على عكس توقعات حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج والمدعومة دوليا، رفض البرلمانيون الحاضرون لجلسة اليوم الاثنين منح الثقة لها. وصوت برلماني واحد فقط لصالح منح الثقة، فيما يعتبر التصويت ضربة للجهود الدولية في ليبيا.
إعلان
رفض مجلس النواب الليبي ومقره في طبرق شرق البلاد الاثنين(22آب/أغسطس) منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، في ضربة قاسية لسلطات طرابلس التي تحاول إخراج البلاد من الفوضى.
وكانت حكومة الوفاق تترقب، كما الأسرة الدولية، منذ أشهر، الضوء الأخضر من البرلمان ليكون للحكومة شرعية تتيح لها بسط سلطتها على كل أراضي البلاد.
وقال الناطق باسم البرلمان آدم بو صخرة لوكالة فرانس برس "رفض أغلبية الحاضرين اليوم منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني". ورفض 61 نائبا منح الثقة، في حين منحها نائب واحد، وامتنع الباقون عن التصويت في الجلسة، وهي الأولى منذ خمسة أشهر التي يتحقق فيها النصاب، وفق بيان نشر على موقع البرلمان المنتخب الذي يحظى باعتراف دولي.
وحضر الجلسة عقيلة صالح رئيس البرلمان الذي يؤيد حكومة أخرى منافسة لحكومة السراج.
وبعد فشل الحكومة بالحصول على ثقة البرلمان تلا رئيس البرلمان مشروع قرار وافق عليه النواب يدعو المجلس الرئاسي إلى تشكيل حكومة مصغرة من 8 إلى 12 وزيرا فقط بدلا من الحكومة الحالية على أن يتم اختيار أعضائها بالتوافق مع جميع أعضاء المجلس الرئاسي، وعلى أن ترسل التشكيلة الحكومية الجديدة خلال عشرة أيام إلى البرلمان. كما اعتبر النواب في قرارهم هذا أن "كافة القرارات واللوائح والإجراءات والبيانات التي اتخذها المجلس الرئاسي في السابق تعتبر معدومة".
وترفض حكومة الشرق تسليم سلطاتها قبل التصويت بمنح الثقة لحكومة السراج وتقول إنها تتبع لسلطة البرلمان.
على صعيد آخر، أعلنت رئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة الليبية، اليوم الاثنين، السيطرة على جرافة في عرض البحر كانت تنقل أسلحة وذخائر بسواحل بنغازي، لم تذكر مصدرها. وذكر مكتب الإعلام برئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة الليبية عبر صفحته على "فيسبوك" أن القوات البحرية وكتيبة شهداء الزاوية "تمكنوا من إعطاب جرافة في عرض البحر، وغنم كل من عليها"،بحسب موقع بوابة الوسط الإخبارية الليبي. وأشارت إلى أن "الجرافة كانت تحمل جميع الذخائر في براميل زرقاء، كتب عليها نوع الذخيرة وكانت مثبتة بمادة الفوم من الداخل".
ح.ع.ح/ر.ز(أ.ف.ب/د.ب.أ)
يوميات المعارك ضد داعش لاستعادة سرت الليبية
تكافح القوات الليبية منذ أشهر لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي "الدولة الإسلامية". مصورDW عربية كارلوس سوروتوسا قضى وقتا مع القوات الموالية للحكومة وصور لنا جزءا من معارك استعادة السيطرة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
بدأ هجوم القوات الحكومية لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي تنظيم داعش في 12 مايو/أيار الماضي، وهي المدينة التي تحولت إلى معقل للتنظيم الإرهابي في ليبيا. عملية "البنيان المرصوص" تشنها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة بدعم من الضربات الجوية الأمريكية.
