برلمان فرنسا يعترف بـ"إبادة" العثمانيين للآشوريين-الكلدانيين
٣٠ أبريل ٢٠٢٤
دعت الجمعيّة الوطنيّة الفرنسيّة حكومة بلدها إلى الاعتراف بـ"المذابح" التي ارتكبتها السلطات العثمانيّة في الحرب العالمية الأولى ضدّ الآشوريّين الكلدانيّين. من هي هذه الطائفة؟ وهل يلزم القرار الحكومة؟
إعلان
وافقت الجمعيّة الوطنيّة الفرنسيّة الاثنين (29 أبريل/ نيسان 2024) على نصّ يدعو الحكومة إلى الاعتراف بـ"المذابح" التي ارتكبتها السلطات العثمانيّة في 1915-1918 ضدّ الآشوريّين الكلدانيّين، وهي طائفة مسيحيّة تتحدّر من بلاد ما بين النهرين، على أنّها إبادة جماعيّة. وصوّت جميع النوّاب لمصلحة القرار، باستثناء أعضاء حزب فرنسا الأبيّة اليساري الراديكالي الذين امتنعوا عن التصويت.
تركيا: قرار باطل ولاغ
عقب ذلك، ندّدت تركيا بـ"اتّهامات ليس لها أساس قانوني وتاريخي"، معتبرة القرار "باطلا ولاغيا". وقالت وزارة الخارجيّة التركيّة في بيان إنّ "البرلمانات ليست لديها أيّ سلطة لتفسير التاريخ أو إصدار حكم عليه"، مضيفة أنّ النص "يشوّه أحداثا تاريخيّة باسم مصالح سياسيّة".
ويُلبّي "اقتراح القرار" الذي قدّمه رئيس كتلة النهضة (الغالبيّة الرئاسيّة) سيلفان مايار، طلبا متكررا لهذه الطائفة بشأن هذا الاعتراف، على غرار الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن.
وشارك في التوقيع عليه نوّاب من المعارضة ولا سيّما في صفوف الجمهوريين (يمين) وهو مُشابه لنصّ اعتمده مجلس الشيوخ الفرنسي بغالبية كبرى في شباط/فبراير 2023. والتصويت في الاتجاه نفسه في الجمعية الوطنية الاثنين لن يكون ملزما للحكومة.
وفي حين أنّ الإبادة الجماعية للأرمن "معترف بها من جانب كثير من الدول والمنظمات الدوليّة، وتُعتبر واحدة من عمليات الإبادة الجماعية الأربع المقبولة رسميا في الأمم المتحدة، ويتم إحياء ذكراها في 24 نيسان/أبريل من كل عام من قبل فرنسا، فإن مذبحة الآشوريين تُعاني عدم الاعتراف بها على أنها إبادة جماعية"، وفق ما ورد في دوافع النص. وجاء في النص أنه "بين عامي 1915 و1918، تعرض السكان الآشوريون في شمال بلاد ما بين النهرين (المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا الحالية والمنطقة الشمالية الغربية من إيران) للذبح والتهجير القسري على يد القوات العثمانية والأكراد"، وتطرق أيضا الى "التحول القسري إلى الإسلام" الذي نظمه "النظام العثماني".
ويدعو القرار الحكومة "إلى الاعتراف رسميا بأن الإبادة الجماعية والترحيل وقمع التراث الثقافي لأكثر من 250 ألف آشوري كلداني لها طابع إبادة جماعية" والى "إدانة" هذه "الإبادة الجماعية".
خ.س/ص.ش (أ ف ب)
صور نادرة لمآسي الأرمن في تركيا العثمانية
أقر البرلمان الأوروبي توصيف جرائم الاتراك العثمانيين بحق الارمن في سنة 1915 بتعبير "إبادة جماعية"، فيما نددت تركيا بهذا القرار ، أما الضحايا فما زالوا ينتظرون نيل حقوقهم بعد مضي قرن على المأساة الدامية.
صورة من: Reuters
بدأت مآسي الأرمن في تركيا شهر نيسان / أبريل 1915 واستمرت نحو عامين. واليوم وبعد مضي نحو قرن على بدئها ما زال الضحايا بانتظار أن ينصفهم العالم ويعترف بحقوقهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Library of Congress
تعود هذه الصورة إلى عام 1915 ويظهر فيها الجندرمة الأتراك وهم يسوقون مئات الألوف من الأرمن في مسيرة عبر صحارى الاناضول إلى "مصير مجهول" ، حيث هلك كثير من الأرمن خلال رحلة العذاب الطويلة.
صورة من: picture-alliance/AP Images
أقامت أرمينيا نصبا لضحايا مسيرة العذاب في العاصمة يريفان، وطالبت باعتراف دولي بها كجريمة "إبادة جماعية". يذكر أن 22 دولة قد اعترفت حتى الآن بالمأساة منها فرنسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Koerbel
تعتبر أرمينيا أن ما يناهز 1.5 مليون أرمني قتلوا بصورة منهجية في اعوام الماساة ، فيما تؤكد تركيا أن ما حصل حرب أهلية ترافقت مع مجاعة لقي خلالها 300 إلى 500 ألف أرمني وعدد مماثل لهم من الأتراك مصرعهم .
صورة من: Auswärtiges Amt
فارازدات اروتيونيان هو أحد الناجيين وروى قصة تهجيره مع عائلته من مدينة وان (تقع في تركيا حاليا) ومشاهدته لمئات اللاجئين القتلى جراء الجوع وأمراض التيفوئيد والكوليرا.
صورة من: AP
توثق هذه الصورة من أرشيف وزارة الخارجية الألمانية حياة اللاجئين الأرمن في مدينة حلب السورية في تشرين الأول/أكتوبر 1915.
صورة من: Auswärtiges Amt
مشهد في مدينة أرزروم (أرضروم) الواقعة شرق الأناضول في سنة 1915. الصورة من مجموعة الباحث في مجال التاريخ الألماني - الأمريكي الدكتور هيلمار كايسر الذي وثق بالصور ماساة الأرمن في تركيا.
صورة من: Auswärtiges Amt
مدينة "أني" كانت عاصمة أرمينيا، فيما تقع اليوم في تركيا الحديثة بالقرب من الحدود، وهي إحدى المناطق التي يطالب الأرمن باستعادتها من تركيا.
صورة من: DW/F. Warwick
أصبحت معالم المدن الأرمينية القديمة في تركيا مهملة ومهجورة ولا تنالها الرعاية رغم أهميتها الثقافية والتاريخية، في الصورة كاتدرائية مدينة "أني".
صورة من: DW/F. Warwick
ناشطون أتراك ينددون بالماساة، وقد وصف البابا فرنسيس لأول مرة الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية.فرد عليه الرئيس التركي أردوغان بالقول : "أندد بالبابا وأود أن أحذره بألا يرتكب أخطاء مشابهة مرة أخرى". إعداد: زمن البدري