"البطولة فقدت حيويتها"- تفاعل واسع بعد توديع العراق كأس آسيا
محي الدين حسين
٣٠ يناير ٢٠٢٤
خروج العراق من كأس آسيا بعد خسارة في "الوقت القاتل" أمام الأردن يثير تفاعلا وجدلًا واسعين على مواقع التواصل. ففي حين اعتبر البعض أن البطولة "فقدت حيويتها" بخروج العراق، أثنى آخرون على "أسود الرافدين" كمنتخب "يرفع الرأس".
إعلان
حزن وغضب وحسرة في صفوف الجماهير العراقية، بعد تبخر حلم تأهل "أسود الرافدين" إلى ربع نهائي كأس آسيا خلال بضع دقائق، إثر خسارته أمام الأردن في "الوقت القاتل"، يوم الإثنين (29 كانون الثاني/يناير 2024) في ثمن نهائي البطولة المقامة في قطر.
وسجل منتخب "النشامى" هدفين في الوقت بدل الضائع، ليقلب تأخره بهدفين لواحد إلى الفوز، في وقت كان فيه العراق يعاني من نقص عددي بعد طرد لاعب في الدقيقة (77).
خروج العراق جاء صادمًا لكثيرين، فقد كان أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب الآسيوي، خصوصًا بعد "نشوة" دور المجموعات وتصدره المجموعة الصعبة أمام اليابان بـ3 انتصارات كاملة. وقد وصف الاتحاد العراقي لكرة القدم خروج "أسود الرافدين" من البطولة الآسيوية بـ"غير المستحق".
وأثار الموضوع تفاعلًا كبيرًا وصدمة على مواقع التواصل. وشارك كثيرون صورة "شايب" (شيخ) في صفوف الجماهير العراقية يبكي بعد خروج منتخب بلاده من البطولة.
بالنسبة للبعض "انتهت البطولة" بخروج العراق، وانتهى التفاؤل لدى آخرين بأن يكون بطل الكأس الآسيوية عربيًا.
جدل حول طرد أيمن حسين
أثار طرد اللاعب العراقي أيمن حسين، من قبل الحكم الإيراني الأسترالي علي رضا فغاني، في الدقيقة 77، جدلًا واسعًا. وجاء الطرد بعد احتفال اللاعب بالهدف الثاني على طريقة احتفال المنتخب الأردني بالهدف الأول "احتفالية المنسف".
مدرب العراق، الإسباني خيسوس كاساس قال خلال مؤتمر صحفي بعد المباراة إن "قرار الحكم بطرد أيمن حسين، هداف البطولة، هو وراء خروجنا من البطولة"، وتابع: "أتحمل جزءًا من مسؤولية الخسارة، لكن البطاقة الحمراء التي وجهت لأيمن حسين، هي السبب الأساسي في توديع البطولة"، وأضاف: "لاعبو الأردن استغرقوا وقتًا طويلا أثناء الاحتفال بالهدف الأول، لكن عندما سجل أيمن حسين، تعرض للطرد". وتحدث محللون رياضيون عن أن مدة احتفال حسين كانت أقصر من مدة احتفال لاعبي الأردن.
كثيرون على مواقع التواصل أيضًا حملوا الحكم مسؤولية خروج "أسود الرافدين" من البطولة.
واعتبر البعض أن البطولة فقدت "حيويتها ومتعتها" بخروج المنتخب العراقي.
"نكسة وطنية"؟
بعد المباراة حصلت مشادة كلامية بين صحفيين ومدرب المنتخب العراقي الذي حمله البعض مسؤولية الخروج.
وعن تلك المشادة، كتب الناشط العراقي علي الأسدي على فيسبوك: "الإعلام الرياضي العراقي بائس وممل وفوضوي (...) وهو بحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة". وجاء ذلك في منشور عن "الدروس المستفادة" من خسارة العراق. وكتب الأسدي: "تبدو الخاتمة مثل نكسة وطنية كبرى بعد الخسارة، نتيجة تعريضهم (الجماهير) المستمر لواحدة من أكبر عمليات التعبئة والتوهيم على المستوى السياسي والإعلامي والشعبوي". واقترح "إبعاد الرياضة عن التوظيف السياسي بشكل كامل"، مؤكدًا أن "الوطنية ليست كرة تتقاذفها الأقدام!".
