاورات و"خطوط حمر"
ويدفع حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) نحو تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة. واعتبرت زعيمة الحزب مارين لوبن الاثنين أن حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة "ليسا خياراً بل أمراً واجباً" على ماكرون.
يستبعد الرئيس الذي تنتهي ولايته في العام 2027، خيار حل الجمعية الوطنية مجدداً في الوقت الراهن.
وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأحد أن حزب لوبن سيتصدر مع حلفائه نتائج الدورة الأولى للانتخابات في حال جرت مع 33% من الأصوات، متقدما بفارق كبير على اليسار والمعسكر الرئاسي.
وبدأت المشاورات منذ الآن، مع تموضع الحزب الاشتراكي في وسط اللعبة، مبدياً "استعداده" لتولي السلطة ولكن في إطار حكومة يسارية بدون "الماكرونيين".
ويجد ماكرون نفسه محاصراً بين يمين متطرف يتصاعد نفوذه على مر السنوات والانتخابات، ويسار راديكالي (ممثلا بحزب فرنسا الأبية) يزداد تشدداً ومناهضة له، ما يحتم عليه السعي لتوسيع كتلته الوسطية والبحث عن شخصية يمينية أو من الوسط يقبل بها الاشتراكيون.
وقال أحد المقربين من الرئيس "ثمة حاجة إلى الاستقرار. والأكثر استقراراً هو القاعدة المشتركة التي تتحاور مع الاشتراكيين". لكن المهمة تبدو صعبة إزاء تمسك الأحزاب بمواقفها.
ورأى ماتيو غالار من معهد إيبسوس لاستطلاعات الرأي متحدثاً لوكالة فرانس برس أن "المشكلة الحالية في فرنسا هي إن كل (حزب) لديه خطوط حمر، وأن هذه الخطوط الحمر تجعل من المستحيل تماماً تشكيل ائتلاف. لا ائتلاف يملك الغالبية، ولا ائتلاف يمكنه الصمود بصورة دائمة".
ويتم تداول أسماء من بينها وزير الجيوش سيباستيان لوكورنو ووزير العدل جيرالد دارمانان ووزير الاقتصاد إريك لومبار.
إعلان
تحركات اجتماعية
وتزداد خطورة التحدي أمام ماكرون وسط مشاعر الريبة القوية تجاهه وتراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها منذ وصوله إلى السلطة عام 2017، إذ يبدي 77% من الفرنسيين استياءهم حيال إدارته للبلاد.
وبالإضافة إلى أزمة الميزانية والمأزق السياسي، تستعد فرنسا لمرحلة من الاضطرابات الاجتماعية تبدأ بيوم اختبار أول الأربعاء.
ودعت حركة "مدنية" نشأت خلال الصيف على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "لنعرقل كل شيء" وتدعمها بعض النقابات واليسار الراديكالي، إلى شل البلد الأربعاء، غير أن مدى التعبئة الفعلي يبقى مجهولاً إلى الآن.
كما دعت النقابات إلى يوم إضراب وتظاهرات في 18 أيلول/سبتمبر تنديداً بسياسة الحكومة وبمشروع الميزانية الذي طرحه بايرو، ولو أنه من المرجح أن تكون حكومته سقطت بحلول ذلك التاريخ.
وتعلن وكالة فيتش الجمعة تصنيفها الائتماني للدين الفرنسي، مع احتمال تراجع علامته في ظل الظروف الحالية.
تحرير: صلاح شرارة
في صور.. كاتدرائية نوتردام باتت أجمل بعد التجديد
بعد جولة أخيرة من العمل للالتزام بالموعد النهائي الذي استغرق خمس سنوات، انتهت أعمال تجديد كاتدرائية نوتردام إلى حد كبير. لتصبح الكاتدرائية القوطية الشهيرة في باريس جاهزة لإبهار العالم مرة أخرى.
صورة من: Lionel Urman/ABACAPRESS.COM/picture alliance
نوتردام جاهزة لإعادة الافتتاح
تم إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس رسميا في السابع من كانون الأول/ ديسمبر 2024 ، بعد خمس سنوات ونصف من الإغلاق وأعمال الصيانة والترميم. تعرض هذا المعلم الشهير على الصعيدين الوطني والدولي لأضرار جسيمة خلال حريق كارثي في أبريل/ نيسان 2019. وعلى الرغم من التحقيقات المكثفة، لم يتم تحديد سبب الحريق بشكل ملموس.
صورة من: Lionel Urman/ABACAPRESS.COM/picture alliance
مشرق ومتألق
حضر الحفل الذي اقتصر على المدعوين فقط يوم السبت أكثر من 1500 مدعو، من بينهم رؤساء دول وشخصيات بارزة أخرى. وبالإضافة إلى الإعجاب بالتجديدات المعمارية، سيتمكن الجميع كذلك من مشاهدة التماثيل التي تم تنظيفها حديثاً والبالغ عددها 2300 تمثال و1500 كرسي تم تركيبها حديثاً. كما تم تنظيف الجدران والنوافذ، مما أدى إلى تصميم داخلي مشرق ومتألق.
