البشير يرد على الاحتجاجات بأوامر طوارئ وحزبه يبحث عن بديل له
٢٥ فبراير ٢٠١٩
رد الرئيس السوداني على المحتجين الذين تحدوا حالة الطوارئ المفروضة على البلاد، بإعلان أوامر طوارئ تتعلق بالتجمع والإضراب والتعامل بالعملة الأجنبية والذهب والدقيق المعدوم حكوميا. فيما يبحث حزب البشير عن بديل له.
أصدر الرئيس السوداني عمر البشير أربعة أوامر طوارئ تتعلق بفرض حظر للتجوال ومنع التجمع والتجمهر والمواكب عموما، فضلا عن منع تنفيذ إضرابات العمل وتعطيل المرافق العامة ومنح القوات النظامية بموجب تلك الأوامر حصانات.
وتأتي الأوامر الجديدة التي أعلنت اليوم الاثنين (25 شباط/ فبراير 2019) امتدادا لقرار أعلنه الرئيس السوداني البشير يوم الجمعة الماضي بإعلان حالة الطوارئ وتعيين عسكريين على رأس الولايات المختلفة بما فيها ولاية الخرطوم. ووجهت أوامر الطوارئ الأربعة التي تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منها، النائب العام ورئيس القضاء بتكوين نيابات ومحاكم طارئة وحددت عقوبات للمخالفين بالسجن لمدد لا تزيد عن عشرة أعوام بجانب الغرامة .
وأشارت الأوامر لفرض حظر للتجوال تركت للسلطات المختصة تحديد توقيتاته وقيدت الأوامر نشاط الأحزاب السياسية واشترطت لأيّ نشاط أخذ الأذن من القنوات الرسمية، كما حظرت نشر وتداول الأخبار التي تضر بالدولة أو المواطنين وتدعو لتقويض النظام أو بث روح الكراهية والعنصرية بأي وسيلة إعلامية أو بمواقع التواصل الاجتماعي.
ووضعت الأوامر ضوابط فيما يتصل بتداول الذهب والنقد الأجنبي حيث حظرت التعامل بالنقد الأجنبي بيعاً أو شراء خارج القنوات الرسمية وشددت على المسافرين حمل عملات في حدود ثلاثة آلاف دولار أو ما يعادلها من العملات الأخرى. ومنعت الأوامر التعامل مع الدقيق المدعوم بيعاً وشراء إلا بموجب تصديق رسمي.
وفي وقت سابق لصدور قرارات البشير اليوم الاثنين، أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على مئات المحتجين الذين تظاهروا في الخرطوم في تحدٍ لحالة الطوارئ التي فرضها الرئيس عمر البشير لإنهاء الاحتجاجات المناهضة لحكومته. وهتف مئات المتظاهرين الذين تجمعوا وسط الخرطوم اليوم "حرية، سلام، عدالة"، بحسب شهود عيان.وأطلقت شرطة مكافحة الشغب عليهم الغاز المسيل للدموع لمحاولة تفريقهم. ودعا تجمع المهنيين السودانيين الذي ينظم الاحتجاجات، "إلى "التظاهر لتحدي حالة الطوارئ".
في سياق ذي صلة، أكدت مصادر قيادية داخل حزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم، اليوم الاثنين، أن الحزب بدأ ترتيبات انتقال رئاسة الحزب من الرئيس السوداني عمر البشير إلى لجنة مكلفة تعمل على تصريف أعمال رئاسة الحزب خلال الفترة المقبلة والدفع بترشيحات لبديل البشير في الحزب وانتخابات الرئاسة في 2020. وكان الرئيس السوداني قد أبلغ اجتماع المكتب القيادي للحزب الجمعة الماضية، برغبته في التنحي عن رئاسة الحزب وعدم الترشح لرئاسة الجمهورية ثانية حسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
م.م/ع.ج (د ب ا، أ ف ب)
البشير...الرئيس الهارب من قفص العدالة الدولية
أفلت الرئيس السوداني عمر البشير من أمر بايقافه أصدرته محكمة في جنوب افريقيا بناء على مذكرة للمحكمة الجنائية الدولية. وهذه هي المرة الأولى التي يوشك فيها البشير أن يقع في قبضة العدالة.
صورة من: DW/B. Svensson
بناء على دعوى قضائية رفعتها منظمة حقوقية في جنوب افريقيا، أصدرت محكمة محلية قرارا بمنع الرئيس السوداني عمر البشير من مغادرة البلاد خلال مشاركته في قمة الإتحاد الافريقي. لكن حكومة جنوب افريقيا منحته حصانتها ومكنته من مغادرة البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/E. Hamid
المحكمة الجنائية الدولية أعربت عن "خيبة أملها" لعدم قيام السلطات في جنوب افريقيا بتوقيف الرئيس السوداني المتهم من قبل هذه المحكمة بارتكاب جرائم حرب وابادة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Guus Schoonewille
أثار قرار المحكمة بجنوب أفريقيا ردود أفعال واسعة. الإتحاد الأوروبي وأمين عام الأمم المتحدة اعتبرا ان جنوب أفريقيا، باعتبارها عضو في المحكمة الجنائية الدولية، ملزمة بتنفيذ أمر الإعتقال. واشنطن قالت إنها "محبطة" من أن جنوب أفريقيا لم تتخذ إجراء لمنع البشير من المغادرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Saber
وقبيل فترة إعادة إنتخابه هذا العام، زار البشير كلا من السعودية ومصر، واللتان تعدان من بين الدول غير الموقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية.
صورة من: Reuters/The Egyptian Presidency
حرص البشير على التقليل من رحلاته إلى الخارج واكتفى بزيارة دول لم توقع على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية. لكن البشير زار دولا موقعة على وثيقة روما الخاصة بالمحكمة الجنائية، ضمنها الكونغو الديمقراطية ونيجيريا ومالاوي وجيبوتي.
صورة من: AFP/Getty Images/E. Hamid
وفي عام 2013 تقدم الرئيس البشير بطلب للحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة. إلا ان واشنطن رفضت طلبه، معللة ذلك بأنه متهم بجرائم حرب وطالبته بتسليم نفسه للمحكمة.
صورة من: Emmanuel Dunand/AFP/Getty Images
في عامي 2009 و2010صدرت ثلاث مذكرات من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة إرتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، بناء على اتهامات قدمها المدعي العام لويس مورينو أوكامبو.
صورة من: AP
تعرض الرئيس البشير لكثير من الإنتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تتهمه بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. وحسب الأمم المتحدة خلف القتال في دارفور نحو 300 ألف قتيل ومليوني مشرد. إعداد: إيمان ملوك