وعن مستقبله على رأس الجهاز الفني لمنتخب العراق، قال المدرب الإسباني خيسوس كاسوس الذي وصل إلى منصبه في 2022: "أنا هادئ في ما يتعلق بمستقبلي. هدفنا الاستعداد لمواصلة تصفيات كأس العالم".
البعض على مواقع التواصل أيضًا نظر إلى المستقبل، وقال إن المنتخب الذي أثبت أنه "يرفع به الرأس" أمامه الآن تصفيات كأس العالم.
وتأمل الجماهير العراقية الآن بأن "يعوض" المنتخب العراقي خسارته التي وصفت بـ"غير المستحقة" في كأس آسيا، بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، وربما تفجير مفاجأة، كما فعل نظيره المغربي في مونديال قطر 2022.
محيي الدين حسين
أبرز النجوم في بطولة كأس آسيا الـ18 في قطر
من ينسى هدف سالم الدوسري في مرمى الأرجنتين في كأس العالم، أو تألق القطري المعز علي في كأس آسيا 2019؟ ومعهما تبرز أسماء من الأردن والعراق وكوريا الجنوبية واليابان وإيران. إليكم أبرز نجوم هذه النسخة من كأس آسيا.
صورة من: HECTOR RETAMAL/AFP/Getty Images
المعز علي - هداف كأس آسيا 2019
هل يكرر المعز مسيرة التألق في هذه النسخة من كأس آسيا، بعد أن سجل المهاجم القطري 9 أهداف في 7 مباريات في بطولة 2019 في الإمارات، ليقود منتخب بلاده إلى لقبه الآسيوي الأول. حينها أحرز المعز (27 عاما) والمولود في الخرطوم، 4 أهداف في مباراة واحدة ضد كوريا الشمالية في دور المجموعات، لكن ركلته الخلفية المزدوجة التي افتتح بها التسجيل ضد اليابان في نهائي البطولة ستظل خالدة في الذاكرة طويلا.
صورة من: Darko Bandic/AP/picture alliance
موسى التعمري – نجم مونبلييه الفرنسي
يلقبونه تارة بـ"ميسي الأردن"، وهناك من يشبهه بالمصري محمد صلاح، لتميزه بالسرعة والمهارة في مراوغة المنافسين. يعد التعمري (26 عاما) أمل المنتخب في كأس آسيا. ويعول المغربي الحسين عموتة مدرب المنتخب الأردني على موسى، الذي يتألق في صفوف فريقه مونبلييه الفرنسي منذ انتقاله إليه الصيف الماضي. وقال التعمري: "هدفنا هو التأهل لكأس العالم 2026 والوصول لنصف النهائي في كأس أمم آسيا".
صورة من: HECTOR RETAMAL/AFP/Getty Images
سون هيونغ مين - نجم توتنهام
سيكون سون هيونغ-مين من أبرز نجوم المنتخب الكوري الجنوبي خلال مشاركته في كأس آسيا. وسيتولى نجم توتنهام مهمة قيادة "محاربي تايغوك". سون (31 عاما) يعتبر أحد أفضل المهاجمين في الدوري الإنجليزي، وأفضل لاعب في آسيا على مدار السنوات الخمس الماضية.
ويعتقد الألماني يورغن كلينسمان، مدرب المنتخب الكوري، أنه من "حق" المشجعين الكوريين انتظار فوز فريق يقوده سون هيونغ مين للفوز بكأس آسيا بعد 63 عاما من الانتظار.