صورة من: Christophe Petit Tesson/AP Photo/picture alliance
ألسنة اللهب في قلب باريس
كان من الصعب احتواء الحريق الذي اندلع في 15 أبريل 2019 في الجزء العلوي تحت السقف: فقد عمل أكثر من 400 رجل إطفاء لساعات طويلة للسيطرة عليه. بعد الحريق، قام الخبراء بتقييم الأضرار التي لحقت بالكاتدرائية والتي شملت انهيار البرج وإطار السقف والأقبية المتعددة.
صورة من: Hubert Hitier/AFP
مذبح تحت الرماد
خلّف الحريق حطاماً وأنقاضاً في كل مكان. تُظهر الصورة أعلاه مدى الضرر الذي لحق بالمذبح الرئيسي.
صورة من: Nick Edwards/Daily Mail/SOLO Syndication/picture alliance
ترميم مذبح نوتردام الرئيسي
سيتم افتتاح المذبح الرئيسي الذي تم ترميمه يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول من قبل رئيس أساقفة باريس، لوران أولريش، بحضور العديد من الأساقفة والكهنة الأجانب الآخرين. ونفذت التذاكر العامة لحضور هذا الحدث خلال 25 دقيقة فقط من عرضها.
صورة من: Christophe Petit Tesson/AP Photo/picture alliance
باريس جاهزة لاستقبال الزوار والضيوف
ستكون الإجراءات الأمنية حول جزيرة إيل دو لاسيت، الجزيرة التي تقع عليها الكاتدرائية، مشددة خلال فعاليات نهاية الأسبوع. لكن مناطق المشاهدة العامة على نهر السين ستسمح لـ 40 ألف متفرج بمتابعة الأحداث على شاشات عرض كبيرة.
صورة من: Michel Euler/AP Photo/picture alliance
الحطام في كل مكان
تُعد كاتدرائية نوتردام، التي بُنيت بين عامي 1163 و1345، رمزا عالميا للعمارة القوطية. وعلى الرغم من أن الحريق لم يطح بأبراج الجرس في الواجهة، إلا أنه تسبب في انهيار السقف، مما أدى إلى انبعاث غبار الرصاص السام، والكثير من الحطام الذي تناثر على أرضية صحن الكنيسة.
صورة من: AFP/Getty Images
صحن الكنيسة بعد تنظيفه وترميمه
قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بجولة في الكاتدرائية التي تم تجديدها في الأسبوع الذي سبق إعادة الافتتاح وألقى خطابًا أمام عمال البناء في صحن الكاتدرائية الذي تم تجديده. وتم جمع حوالي 840 مليون يورو لتمويل إعادة الإعمار والتجديد.
صورة من: Sarah Meyssonnier/AP Photo/picture alliance
التأثير على البناء
ساهمت مئات الاستوديوهات والشركات الحرفية في إعادة بناء الكاتدرائية. وساعد خبراء البناء في إعادة بناء الأقبية المنهارة بما يتماشى مع طرق البناء الأصلية. ولأن المياه المستخدمة لإطفاء الحريق أضعفت الأحجار القائمة، فقد تمت معالجتها أيضاً لإعادتها إلى حالتها الأصلية.
صورة من: Amaury Blin/AFP/Getty Images
السقف المرتفع
تحقق الأقبية التي تم ترميمها مرة أخرى الإحساس بالسقف المرتفع الخفيف الذي يميز الكاتدرائيات القوطية.
صورة من: Julio Piatti/Xinhua/picture alliance
ضربة حظ
في ضربة حظ، نجت من الحريق نوافذ نوتردام الثلاث الوردية، بما في ذلك نافذة الوردة الغربية على الواجهة الرئيسية ومعظم الآثار الدينية للكاتدرائية، من دون أن تتضرر كثيرا. وتمت إزالة غبار الرصاص من أربع نوافذ زجاجية في الكاتدرائية، والتي تم إصلاحها في ورشة كاتدرائية كولونيا.
صورة من: Thibault Camus/AP Photo/picture alliance
الرنين مرة أخرى
كما نجا أورغن الكاتدرائية الموجود تحت نافذة الوردة الغربية في الكاتدرائية من الداخل من أضرار كبيرة، على الرغم من أنه كان لا بد من تنظيف أنابيبه البالغ عددها حوالي 8000 أنبوب من غبار الرصاص السام الذي سقط عليها عندما احترق السقف. وسيتم العزف على الأرغن، الذي لم يُسمع صوته في الأماكن العامة منذ الحريق، خلال احتفالات الافتتاح نهاية الأسبوع.
صورة من: Stephane De Sakutin/AFP/Getty Images
فتح الأبواب واستقبال السياح
حدد الرئيس ماكرون هدفًا طموحًا يتمثل في إعادة بناء النصب التذكاري الذي يعود إلى القرون الوسطى في غضون خمس سنوات - وهو الموعد النهائي الذي يبدو أنه قد تم الوفاء به. وستفتح كاتدرائية نوتردام التي تم ترميمها حديثًا أبوابها أمام الزيارات السياحية المنتظمة بدءًا من 16 ديسمبر/ كانون الأ,ل. ومن المتوقع أن يزورها نحو 15 مليون زائر سنويًا، أي أكثر بحوالي 3 ملايين زائر مما كان عليه قبل الحريق.
صورة من: Christophe Petit Tesson/AP Photo/picture alliance