البطاطس المقلية تختفي من مطاعم ألمانيا.. فما السبب؟
٣١ مارس ٢٠٢٢
اعتباراً من بداية شهر أبريل/ نيسان ستختفي البطاطس المقلية من قائمة طعام العديد من المطاعم في ألمانيا. خبر سيء للعديد من عشاق هذا الطبق المرافق للعديد من الوجبات السريعة. فما السبب؟
إعلان
عند زيارتك أحد المطاعم الألمانية، قد تتفاجأ باختفاء البطاطس المقلية أو (البطاطا المقلية) من قائمة الطعام. فاعتباراً من بداية شهر أبريل/ نيسان، لن يقدم المطعم الشهير "غافل أم دوم Gaffel am Dom" بمدينة كولونيا (كولن)، المزيد من البطاطس المقلية.
فبسبب نقص زيت القلي، أزال المطعم الشهير، شرائح البطاطس المقلية من قائمة طعامه. وهو ما يمثل خبراً سيئاً للعديد من عشاق الطبق الألماني الشهير، نقانق الكاري رفقة البطاطس المقلية، الطبق الجانبي التقليدي الذي يرافق العديد من الوجبات السريعة.
تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا لم تقتصر على رفع الأسعار في محطات الوقود فحسب، بل وصلت إلى المعدة أيضاً. فقد أصبح من الصعب الآن الحصول على زيت القلي على وجه الخصوص، مما قد يؤثر على العديد من الوجبات السريعة.
في تصريح خص به، صحيفة "كولنر شتات أنتزايغر"، قال مدير المطعم، إروين أوت: "إنها ليست كذبة أبريل (نيسان)". وتابع: "لقد توقفنا عن الضحك. لم يعد بإمكان موردي الزيت لدينا تلبية احتياجاتنا بشكل كافٍ، ولهذا السبب قررنا اتخاذ هذه الخطوة".
خطوة صعبة للمطعم، لأن نقانق الكاري والبطاطا المقلية من بين الأطباق التي يتم تقديمها هنا بمعدل ألف طبق في الشهر، إذ يحتاج المطعم إلى قرابة 100 لتر من الزيت أسبوعياً لتقديم جميع الأطباق بانتظام.
ولكن في الآونة الأخيرة ، لم يتوفر سوى 20 لتراً، وبدلاً من البطاطس المقلية، ستكون هناك بطاطس مطهوة ومسلوقة كمرافقة للأطباق في المستقبل.
ووفق جمعية الفنادق والمطاعم في ولاية شمال الراين ويستفاليا DEHOGA، فإن احتياجات هذا المطعم في كولونيا ليست حالة منعزلة، كما قال المتحدث باسم الجمعية، ثورستن هيلفيغ، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لدينا وضع متوتر يكون فيه الحصول على أنواع معينة من زيت القلي، مثل زيت عباد الشمس، أكثر صعوبة من المعتاد".
مطاعم ومحلات بيع متنقلة أخرى في مدن كبرى مثل فرانكفورت، هامبورغ، اتخذت خطوة مماثلة. لم يعد يتم تقديم نقانق الكاري هناك رفقة البطاطس المقلية، ولكن مع السلطة فقط! زيت بذور اللفت نادر، وقد ارتفعت أسعاره أيضاً. لذلك اضطر عدد من مالكي المطاعم إلى إزالة البطاطس المقلية من قائمة الطعام، فيما اختار آخرون رفع سعرها.
يذكر أن أوكرانيا هي واحدة من أكبر مصدري زيت عباد الشمس في العالم، غير أن الحرب الدائرة هناك أدت إلى تعطيل تدفق عدد من البضائع، وأهمها زيت عباد الشمس، الذي لا غنى عنه في طهي الوجبات الخفيفة.
إ.م/ أ.ح
عشرة أسباب وراء عشق الألمان للبطاطا
الألمان يحبون البطاطا. هذا ما يُلاحظ ليس بسبب الطرق المتعددة لطهي البطاطا عندهم، وإنما يمكن التعرف على ذلك في اللغة الألمانية أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Reichel
غذاء رئيسي
تحتل البطاطا موقعا هاما على مائدة الألمان، بغض النظر عن طريقة تحضيرها: سواء كحساء أو رقائق مقرمشة أو بطاطا مقلية. وعموما يبلغ معدل تناول البطاطا 67 كيلوغراما سنويا للشخص الواحد، أي 1.3 كيلوغرام أسبوعيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Reichel
دعاية ملكية للبطاطا
يعود أصل البطاطا للجانب البوليفي والبيروفي من جبال الأنديز. وأول وصول للبطاطا إلى ألمانيا كان في عام 1630. ملك بوروسيا فريدرتش الثاني أقنع، بحيلة ذكية، المزارعين في المملكة كي يزرعوا هذه النبتة المجهولة لهم. وذلك بزراعتها في أراضيه وحراستها من قبل جنوده. ولأن كل ممنوع مرغوب صار الجميع يرغب بزراعة تلك النبتة. ونجحت الخطة وانتشرت زراعة البطاطا.
