البرلمان الهولندي يعتبر مذبحة الأرمن عام 1915 إبادة جماعية
٢٢ فبراير ٢٠١٨
أقر البرلمان الهولندي مذكرة تعترف بمذبحة في عهد الإمبراطورية العثمانية قتل فيها ما يصل إلى 1.5 مليون أرمني عام 1915، على أنها إبادة جماعية. وقال البرلمان إنه سوف يواصل مناقشة" قضية الإبادة الأرمينية".
إعلان
صوت برلمان هولندا بأغلبية ساحقة اليوم الخميس (22 شباط/فبراير 2018) لصالح الاعتراف بأن عمليات القتل الجماعي للأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية" إبادة ". وقال البرلمان الهولندي إنه سوف يواصل مناقشة" قضية الإبادة الأرمينية".
وتهدد المذكرة، التي نالت دعم جميع الأحزاب الكبيرة، بزيادة توتر العلاقات الدبلوماسية بين أمستردام وأنقرة المتوترة أساسا منذ منعت هولندا وزيرا تركيا من تنظيم حملة انتخابية في هولندا العام الماضي.
وكانت وزيرة خارجية هولندا سيجريد كاغ قد وعدت في وقت سابق بإرسال ممثل رسمي إلى حفل تأبين في يريفان في 24 نسيان/ أبريل المقبل، ولكن ذلك لا يعد إشارة على اعتراف الحكومة الهولندية بعمليات القتل على أنها إبادة.
وأقر نحو 12 دولة من الاتحاد الأوروبي قرارات مماثلة. وتنفي تركيا أن المذبحة التي حدثت في ذروة الحرب العالمية الأولى تمثل إبادة جماعية.
وعقب الإعلان الهولندي، أدانت وزارة الخارجية التركية اليوم الخميس إقرار البرلمان الهولندي قرارا يعتبر مذبحة قتل فيها 1.5 مليون أرمني عام 1915 إبادة جماعية. وقالت الوزارة في بيان مكتوب إن القرار غير ملزم أو صحيح من الناحية القانونية مشيرة إلى أن الحكومة الهولندية قالت إن ذلك لن يصبح السياسة الرسمية لهولندا.
وتعترف تركيا، وريثة الدولة العثمانية، بان الكثير من الارمن قتلوا خلال الصراع الذى دار في الفترة بين عامي 1915 و1917، ولكنها ترفض بصورة قاطعة كلمة "ابادة".
ز.أ.ب/ح.ع.ح (د ب أ، رويترز)
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري