"البشت" القطري يثير الجدل .. معلقون: التوقيت لم يكن مناسبا
١٩ ديسمبر ٢٠٢٢
أثارت لقطة تسلّم ميسي كأس العالم، من أمير قطر ورئيس الفيفا، الكثير من الجدل، لأنها ترافقت بإلباس ميسي العباءة الرجالية القطرية (البشت). وذهب المتابعون والمحللون في تعليقهم على هذه اللقطة مذاهب شتى.
إعلان
حانت لحظة التتويج. ميسي المتوج للتو بلقب أفضل لاعب في بطولة العالم لكرة القدم، يستعد – كقائد لمنتخب الأرجنتين – للصعود إلى المنصة وتسلم الكأس الغالية. يصعد للمنصة، ولكن أمير قطر فاجأه قبل ذلك بإلباسه العباءة الرجالية القطرية (البشت)، في لقطة خطفت الأنظار في مراسم التتويج بلقب كأس العالم.
ثم تسلم ميسي الكأس الذهبية ورفعها وسط زملائه في المنتخب والعباءة على كتفيه. واحتفى القطريون وكثير من المغردين والمتابعين العرب بهذه الصورة مع البشت القطري، كرمز للثقافة القطرية والعربية.
انتقادات للتوقيت
ولكن هناك من انتقد هذه اللقطة ووصفها بأنها انتهازية من قطر أن تقحم نفسها وثقافتها حتى في لقطة، كان يجب أن تكون مخصصة للبطل فقط، معتبرين ذلك أشبه بسرقة لهذه اللحظة التاريخية.
وانتقد اللاعب الألماني السابق باستيان شفاينشتايغر ذلك بقوله: "هنا تُسرق من اللاعب لحظة كبيرة جدا. أرى ذلك أنه تصرف غير جيد. كان يمكن أن يحدث ذلك لاحقا في غرفة تبديل ملابس اللاعبين. أعتقد أن ميسي نفسه لم يكن سعيدا بالأمر. الحركة – بنظري – لم تكن ناجحة".
كما انتقد نجم الكرة الإنجليزية السابق غاري لينيكر الحركة: "إنه أمر مخجل أن يغطوا القميص الوطني التقليدي الأرجنتيني الذي يرتديه ميسي". وبدوره قال اللاعب الدولي الأرجنتيني السابق بابلو زاباليتا الأمر لهيئة بي بي سي: "لماذا؟ ببساطة لماذا؟ لم يكن هناك أي سبب لذلك".
بين إكرام وفادة الضيف واستغلال الحدث للدعاية
أما المعلقون والمتابعون القطريون وكثير من العرب فانقسموا أيضا في تفسير اللقطة ما بين إكرام وفادة الضيف، وهي عادة بدوية قديمة حيث يتم إهداء العباءة (البشت) للشخصية الهامة، كلفتة تقديرية وتكريمية وإبراز لأهمية هذا الشخص.
وحتى أن هناك صحفيين غربيين اتفقوا مع وجهة النظر هذه، فقد كتب زاك لوي، وهو صحفي رياضي: "ربما أنا من الأقلية هنا. إلا أني أعتقد أنها كانت لمسة لطيفة".
وشرح لمتابعيه على تويتر رمزية اللقطة" "يعطى البشت للمحاربين العرب بعد الانتصار في المعارك، أو للملوك. ميسي انتصر لتوه في أعظم معركة، وأثبت نفسه كملك لكرة لقدم". كما أن البشت كان شفافا ولم يخفِ قميص المنتخب الأرجنتيني.
وأمام كل هذا الجدل، أشار بعض المتابعين إلى أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه اللفتة، فقد تُوج الأسطورة البرازيلية بيليه عام 1970 بكأس العالم في المكسيك، وارتدى حينها القبعة المكسيكية الشهيرة.
ولكن بالعودة إلى لحظة التتويج في 1970 فقد رفع بيليه الكأس ولم يكن حينها يرتدي القبعة. وإنما ارتداها في وقت لاحق. وهذه هي تحديدا النقطة التي يوجهها المنتقدون، حيث يرون أنه كان من الممكن إهداء ميسي البشت القطري في وقت لاحق، وليس في لحظة تسلم ورفع الكأس.
