البرهان يطالب بمبعوث أممي آخر للسودان بدلا من الألماني بيرتس
٢٦ مايو ٢٠٢٣
أكد الأمين العام للأمم المتحدة ثقته الكاملة بمبعوثه للسودان فولكر بيرتس. وكان رئيس مجلس السيادة السوداني قد وجه رسالة لغوتيرش يطالب بتعيين خلف للمبعوث الحالي، في وقت دعا فيه الجيش العسكريين المتقاعدين للالتحاق بصفوفه.
إعلان
قالت مصادر في الرئاسة السودانية لرويترز إن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان طلب في رسالة إلى أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، اختيار بديل لمبعوثه الخاص في السودان فولكر بيرتس.
ومن جهته، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للأمم المتحدة صدم اليوم الجمعة (26 مايو/ أيار) من رسالة القائد العسكري السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن "الأمين العام فخور بالعمل الذي قام به فولكر بيرتس ويعيد تأكيد ثقته الكاملة في ممثله الخاص".
يذكر أن فولكر بيرتس "65 عاما" هو باحث ومفكر سياسي ألماني، ولديه إطلاع كبير على الأوضاع السياسة في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا في سوريا ولبنان. ويتحدث فولكر بيرتس اللغة العربية بطلاقة وأصدر عدة كتب تتناول قضايا سياسية وحقوقية تخص العالم العربي.
دعوة المتقاعدين للعودة للجيش
يأتي ذلك في وقت دعا فيه الجيش السوداني العسكريين المتقاعدين إلى العودة لصفوفه مرة أخرى، في خطوة تهدف على ما يبدو إلى زيادة عدد أفراد الجيش النظامي، وسط صراع دموي مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما قد يؤجج القتال رغم الهدنة بين الجانبين.
وقال الجيش في بادئ الأمر إن على جميع العسكريين المتقاعدين والرجال القادرين على حمل السلاح التسلح من أجل الدفاع عن أنفسهم، لكنه أوضح لاحقا أن هذا الاستدعاء موجه إلى "الضباط وضباط الصف وجنود معاشي القوات المسلحة" من أجل تسليم أنفسهم لأقرب وحدة عسكرية.
وقال متحدث باسم الجيش إن الاستدعاء سيكون طوعيا. لكن قانون القوات المسلحة السودانية الحالي ينص على بقاء الجنود المتقاعدين على قوائم الاحتياط، مما يجعلهم معرضين للاستدعاء إلى صفوف الجيش بصفة إجبارية. ولا يشمل ذلك الذين أدوا الخدمة العسكرية الإلزامية في السودان لمدة عامين.
وقالت السعودية والولايات المتحدة إن درجة التزام طرفي الصراع في السودان قد تحسنت بوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه وتراقبه البلدان وذلك رغم تقارير عن اشتباكات متفرقة في الخرطوم ومناطق أخرى في البلاد. وبدأ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع هدنة تستمر أسبوعا دخلت حيز التنفيذ يوم الاثنين بهدف السماح بتوصيل المساعدات وتقديم الخدمات بعد المعارك المستمرة بين الجانبين منذ منتصف أبريل نيسان التي أدت لمقتل المئات وتسببت في أزمة لاجئين.
وعلى الرغم من أن القتال هدأ قليلا، وردت تقارير على مدى الأيام الماضية بوقوع اشتباكات وقصف مدفعي وضربات جوية. وقالت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك "بغض النظر عن رصد استخدام طائرات عسكرية وإطلاق نار متقطع في الخرطوم، فقد تحسن الوضع في الخرطوم منذ 24 مايو/أيار، عندما اكتشفت آلية مراقبة وقف إطلاق النار انتهاكات جسيمة للاتفاقية". وأضاف البيان "في يوم 25 مايو، حذر الميسرون للاتفاقية الطرفين من مزيد من الانتهاكات وناشدوهما لتحسين احترام اتفاقية وقف إطلاق النار، وهو ما طبقه الطرفان بالفعل".
ف.ي/ص.ش (ا.ف.ب، رويترز، د.ب.ا)
في صور: دوامة الصراع على السلطة في السودان..أبرز القوى السياسية والعسكرية
منذ سقوط نظام البشير تتصارع قوى سياسية وعسكرية على السلطة في السودان. وتسبب الصراع في عدم استقرار الأحوال بالبلاد على مدى سنوات، إلى أن اندلع القتال الأخير بين الجيش وقوات الدعم السريع. فما هي أبرز تلك الجهات المتصارعة؟
صورة من: Ebrahim Hamid/AFP/Getty Images
قوى "إعلان الحرية والتغيير"
وهي تجمع لعدد من التيارات والمكونات السياسية الإئتلافات المدنية السودانية، منها "تجمّع المهنيين" و "الجبهة الثورية" و "تحالف قوى الإجماع الوطني" و "كتلة التجمع الاتحادي" و "كتلة قوى نداء السودان".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
تأسيس "إعلان الحرية والتغيير"
تأسّست قوى الحرية في كانون الثاني/يناير 2019 خِلال الاحتجاجات التي اندلعت عام 2018 ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير. قامت تلك القوى المعروفة اختصاراً باسم "قحت" بصياغة "إعلان الحرية والتغيير" و"ميثاق الحرية والتغيير" الذي دعا إلى إقالة البشير من السلطة وهو ما حدث في نيسان/أبريل عام 2019.
