لطالما اشتد النقاش حول البطاطس والبطاطا الحلوة وأيهما مفيد للصحة ومن منهما أحلى مذاقا. فترى ما الذي توصل إليه الباحثون؟ في هذا التقرير نتعرف على بعض الإجابات.
إعلان
أصبحت البطاطا جزءا لا يتجزأ من المطبخ العالمي بعدما لقيت عند ظهورها في أوروبا أواخر القرن الـ16 نفورا من قبل العديدين. واستغرق الأمر عدة أجيال حتى تعرف الناس على قيمتها الغذائية وفوائدها المتعددة واتخذوها مصدر غذاء لا يمكن الاستغناء عنه، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أكث شعبية.
لكن لازال هناك نقاش حاد بين العديد من الناس حول من منهما مفيدة للصحة، البطاطس أم البطاطا الحلوة؟ موقع "كود تشيك" الألماني ذكر أن العديد من الرياضيين أصبح يفضل في السنوات الأخيرة البطاطا الحلوة لأنها مصدر مهم جدا للكربوهيدرات سهلة الهضم وتستخدم كمضادة للالتهابات وآلام العضلات وتزيد من التعرق وتحتوي على مضادات الأكسدة مثل البيتاكاروتين وفيتامين سي. أما البطاطس فقد نقصت شعبيتها لأن الكربوهيدرات المتواجدة فيها تتحلل بشكل سريع وتنتج نسبة عالية من السكر في الدم.
من وجهة نظر علماء النبات ليس للنوعين أي شيء مشترك بينهما، فالبطاطس تنتمي إلى فصيلة ظل الليل أو الباذنجانية وترتبط أكثر بالطماطم والفلفل والباذنجان. وهذا النوع من النباتات ينتج المركب السام السولالين وهذا يعني أنه لا يجب أكل أعراش وأوراق البطاطس أو البطاطس الخضراء. أما البطاطا الحلوة فتنتمي للفصيلة المحمودية وعكس البطاطس فبالإمكان أكل أعراشها وأوراقها. وتحتوي كل من البطاطس والبطاطا الحلوة على البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد وبالتالي فإن كلا النوعين مهم جدا للصحة، لكن البطاطا الحلوة تحتوي على مادة الكاروتين المهمة للجسم، مادة تحمي خلايا أجسامنا من السموم وتقوي جهاز المناعة وتلعب دورا في الوقاية من السرطان وأمراض القلب.
دور التغذية في الوقاية من السرطان
"عليك بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات"جملة يكررها جميع الأطباء تقريبا، لكن دراسات حديثة أثبتت أن الفواكه والخضروات تقي من السرطان بنسبة بسيطة، إذ تعتمد الوقاية الأكبر على نظام الحياة الصحي وتجنب مسببات السرطان.
صورة من: Elke Dubois/TZS
خلص باحثون في مجال دراسات السرطان، إلى وجود مبالغة في تقييم دور الفواكه والخضروات في مكافحة السرطان، إذ أثبتت دراسة قام بها باحثون بالمركز الألماني لأبحاث السرطان خطأ التوصية التي انتشرت في الماضي والتي تقول إن تناول الفواكه والخضروات خمس مرات في اليوم، يقي من السرطان.
صورة من: Fotolia/Heike Rau
لكن هذا لا يمنع أن بعض الخضروات والفواكه تحتوي على مواد لها قدرة على عرقلة حدوث السرطان بالجسم، فالبروكلي على سبيل المثال غني بمواد تحد من نمو السرطان.
يحتل التدخين المركز الأول على قائمة مسببات السرطان. ورصد الخبراء تراجعا في احتمالية الإصابة بالسرطان بالنسبة للمدخن الذي يتناول الخضروات والفواكه بشكل منتظم.
صورة من: Photographee.eu/Fotolia.com
تلعب كمية الطعام أيضا دورا كبيرا في مخاطر الإصابة بالأمراض بشكل عام وبالسرطان بشكل خاص، ووفقا للدراسات فإن الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطانات، كما أن الإصابة تأتيهم مبكرة مقارنة بغيرهم نتيجة ارتفاع نسبة الإنسولين الذي يحفز نمو الأورام.
صورة من: Fotolia/olly
تزيد تبعات مشكلة السمنة بشكل خاص لدى النساء في سن اليأس، إذ تزيد السمنة من نسبة الهرمونات الأنثوية التي يتم إفرازها في هذه المرحلة والتي قد تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرحم وسرطان الثدي.
صورة من: Fotolia/runzelkorn
تظهر الإحصائيات تراجعا في معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء في الدول التي لا تشتهر بتناول اللحوم الحمراء كالهند، في حين تزيد النسبة بشكل واضح بين الذين يكثرون من تناول هذه اللحوم ولاسيما لحم العجل. ووفقا للباحث في مجال السرطان والحاصل على جائزة نوبل، هارالد تسور هاوزن، فإن استهلاك اللحوم الحمراء لفترات طويلة من العمر يزيد خطورة الإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 بالمئة.
صورة من: anweber - Fotolia
وتأكيدا على هذه البيانات فإن اليابان لم تسجل حتى عام 1975 حالات تذكر لسرطان الأمعاء، لكن معدل الإصابة تضاعف خلال 20 عاما بعد أن بدأت البلاد باستيراد اللحوم الحمراء.
صورة من: KAZUHIRO NOGI/AFP/Getty Images
يحذر البعض من خطورة الشواء بشكل خاص، إذ أن الخشب المستخدم في عمليات الشي يحتوي على مواد كيميائية تزيد من تحفيز ظهور السرطان، لكن ثمة خلافات بين العلماء حول هذه النقطة إذ يرى آخرون أنه لا فرق في طريقة تحضير اللحم على الصحة. (DW/ا.ف)