صورة من: Lee Jin-man/AP Photo/picture alliance
كيم مين جاي - نجم دفاع بايرن ميونيخ
بعد موسم رائع رفقة نابولي والتتويج معه بلقب الدوري الإيطالي، انتقل نجم دفاع كوريا الجنوبية إلى بايرن ميونيخ الألماني الصيف الماضي، في صفقة هي الأغلى للاعب آسيوي (60 مليون يورو). وفرض كيم (27 عاما) نفسه في التشكيلة الأساسية لمدرب البافاري توماس توخل. والآن يعول عليه المنتخب الكوري كثيرا ليكون صمام الأمان في هذه البطولة القارية.
صورة من: Nigel Roddis/Getty Images
سالم الدوسري – يتمنى مواصلة التألق في قطر
يحتفظ الدوسري بذكريات جميلة من قطر بعد تسجيله أحد أجمل الأهداف في مونديال 2022 ضد الأرجنتين. وتوج بلقب أفضل لاعب في آسيا عام 2022. يعتبر الدوسري (32 عاما) أحد أفضل لاعبي القارة منذ فترة طويلة، وأحد أقوى لاعبي الهلال. شارك في مباراة لا تنسى مع فياريال الإسباني خلال فترة الإعارة في عام 2018، حيث ساعد فريقه على العودة من تأخره بهدفين إلى التعادل 2-2 مع ريال مدريد بعد نزوله احتياطيا في الشوط الثاني.
صورة من: Ricardo Mazalan/AP Photo/picture alliance
مهند علي - نجم العراق المتألق
شهدت بطولة آسيا 2019 في الإمارات ولادة نجوميته، وتلقى حينها عدة عروض من أندية أوروبية. وها هو الآن يقف أمام مشاركته الآسيوية الثانية، رغم أنه بعمر الـ23. فرض مهند علي نفسه كأحد نجوم المنتخب العراقي، وينتظر أن يقدم "ميمي" لاعب نادي الشرطة مستوى كبيرا مع بقية "أسود الرافدين"، ليعيدوا ذكريات تتويج العراق بلقب آسيا عام 2007.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Sahib
تاكيفوسا كوبو - نجم ريال سوسييداد
يشهد لاعب وسط ريال سوسييداد مرحلة تألق في إسبانيا، وهو الذي بدأ طريق النجومية منذ انضمامه إلى أكاديمية برشلونة في سن الـ10، وأطلق عليه حينها لقب "ميسي اليابان". خاض كوبو (22 عاما) هذا الموسم 25 مباراة مع فريقه في جميع المسابقات، فسجل 6 أهداف وصنع 3 تمريرات حاسمة ضمن الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا. ويرتبط حاليا اسمه بالانتقال إلى مانشستر يونايتد. يأمل مدرب اليابان في أن يقود المنتخب إلى اللقب.
صورة من: Oscar J. Barroso/ZUMA Wire/imago images
تاكيهيرو تومياسو – نجم دفاع أرسنال
يقدم المدافع الياباني تومياسو أداء متميزا مع أرسنال في مختلف المسابقات، ما دفع بايرن ميونيخ للتفكير جديا في ضمه إلى صفوفه، لتميزه باللعب في مركزي المدافع المركزي والظهير. انضم تومياسو (25 عاما) إلى أرسنال في 2021 قادما من بولونيا الإيطالي، وعانى من الإصابة، لكنه عاد ليقدم موسما رائعا مع النادي اللندني، ما جعله أحد أبرز مدافعي آسيا، والآمال معقودة عليه ليساعد اليابان في حصد اللقب القاري.
صورة من: Justin Setterfield/Getty Images
مهدي طارمي – نجم بورتو البرتغالي
لم تفز إيران بكأس آسيا منذ 1976 لكن وجود مهاجم بورتو، مهدي طارمي، يعزز من حظوظها في إنهاء هذا الصيام. من المنتظر أن يشكل طارمي (31 عاما) شراكة هجومية خطيرة مع مهاجم روما سردار أزمون. وكان طارمي على وشك التوقيع مع ميلان الإيطالي الصيف الماضي، وربما تعيده بطولة كأس آسيا إلى الواجهة مجددا، في حال قدم عروضا قوية.
صورة من: Ricardo Mazalan/AP Photo/picture alliance