صورة من: picture-alliance/akg
أنواع مختلفة تناسب كل وصفة طبخ
مع وجود أكثر من 5000 نوع للبطاطا، فإنه من المهم العثور على النوع المناسب للوجبة التي تردي تحضيرها. أنواع البطاطا لا يتم تصنيفها بناء على اللون أو الحجم وإنما بحسب التماسك (الكثافة). الأنواع الصلبة وكثيفة البنية تناسب خصوصا سلطة البطاطا والغراتان والبطاطا المقلية. أما الأنواع الرخوة فتناسب وجبات البطاطا المهروسة أو المشوية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hollemann
ضيفة الحفلات الدائمة: سلطة البطاطا
في الحفلات والموائد قد يجلب أكثر من ضيف ذلك الطبق الشهير الحاضر على الموائد دائما: سلطة البطاطا. ولحسن الحظ أن هناك وصفات مختلفة لتحضيرها، حتى لا تكون المائدة المفتوحة مليئة بعدة أطباق من نفس النوع.
صورة من: Fotolia/Printemps
كرات البطاطا - أفضل طبق ثانوي
الوجبات التقليدية الألمانية تعتمد بشكل كبير على حضور تلك الكرات، كطبق ثانوي داعم للطبق الرئيسي المولف من اللحم المشوي. وحتى الكرات لها أنواع مختلفة. الكرات تصنع من البطاطا المهروسة جيدا، ثم يضاف إليها الطحين. ومن يريدها صلبة أكثر يضيف مزيدا من الطحين.
صورة من: Quade/Fotolia
رقائق بطاطا بطعم النقانق
ومن ضمن الـ67 كيلوغراما التي يتناولها الألماني وسطيا كل عام، هناك نصيب للرقائق المقرمشة. ومن أجل تحضير كيلوغرام واحد من هذه الرقائق نحتاج لأربعة كليوغرامات بطاطا. ورغم أن الرقائق هذه ليست اختراعا ألمانيا، إلا أن هناك الآن أنواع من الرقائق بنكهات ألمانية خالصة، مثل: رقائق بطاطا بطعم النقانق.
صورة من: etiennevoss - Fotolia
معشوقة الجماهير: شرائح البطاطا المقلية
يمكن مشاهدتها في كل مكان في ألمانيا، وخاصة في أماكن التجمعات: على مداخل ملاعب كرة القدم أو في الأعياد المحلية. يستهلك الألمان سنويا 300 ألف طن من شرائح البطاطا المقلية. أما من اخترعها، فعلى الأغلب هم البلجيكيون الذين يعتبرونها وجبتهم الوطنية الأشهر.
صورة من: picture-alliance/dpa/G.Breloer
وحتى مع القشرة تكون لذيذة
أسهل طريقة للتحضير: تناول البطاطا مع القشرة. ومع ذلك تكون جيدة ولذيذة. ويمكن أن تكون طبقا رئيسيا وليس مجرد طبق جانبي.
صورة من: picture-alliance/Lars Halbauer
رقيقة ودسمة لمتعة كبيرة
خصوصا في أسواق عيد الميلاد التي تقام أواخر الخريف من كل عام، تداعبك أنف الزوار رائحة المعجنات المحضرة من البطاطا، التي يحبذها الكبار والصغار. ويمكن تناولها كحلوى مع مربى التفاح، أو كوجبة خفيفة مالحة مع سمك السلمون. ولكن يجب الحذر لكونها تقدم ساخنة جدا ودسمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Thieme
أمثال ألمانية مع البطاطا
"أغبى المزارعين يقطفون أسمن حبات البطاطا"، مثل ألماني يقال لمن يحقق مكسبا كبيرا رغم عدم بذله أي مجهود. وهناك مثل يقال عندما يتخلى شخص عن شخص آخر، يقولون "تركه يسقط مثل حبة بطاطا ساخنة". لذلك فإن البطاطا تحتل مكانا ثابتا ليس على الموائد الألمانية فقط، وإنما في اللغتة أيضا.