بالنسبة لكثير من الأشخاص قد تكون البستنة هواية جانبية لتمضية الوقت، غير أن بعض الدراسات قد كشفت وجود فوائد مذهلة لأعمال العناية بالحديقة تنعكس بشكل إيجابي على الصحة النفسية والجسدية. فما هي؟
إعلان
إذا كنت ممن يبحثون عن نشاط جديد ممتع ويوفر الكثير من الفوائد الصحية، فما عليك سوى إنشاء حديقة منزلية. إذ لا تقدم لك هذه المساحة الخضراء الأزهار والأعشاب أو الخضروات والفواكه الطازجة فحسب، وإنما تقدم بحد ذاتها فوائد كبيرة لصحتك العقلية والجسدية، فالبستنة تساعد في تحسين مزاجك وتحارب الاكتئاب.
تعتبر أعمال البستنة من النشاطات البدنية المفيدة للغاية، إذ أن مهامها مثل إزالة الأعشاب الضارة والتقليم والري تعد بمثابة تمرين رياضي من شأنه أن ينعكس إيجابياً على صحة قلبك وعظامك وعضلاتك. ويوصي الخبراء بما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين متوسطة الشدة من أجل التمتع بالصحة واللياقة المثالية، الهدف الذي يساعدك الاهتمام بحديقتك على تحقيقه.
إضافة إلى ذلك، خلال تواجدك في الحديقة وبفضل تعرضك لأشعة الشمس ستحصل على جرعة من فيتامين (د) الضروري لصحة العظام والوظائف الحيوية الأخرى. الجدير بالذكر أن كثير من الناس لا يحصللون على كمية كافية من فيتامين (د) لأنه متوفر فقط في عدد قليل من الأطعمة، مثل الأسماك وصفار البيض ومنتجات الألبان المدعمة. غير أن قضاء وقت قصير في الشمس من شأنه أن يلبي احتياجات الجسم من هذا الفيتامين، لكن لا تنسَ استخدام الكريمات الواقية من الشمس وقبعة إذا كنت بالخارج لأكثر من بضع دقائق.
كما أن البستنة يمكن أن تكون نشاطاً عائلياً رائعاً إذ تشجع العناية بالحديقة التواصل والترابط بين أفراد الأسرة وتعليم الأطفال مهارات حياتية مثل المسؤولية والاهتمام.
من جانب آخر كشفت دراسات دور البستنة في التخفيف من التوتر والمساعدة على الاسترخاء. إذ أن أعمال الحديقة أو أي هواية مشابهة، توفر منفذاً صحياً لتخفيف حدة التوتر. ويعد قضاء الوقت خارجاً للاعتناء بالحديقة نشاطاً ممتعاً يمكن أن يساعدك على تخفيف الضغط وإعادة "شحن بطارياتك".
وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على الأشخاص الذين أجروا مهمة مرهقة ثم قاموا بالبستنة أو قرأوا كتاباً لمدة 30 دقيقة أن البستنة تخفف التوتر بشكل ملحوظ وتساعد في تحسين المزاج حتى أكثر من المطالعة، بحسب ما نشره موقع عيادة (باتون روج) الطبية في الولايات المتحدة.
ووفقاً لموقع صحيفة (الغارديان) البريطانية، فقد بدأت بالفعل عيادات بريطانية مثل عيادة كورنبروك الطبية في هولم مانشستر بوصف البستنة للأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب. إذ يتم إعطاء المرضى نباتات للعناية بها، حيث يتم زراعتها لاحقاً في حديقة عامة محددة حيث يمكنهم المشاركة في نشاط مع الآخرين وتقوية الروابط الاجتماعية.
ر.ض
الحدائق المنزلية .. عشقٌ يمارسه الألمان وقت فراغهم
رغم الأكليشيهات المنتشرة عن الألمان بأنهم شعب عملي وجاف، إلا أن ما لا يعرفه الكثيرون أنهم يحبون الزهو والحدائق بشكل كبير، مع أن الطبيعة في بلادهم بمثابة حديقة كبيرة. وتزداد شعبية الحدائق الخاصة أكثر فأكثر حتى داخل المدن.
صورة من: picture alliance / Rzepka
ليس من الضروري أن تمتلك حديقة لممارسة البتسنة، إذ يمكن للعائلات اللواتي لا يمتلكن شرفة في منازلها إلى استئجار رقعة أرض زراعية صغيرة قد لا تتجاوز بضعة أمتار مربعة، من أحد المزارعين أو من الدولة، حيث يمكنهم الاهتمام بها وزراعتها كما يحبون بالإضافة إلى تعليم أطفالهم مبادئ الزراعة والتمتع بالطبيعة.