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
الجيش يطيح باتفاق تقاسم السلطة
استمرت "قحت" في نشاطها ونظمت احتجاجات في وجه المجلس العسكري الذي حكم البلاد "نظريًا" بعد سقوط نظام البشير ثمّ دخلت في مرحلة مفاوضات مع الجيش حتى توصلت معه في 17 تموز/يوليو 2019 إلى خطة لتقاسم السلطة لكنها لم تصمد كثيراً، حيث أطاح الجيش السلطة المدنية واتُهم بتنفيذ "انقلاب".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
الجيش الحاكم الفعلي منذ استقلال السودان
الحاكم الفعلي للبلاد منذ إعلان الجمهورية عام 1956. يحتل المركز 75 عالمياً في قائمة أقوى جيوش العالم ويصل عدد أفراده إلى نحو 200 ألف جندي بين قوات عاملة واحتياط. لدى الجيش السوداني 191 طائرة حربية متنوعة بين مقاتلات وطائرات هجومية وطائرات شحن عسكري وطائرات تدريب ومروحيات هجومية. كما يمتلك 170 دبابة وآلاف المدرعات وأنواع مختلفة من المدافع وراجمات الصواريخ إلى جانب أسطول بحري صغير.
صورة من: Sovereignty Council of Sudan/AA/picture alliance
انقلاب الجيش على الحكومة المدنية
استولى الجيش في أكتوبر/تشرين الأول 2021 على السلطة وأعلن حالة الطوارئ، منهياً اتفاق تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين في خطوة وصفت بأنها انقلاب عسكري. تقول التيارات المدنية إن الجيش يرفض تسليم السلطة للمدنيين ما أدى لصدامات متعددة كان أبرزها ما سمى "بمجزرة القيادة العامة" في حزيران/يونيو 2019 وراح ضحيتها أكثر من 100 قتيلٍ في يومٍ واحد وتبرأ المجلس العسكري منها وأكد فتح تحقيقات بشأنها.
صورة من: Sudan Sovereignty Council Press Office/AA/picture alliance
الرجل القوي في الجيش السوداني
يقود الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان والذي برز اسمه في فبراير/شباط 2019، مع إعلان البشير ترقيته من رتبة فريق ركن إلى فريق أول. تولى العديد من المناصب داخل وخارج السودان. عقّدت الانقسامات بين قوات الدعم السريع والجيش جهود استعادة الحكم المدني. وسرعان ما دب الخلاف بين الرجلين القويين عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع ونائب البرهان.
صورة من: ASHRAF SHAZLY/AFP/Getty Images
قوات الدعم السريع..ميليشيات الجنجويد بالأمس
عمودها الأساسي ميليشيات الجنجويد وهي جماعات مسلحة كانت موالية للبشير، أثارت ذعراً شديداً منذ عام 2003 حين قامت بسحق تمرد في دارفور. اتهمت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. أضفى البشير الشرعية عليها لتتحول إلى "قوات الدعم السريع" وفق قانون أجازه المجلس الوطني في عام 2017". حصل قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" على رتبة عسكرية وكان له مطلق الحرية في السيطرة على مناجم الذهب في دارفور.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
قوات الدعم السريع..الرجال والعتاد
يُقدر عدد أفراد قوات الدعم السريع بنحو 100 ألف فرد ينتشرون في جميع أنحاء البلاد. تمتلك عدداً كبيراً من الأسلحة الخفيفة مثل البنادق والرشاشات والأسلحة المضادة للدروع والصواريخ الموجهة والمتفجرات اليدوية والأسلحة الثقيلة مثل المدافع والدبابات وآلاف من سيارات الدفع الرباعي وغيرها.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
من هو محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع؟
"حميدتي" اللواء محمد حمدان دقل، هو تاجر جمال سابق وحاصل على قدر من التعليم الأساسي ويعد الرجل الثاني في السودان وأحد أثرى الأشخاص في البلاد. أدى دوراً بارزاً في السياسة المضطربة في السودان على مدى سنوات وساعد في إطاحة الرئيس البشير عام 2019، والذي كانت تربطه به علاقة وثيقة ذات يوم. تولى عدداً من أهم الملفات في السودان بعد سقوط البشير، بما في ذلك الاقتصاد المنهار ومفاوضات السلام مع جماعات متمردة.
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
"حميدتي" ..رجل من؟
يتمتع حميدتي بعلاقات دولية قوية مع عدة دول أجنبية مثل روسيا وإثيوبيا، وأخرى عربية منها السعودية والإمارات خاصة بعد أن أرسل قواته لدعمهما ضد الحوثيين في الحرب الأهلية اليمنية. يقول مراقبون إنه منذ سقوط البشير وهو يسعى ليصبح الرجل الأول في السودان.
صورة من: Russian Foreign Ministry Press Service/AP/picture alliance
كيانات التيار الإسلامي
وهي تنظيمات وتيارات وكيانات إسلامية متنوعة المشارب والاتجاهات، منها "حركة الإصلاح الآن" بقيادة غازي صلاح الدين العتباني وهو مستشار سابق للبشير، وأيضاً "الحركة الإسلامية السودانية" بقيادة حسن عمر و"منبر السلام العادل" و "حزب دولة القانون والتنمية".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
موقف كيانات التيار الإسلامي
تقول قوى سياسية سودانية إن التيار الإسلامي في أغلبه يضم رموزاً من العهد السابق وأن أغلب مكوناته تنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين. من جهتها تقول تلك التيارات الإسلامية إنها تعمل على حفظ السيادة الوطنية وجعل قيم الدين هي الحاكمة لجميع أوجه الحياة إضافة لإصلاح الشأن السياسي. إعداد: عماد حسن.