البشير يؤكد في جوبا التزامه بنتيجة الاستفتاء في الجنوب
٤ يناير ٢٠١١قال الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الثلاثاء (04 كانون الثاني/ يناير) في جوبا، عاصمة إقليم الجنوب، إنه "سيكون حزينا" شخصيا إذا اختار الجنوبيون الانفصال لكنه "سيحتفل" معهم، مؤكدا أنه مستعد لمواصلة تقديم الدعم للجنوب حتى في حال أصبح "دولة". وأضاف: "حتى بعد قيام دولة الجنوب نحن جاهزون لتقديم دعم فني أو لوجستي أو دعم بالخبرة لها".
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن البشير قوله في اللقاء المفتوح الذي عقده في جوبا عاصمة جنوب السودان صباح اليوم مع المسؤولين في حكومة الجنوب، "قناعتنا أن الوحدة هي الأفضل ولكننا سنعترف بما سيقرره أهل الجنوب في الاستفتاء" ، وأضاف : "لا نريد أن نفرض علي أبناء الجنوب الوحدة بقوة السلاح ولكن نريدها طوعا واختيارا"، مشيرا إلى الروابط الاجتماعية والثقافية التي تربط بين الجنوب والشمال. وتابع البشير أن "حجم المصالح والروابط بيننا في الشمال والجنوب غير موجودة بين أي دولتين في العالم"، موضحا أنه "حتى لو حصل الانفصال فإن الفوائد التي يمكن أن نحققها عبر الوحدة يمكن أن نحققها من خلال دولتين".
استقبال رسمي وشعبي كبير
وكان الرئيس السوداني قد وصل اليوم إلى جوبا في زيارة اعتبرتها المسؤولة في الحركة الشعبية لتحرير السودان آن ايتو "جس نبض تطلعات الشعب"، معتبرة انه "سيلاحظ بطريق سلمية خيار الجنوب". أما مستشار البشير، مصطفى عثمان إسماعيل، فقال إن الزيارة تأتي تأكيدا من الرئيس للمواطنين في الجنوب بمسؤوليته عن أمنهم وأن الزيارة تأتي في سياق تنفيذ اتفاقية السلام الشامل.
وحظي البشير عند وصوله إلى جوبا باستقبال كبير من قبل مئات الأشخاص يتقدمهم الزعيم الجنوبي سلفا كير وعدد من كبار القياديين الجنوبيين وحرس الشرف المكون من جنود شماليين وجنوبيين. وعند مدخل المطار رفعت منظمات غير حكومية لافتات كتب عليها "نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان" و"نرحب بكم في الدولة الـ193" في إشارة إلى رقم العضوية الذي قد تحصل عليه الدولة الجديدة في الأمم المتحدة.
وكان وزير الإعلام الجنوبي، برنابا ماريال، قد قال في وقت سابق "سنخصص له استقبالا حارا"، و "طلبنا من شعبنا أن يكون مضيافا ووديا لأنه لا وجود لمنافسة هنا". وأضاف إن "كثيرين قدروا تصريحاته التصالحية الأخيرة"، في إشارة إلى تعهد البشير قبل نحو أسبوع بالمساعدة في بناء "دولة آمنة ومستقرة" في الجنوب إذا اختارت المنطقة الاستقلال.
نحو أربعة ملايين سيشاركون في الاستفتاء
وعلى صعيد الاستعدادات لإجراء الاستفتاء في التاسع من الشهر الجاري توقعت مفوضة الاستفتاء أن يشارك في الاستفتاء نحو أربعة ملايين شخص من جنوب السودان. وقال تشان ريك مادوت عضو المفوضية العدد الإجمالي للمسجلين في الجنوب وفي ثماني دول في الخارج وفي ولايات شمال السودان يفوق الثلاثة ملايين وتسعمائة ألف، مشيرا إلى أن الأغلبية العظمى من الناخبين موجودة في جنوب السودان. وليس مسجلا في الشتات سوى 60 ألفا وأقل من 120 ألفا في الشمال، وسط اتهامات بترويع الناخبين والخوف من أعمال انتقامية إذا انفصل الجنوب. وقال مادوت إن 52 في المائة من الناخبين المسجلين نساء. يذكر أن أحدث إحصاء قدر سكان الجنوب بثمانية ملايين نسمة.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يصوت الجنوب لصالح الانفصال عن الشمال وتشكيل دولة جديدة في أفريقيا رغم المخاوف التي أثيرت بشأن العودة إلى الحرب التي استمرت عقودا بين الجانبين.
(ع.ج.م/ أ ف ب/ رويترز/ دب أ)
مراجعة: عارف جابو