طريق الدموع إلى كأس العالم.. ميسي والأرجنتين وأرقام من ذهب
النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يتوج مسيرته الكروية بالكأس الحلم بعد أن ذرف دموع الهزيمة مرات عدة، محطماً الكثير من الأرقام القياسية التي سيصعب على الأجيال القادمة كسرها. فما هي؟ وكيف كان الطريق إلى الفوز بالكأس؟
صورة من: Diego Radames/AA/picture alliance
بعد غياب طويل عن التتويج
أول لقب كأس عالم لميسي بعد أن غابت الأرجنتين عن التتويج به لـ 36 عاما. وبعد التتويج باللقب قال ليونيل ميسي إنه لا يصدق أن منتخب بلاده لكرة القدم أنهى فترة انتظاره الطويلة للتتويج ببطولة كأس العالم وذلك بعد الفوز المثير على المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية لمونديال قطر 2022. حيث سبق للأرجنتين أن خسرت في تلك الفترة المباراة النهائية مرتين في نسختي 1990 و2014.
صورة من: Nick Potts/PA Images/IMAGO
دموع الهزيمة المريرة
شارك ميسي في خمس بطولات لكأس العالم خلال مسيرته وكان قريبا جداً من التتويج بالكأس المنشودة في نهائيات البرازيل عام 2014 لكن فريقه خسر النهائي أمام المنتخب الألماني بهدف في الدقائق الأخيرة، حيث ذرف دموع الهزيمة بعد أن تحطم حلم الطفولة في أن يرفع الكأس الذهبية بطلاً على العالم.
صورة من: Eibner-Pressefoto/picture alliance
الحلم الذي أصبح حقيقة
ليونيل ميسي هو أول لاعب في التاريخ يتوج بجائزة أفضل لاعب في المونديال مرتين، حيث توج بها في بطولتي 2014 و2022. وفي المرة الأولى التي أرتقى بها المنصة لنيل الجائزة بقيت عيناه تصبوان نحو الكأس المنشودة. التي رفعها بعد ثمانية أعوام من ذلك رفعها بطلاً في قطر ليصبح أول لاعب يخسرها قائداً للفريق ليعود للتتويج بها لاحقاً.
صورة من: Lui Siu Wai/ZUMA Press/picture alliance
الأكثر خوضاً للمباريات في نهائيات كأس العالم
بمجرد دخوله إلى مباراة نهائي قطر أمام فرنسا الأحد حطم ميسي رقماً قياسياً مزيحاً النجم الألماني السابق لوتار ماتيوس، إذ بات اللاعب الأكثر خوضاً لمباريات في نهائيات كأس العالم بـ 26 مباراة. وكان ماتيوس قد خاض مبارياته الـ25 في نهائيات 1982 و1986 و1990 و1994 و1998.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
المشاركة في خمس نسخ من كأس العالم
وبمشاركته أصلاً في نهائيات مونديال قطر، وصل ميسي إلى رقم قياسي آخر متمثل بعدد كؤوس العالم التي خاضها (5)، على غرار غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ودع البطولة من ربع النهائي، وماتيوس أيضاً.
صورة من: CARL RECINE/REUTERS
قائد فريقه في النهائيات
وانفرد ميسي الأحد أيضاً بالرقم القياسي لعدد المباريات في النهائيات التي خاضها كقائد بـ 19 مباراة، متفوقاً على المكسيكي رافايل ماركيس (18)، يليهما مواطنه الأسطورة دييغو مارادونا بـ 16.
صورة من: Tom Weller/picture alliance/dpa
من المجموعات حتى المباراة النهائية
بهدفه الأول في الشباك الفرنسية بات أول لاعب في التاريخ يسجل في دور المجموعات ودور الثمانية وربع النهائي ونصف النهائي ونهائي البطولة ذاتها، وهو رقم لم يسبقه إليه أي لاعب آخر.
صورة من: CARL RECINE/REUTERS
الأكثر خوضاً للدقائق
أضاف "البرغوث" رقماً قياسياً آخر الأحد كأكثر لاعب خوضاً للدقائق في المونديال بعدما رفعه الى 2314، متقدماً على الإيطالي باولو مالديني (2217 دقيقة).