صورة من: DW/K. Zurutuza
بعد سيطرة القوات الليبية على مواقع محيطة بالمدينة الساحلية، تحولت الاشتباكات مع التنظيم إلى حرب شوارع. مقاتلو داعش محاصرون حاليا في منطقتين وسط سرت، تُستهدفان أيضا من قبل البحرية الليبية. ونفى مسؤولون هناك أن يكون بين المقاتلين أجانب. "الليبيون فقط يقاتلون على الأرض". يقول محمد الغسري ل DW، وهو متحث باسم الجيش.
صورة من: DW/K. Zurutuza
في الوقت الذي تلعب فيه الضربات الجوية الأمريكية دورا رئيسيا في الهجوم ضد داعش، تحولت هذه الدبابات الروسية الصنع إلى سلاح لا غنى عنه في استهداف مواقع القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول المقاتلون الليبيون إنه من المستحيل اعتقال مقاتلي داعش، لأن الكثير منهم يرتدي أحزمة ناسفة ويفضلون الموت خلال القتال على أن يتم إلقاء القبض عليهم أحياء. وقتل أكثر من 400 مقاتل ليبي منذ بدء عملية "البنيان المرصوص" في شهر مايو/أيار الماضي، بينما لم يعلن داعش عن خسائره.
صورة من: DW/K. Zurutuza
رغم أن معظم القوات الليبية المنتشرة في سرت تنحدر من مصراتة، إلا أن هناك مقاتلين من مناطق ليبية أخرى. تنامي نفوذ داعش يثير المخاوف في بلد تحكمه ثلاث حكومات: واحدة في الشرق وأخرى في الغرب، بالإضافة إلى السلطة التنفيذية المدعومة من الأمم المتحدة. وكل طرف من هؤلاء له قوات مسلحة على الأرض.
صورة من: DW/K. Zurutuza
الأطباء في سرت يعملون كمتطوعين في دوامات مرهقة من أجل استيعاب التدفق الكبير من المقاتلين الجرحى. سيارات الإسعاف والمشافي الميدانية، كهذا المشفى الظاهر في الصورة تستهدف أيضا من تنظيم داعش.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول الأطباء الذين يشتغلون على أرض المعارك إنهم عاينوا حالات لمقاتلين أصيبوا في الحنجرة أو الصدر أو حتى الرأس، فعلى ما يبدو يستهدف قناصة داعش هذه الأعضاء حتى يصاب المقاتلون بالشلل الرباعي إن بقوا على قيد الحياة، وبالتالي لن يكونوا قادرين على القتال مجددا. كما يقول الدكتور مصطفى شرفو من المستشفى الرئيسي في سرت لـDW.
صورة من: DW/K. Zurutuza
معظم الحالات الحرجة يتم نقلها بشكل يومي عبر الجو إلى مصراتة. وقال مسؤولون رفيعو المستوى لDW إن معظم المعارك في سرت تم تعليقها هذا الأسبوع بسبب العدد الكبير من الجرحى الذين يتلقون العلاج في مستشفى مصراتة. وتتسبب الألغام التي يزرعها تنظيم داعش، في المناطق الخاضعة له، في خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين الليبيين.
صورة من: DW/K. Zurutuza
لا توجد شبكة هاتف في مدينة سرت حتى خلال الفترات التي يتوقف فيها القتال وهو ما يحدث نادرا. وبينما يختار المقاتلون القادمون من مصراتة الذهاب إلى منازلهم لزيارة عائلاتهم، يعيش من يتوجب عليهم البقاء في سرت في ظل غياب أبسط مرافق الراحة وسط أنقاض المعارك.
صورة من: DW/K. Zurutuza
المقاتلون الليبيون في سرت على قناعة بأنهم سوف يستعيدون السيطرة على المدينة. "نعقتد أنه لا يوجد أكثر من 50 مقاتل من داعش داخل المناطق الخاضعة للتنظيم، ما يعني أننا قد نستعيد السيطرة على المدينة في غضون الأيام المقبلة". يقول عمر زيداني وهو مقاتل من مصراتة لـDW.