محبوبة الملايين ومثيرة للجدل على موائد العالم، لكن هل البطاطا مجرد خضار صحي أم تحتوي على مخاطر محتملة؟ تعرّف على فوائدها، ومتى تتحول من غذاء مفيد إلى خطر صحي.
توفر البطاطا مجموعة من العناصر الغذائية مثل البوتاسيوم، فيتامين C، فيتامين B6، والألياف، خصوصا في القشرة. إلا أن طريقة الطهي تلعب دورًا مهمًا في محتواها الغذائي،صورة من: Mark W. Lipczynski/Cavan Images/IMAGO
إعلان
تعد البطاطا من أكثر الأطعمة استهلاكًا في العالم، وتحتل المرتبة الرابعة عالميًا بعد الأرز والقمح والذرة. وتعود جذورها إلى أمريكا الجنوبية حيث زُرعت لأول مرة قبل حوالي 7 آلاف عام.
تتميز البطاطا بسهولة زراعتها وتكلفتها المنخفضة، ما جعلها طعاما رئيسيا لسنوات طويلة في العديد من بلدان العالم. لكن في العقود الأخيرة، تراجع استهلاك البطاطا الطازجة، في مقابل ارتفاع كبير في استهلاك المنتجات المصنعة منها، مثل البطاطا المقلية والرقائق.
ورغم تصنيفها كخضار من قبل البعض، يرى خبراء تغذية أنها لا ترقى من الناحية الغذائية إلى الخضراوات الأخرى، ولا تُدرج ضمن "طبق الأكل الصحي” المعتمد في العديد من الإرشادات الغذائية بحسب ما نشره موقع قسم التغذية في جامعة هافارد الأمريكية.
فوائد صحية.. ومخاطر
توفر البطاطا مجموعة من العناصر الغذائية مثل البوتاسيوم، فيتامين سيفيتامين بي6 والألياف، خصوصا في القشرة. إلا أن طريقة الطهي تلعب دورًا مهمًا في محتواها الغذائي، فالسلق مثلًا يقلل من نسبة البوتاسيوم.
صحياً، يرتبط تناول البطاطا بتأثيرات متفاوتة على مستويات السكر في الدم، نظرا لاحتوائها على نوعين من النشا: أحدهما يُهضم بسرعة ويرفع سكر الدم ، والآخر مقاوم للهضم وقد يكون مفيدًا في تقليل خطر الإصابة بالسكري، خاصة عند تناول البطاطا بعد تبريدها، بحسب ما نشره موقع (ناشونال لايبراري أف ميديسن) الأمريكي.
ومن جهة أخرى فإن طريقة تقديم البطاطا تلعب دورا أساسيًا أيضًا، إذ أن إضافة الزبدة أو القلي في الزيت يزيد من السعرات والدهون المشبعة. وبالمقارنة مع الحبوب الكاملة، لا تقدم البطاطا نفس الفوائد الصحية طويلة المدى.
الألمان والبطاطا .. علاقة حب حميمة تضرب فيها الأمثال!
علاقة الألمان بالبطاطا نشأت منذ أكثر من ثلاثة قرون، فأضحت واحدة من أهم ضيوف المطبخ الألماني. كما دخلت إلى اللغة الألمانية وأمثلتها وصار يضرب فيها المثل، ساخنة، كبيرة أوصغيرة أو مسحوقة يصنع منها خبز لذيذ.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Reichel
تدخل البطاطا تقريبا في كل في وجبات الألمان الغذائية، سواء في الحساء أو كبطاطا مقلية أو كرقائق، أو حتى على أطباق رئيسية مسلوقة. يتناول الفرد في ألمانيا نحو 67 كيلوغراما من البطاطا سنوياً أي نحو 1.3 كيلوغراما بالأسبوع.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Reichel
منشأ البطاطا الأصلي في أميركا الجنوبية في بيرو وبوليفيا، دخلت إلى ألمانيا في عام 1630. إذ أمر ملك بروسيا فريديريش الثاني مزارعيه بزراعة البطاطا، التي لم يعرف الألمان قبلها طعمها ولا اسمها.
صورة من: picture-alliance/akg
ليست كل أنواع البطاطا صالحة للطبخ أو القلي. إذ هناك 5000 نوع من البطاطا، أعتمادا على حجمها ولونها ومدى صلابتها، وعلى أساس ذلك تصنف البطاطا لغرض الطبخ أو القلي أو حتى لصنع سلطة البطاطا المحبوبة في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hollemann
يحب الألمان سلطة البطاطا المصنوعة من بطاطا مسلوقة مع خيار مخلل. هناك من يضع عليها شحم الخنزير، وآخرون يفضلونها مع المايونيزا.
صورة من: Fotolia/Printemps
الألمان يصنعون منها كرات أشبه بالكبة. تقدم مع لحم العجل المقلي أو المشوي. حتى هذا النوع من الكرات يعتمد على نوع الوجبة الغذائية ونوعية اللحم المقدم.
صورة من: Quade/Fotolia
رقائق البطاطا هي النوع المفضل لدى الألمان، يتناولونه خلال الجلوس أمام التلفاز أو خلال حفلات الشوي. أصل رقائق البطاطا ليس من ألمانيا، إلا أن الالمان يضعون لمسات عليها من خلال منحها طعم النقانق المشوية.
صورة من: etiennevoss - Fotolia
شرائح البطاطا المقلية هي النوع المحبب جدا لدى الألمان. نحو 300 ألف طن من البطاطا المقلية تصنع سنويا في ألمانيا. تجدها في كل ملعب كرة قدم أو زاوية بمدينة أو محلات بيع الأطعمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/G.Breloer
أما البطاطا المسلوقة فتجد طريقها عادة في وجبات الطعام الرئيسية وغالبا ما تسلق البطاطا كبيرة الحجم لتكون وجبة مكتملة أو الصغيرة الحجم تقدم مع الخضروات واللحوم.
صورة من: picture-alliance/Lars Halbauer
في أوقات أسواق أعياد الميلاد تباع البطاطا المسحوقة التي يصنع منها الخبز المقلي ويقدم مع فاكهة ساخنة أو مع سمك السلمون المجفف.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Thieme
علاقة الألمان باالبطاطا أدخلها أمثلة اللغة الألمانية. إذ يقال مثلا: أغبى المزارعين هو من يحصد أكبر بطاطا. أو حين يترك أحد ما من دون عمل فيقال حينها: دعه يسقط مثل بطاطا ساخنة. إعداد: كورتني تينز/ داغمار برايتنباخ/ ع.خ