صورة من: DYLAN MARTINEZ/REUTERS
تمريرات حاسمة
كما بات ميسي اللاعب الوحيد الذي قام بتمريرات حاسمة في كل من النسخ الخمس التي شارك فيها، ويأتي من بعده بيليه والبولندي غرزيغورز لاتو ومواطنه دييغو مارادونا والإنكليزي ديفيد بيكهام الذي صنعوا الأهداف في ثلاث نسخ مختلفة.
صورة من: Matthias Koch/picture alliance
يعادل ميروسلاف كلوزه
وأنفرد ميسي بإنجاز آخر فهو اللاعب الوحيد الذي سجل في كأس العالم وهو في سن المراهقة والعشرينيات من عمره والثلاثينيات، حقق ميسي حتى الآن 17 انتصاراً، معادلاً الرقم القياسي المسجل باسم ميروسلاف كلوزه.
صورة من: Jon Hrusa/dpa/picture alliance
رقم قياسي للأرجنتين
الفوز باللقب كتب لبلاد الأرجنتين رقماً قياسياً، فقد باتت أول بلد أول منتخب في التاريخ حامل لقب كوبا أمريكا يتوج بكأس العالم، بعد أن توجت في بطولة كوبا أمريكا 2021 وكان اللقب الأول لميسي في البطولة.
صورة من: Ricardo Moraes/REUTERS
المدرب الأصغر منذ مينوتي
أما المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني ليونيل سكالوني فقد بات أصغر مدرب يحرز كأس العالم بعمر 44 عاما و216 يوماً منذ مواطنه مينوتي مع الأرجنتين حين توج بكأس العالم عام 1978 بعمر 40 عاماً.
صورة من: Jose Breton/NurPhoto/picture alliance
ثالث مدرب
كما بات سكالوني أيضاً ثالث مدرب في التاريخ يتوج ببطولتي كوبا أمريكا وكأس العالم بعد ماريو زاغالو (مونديال 1970 وكوبا أمريكا 1997)، وكارلوس ألبرتو بيريرا (مونديال 1994 وكوبا أمريكا 2004).
صورة من: Kyodo/picture alliance
التسجيل في البطولات الكبرى
ليونيل ميسي أكثر لاعب من أمريكا الجنوبية يسجل أهداف في البطولات الكبرى بـ 26 هدفا (13 منها في كأس العالم، و13 أخرى في كوبا أمريكا)، بعدما كسر رقم الظاهرة البرازيلي رونالدو 25 هدفاً (15 في كأس العالم، 10 في كوبا أمريكا).
صورة من: MAURICE VAN STEEN/ANP/picture alliance
المجد الأبدي لميسي
تصدر عنوان "المجد الأبدي لميسي" الصحافة الأرجنتينية، ما يعكس الشعور العام السائد في الأرجنتين التي انتظرت قرابة عشرين عاماً أن ينجح نجمها في رفع الكأس الوحيدة الغائبة عن خزائنه، والانضمام الى الأسطورة الراحل دييغو مارادونا الذي منح البلاد لقبها الثاني عام 1986.
صورة من: JAVIER SORIANO/AFP/Getty Images
من الجنون ما حدث
بعد فوزه باللقب قال ميسي: "من الجنون أن ذلك حدث، لكنه مذهل. إنه لأمر مدهش أن تنتهي بهذه الطريقة. لقد قلت سابقًا إن الله سوف يمنحني هذا اللقب، لا أعرف لماذا ولكني شعرت أنها ستكون هذه المرة". واستبعد ميسي إمكانية إعتزال اللعب الدولي بعد تتويجه بلقب كأس العالم. وأوضح: "أريد أن أخوض بعض المباريات الأخرى كبطل العالم".
صورة من: Manu Fernandez/AP Photo/picture alliance
تهنئة من بيليه
هنأ الأسطورة البرازيلي بيليه ميسي وواسى مبابي بعد نهائي مونديال 2022. وكتب بيليه عبر منصة إنستغرام: "تهانينا للأرجنتين، دييجو يبتسم الآن". وأبدى النجم البالغ من العمر 82 عاما تعاطفه مع كيليان مبابي، والذي خسر اللقب رغم تسجيله هدفين من ضربة جزاء وسجل هدفا آخر ليصبح ثاني لاعب يسجل هاتريك في تاريخ المباريات النهائية بكأس العالم منذ النجم الإنجليزي السابق جيف هيرست عام 1966.
صورة من: Hans-Jürgen Schmidt/HJS-Sportfotos/picture alliance