صورة من: picture-alliance/ZB/P. Pleul
تحظى شرفات المنازل المزينة بأجمل أنواع وألوان الأزهار بمستوى رعاية فائق لا يقل عن مستوى رعاية الحدائق. فمنذ أول ظهور لأشعة الشمس في فصل الربيع وحتى آخر أيام ما يدعى بالصيف الهندي في ألمانيا، حيث يكون حضور الشمس قصير الأجل، يحرص الناس على الاستمتاع بأوقاتهم في الهواء الطلق.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحدائق المستأجرة هي شيء ضروري بالنسبة للألمان لا سيما لسكان المدن الذين لا يملكون مساحة خارجية في منازلهم، فهم مغرمون بهذه الأراضي حيث يمكنهم زراعة الخضروات العضوية والاستمتاع بالطقس الجميل. عند النظر إلى تلك الأكواخ الخشبية، قد يخيل للناظر الأجنبي بأنه وصل إلى الأحياء الفقيرة من المنطقة. ولكن ووفقاً للقانون الألماني، لا يُسمح للناس الاتخاذ من هذه الأكواخ مساكن أساسية، إلا أن بعضهم يسكنها..
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
الأزيز الصادر عن آلة قص الحشائش قد يسبب التوتر والإزعاج لبعض الناس، لذلك، وتجنباً للخلافات المتوقعة، ينصح الالتزام بالقواعد والأوقات المتفق عليها مسبقاً لقص عشب الحديقة. إذ يسمح لهذا الضجيج أن يعلو من الساعة التاسعة صباحاً إلى الواحدة ظهراً، وأيضاً من الثالثة إلى الخامسة ظهراً. كما يمنع منعاً باتاً إصدار ضجة في أيام الأحد والعطل الرسمية والأعياد. ويبقى الحل الأفضل شراء روبوت يقص العشب بصمت!
صورة من: picture alliance/NurPhoto/J. Arriens
إذا كنت تخطط للقيام بحفلة شواء، كن حريصاً على دعوة الجيران، هذا السبيل الوحيد لمنعهم من أن يشتكوا من الدخان المنبعث من حديقتك، أو حتى استدعاء الشرطة بحجة الضوضاء. تأكد بحزم من وجودك على الجانب الآمن. ومن الأفضل طبعاً أن تقوم بالاطلاع على عقد الإيجار الخاص بك لتتأكد من وجود بند يمنع الاحتفال بعد الساعة العاشرة ليلاً.
صورة من: Elke Dubois/TZS
قبل أن تقوم بزراعة شجرة، عليك التأكد من المسافة التي يجب المحافظة عليها بين هذه الشجرة وبين أملاك الجيران. هذه القوانين وضعت لتجنب الخلافات المحتملة المستقبلية التي قد تنشأ من نمو فروع هذه الشجرة التي تؤدي في نهاية المطاف لوجود ظل فوق حديقة جارك. لكن مهما بلغ الجار من غضب بسبب الشجرة أو فروعها، فلا يملك الحق بقطعها من دون إذن صريح.
صورة من: Mehdi Haeri
كل ما يمكن أن يحتاجه البستاني الألماني، يسهل إيجاده في مراكز تسوق مخصصة للحدائق، نباتات محلية وغريبة، والأتربة المناسبة، وأنواع أسمدة مختلفة، ودواعم للأزهار المتسلقة، وأدوات لكافة الأغراض في الحدائق وأثاث خاص بالحدائق، فضلاً عن توفر كل أنواع المبيدات الحشرية، على الرغم من الاحتجاجات المقدمة من دعاة حماية البيئة.
صورة من: picture-alliance/dpa/BUGA 2015/T. Uhlemann
يهدف الكثير من البستانيين الألمان إلى أن يكونوا أصدقاء للبيئة إلى أقصى درجة ممكنة. إذ يقوم العديد منهم بتجميع مياه الأمطار في براميل والاستفادة منها لاحقاً بسقاية مزروعاتهم، كما يقومون بفرز النفايات العضوية وتجميعها لاستخدامها كسماد طبيعي. كما يمكن فصل النفايات الخضراء، قصاصات الأعشاب والفروع والحشائش والأوراق ليتم معالجتها وتحويلها إلى سماد أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.D Gabbert
تقدم مجلات ومخازن الحدائق الكثير من النصائح لأولئك الأشخاص الذين يفتخرون بحدائقهم وشرفات منازلهم المزينة بأنواع الأزهار المختلفة. وغير ذلك يوجد العديد من معارض الحدائق والمسابقات على المستوى الإقليمي والعالمي على حد سواء. أما بالنسبة للمتعطشين لإلهام جديد في عالم الزهور ستكون هولندا لهم بمثابة فردوس الأحلام وبشكل خاص لزهرة التوليب التي تزخر بها تلك المنطقة.
صورة من: DW
تختلف الآراء حول هذه الأشكال، فبعضهم من يجد فيها شيئاً من الظرافة، وآخرون لا تعجبهم، لكن منذ أن أنتشر جنوم في الحديقة الألمانية، قدم شيئاً من التسلية للجميع. فبالإضافة إلى جنوم الكلاسيكي، تم تطويره ليناسب أذوق آخرين كمحبي الفوتبول.. أو كما يبدو في الصورة لمحبي موسيقى الميتاليك.