شنت القوات الأميركية أكثر من 120 غارة ضد جهاديين في اليمن هذا العام في اطار حملة تعززت مع وصول دونالد ترامب للسلطة. كما شنت اليوم قوات التحالف العربي غارات على مواقع للحوثيين في محيط صنعاء غداة اعتراض صاروخ فوق الرياض.
إعلان
أعلن مسؤولون من وزارة الدفاع الأمريكية اليوم (الخميس 21 ديسمبر/ كانون الأول 2017) ان غالبية الغارات الجوية الـ 120 للجيبش الأمريكي خلال عام 2017 استهدفت تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، الذي تقول الولايات المتحدة انه يخطط لتنفيذ اعتداءات على اراضيها.
كذلك نفذ البنتاغون ضربات ضد الفرع اليمني لتنظيم "الدولة الاسلامية" الذي تقول وزارة الدفاع الاميركية انه تضاعف حجما على مدى العام الماضي. وبالإضافة الى الغارات، التي يرجح ان تكون بغالبيتها نفذت بواسطة طائرات مسيّرة (من دون طيار)، شنت القوات الاميركية سلسلة من العمليات الميدانية.
وقال اللفتانانت كولونيل ايرل براون المتحدث باسم القيادة العسكرية المركزية الأميركية "لقد ساعدت هذه العمليات في القضاء على شبكات ارهابية، وجعلت جمع المعلومات الاستخبارية، والاستهداف اللاحق ومتابعة العمليات اكثر انتاجية وفاعلية".
وأعلنت القيادة العسكرية المركزية الأميركية أن غارات اميركية على محافظة البيضاء في وسط اليمن ادت في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الى مقتل مجاهد العدني، القيادي في تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب والآتي من محافظة شبوة المجاورة.
وتعتبر واشنطن فرع القاعدة في اليمن - "قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب" - اخطر فروع تنظيم القاعدة في العالم.
ويشهد اليمن منذ اكثر من سنتين حربا اهلية مدمرة بين الحكومة المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من ايران الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء. واستغل تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب الحرب للتمدد جنوبا وشرقا.
وبعيد وصوله الى الرئاسة في كانون الثاني/يناير، منح ترامب القادة العسكريين الاميركيين حرية اوسع في شن غارات وضربات في اليمن.
وقتل أكثر من 8700 شخص اغلبهم مدنيون منذ تدخل تحالف عسكري تقوده السعودية في الأزمة في اذار/ مارس 2015.
هذا وشنت طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية اليوم سلسلة غارات في محيط مدينة صنعاء وفي مناطق اخرى من البلد الغارق في نزاع مسلح، غداة اعتراض صاروخ بالستي فوق الرياض أطلقه الحوثيون.
في هذا الوقت، شن مسلحون مجهولون هجوما مباغتا على منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل على أيدي المتمردين، وقتلوا بعض حراس المبنى من الحوثيين.
ح.ز/ ح.ح (أ.ف.ب)
السعودية والمستنقع اليمني - حرب مكلفة
رغم مرور 33 شهراً على بدء العمليات العسكرية السعودية ضد الحوثيين وحليفهم السابق علي عبد الله صالح، إلا أن تلك الحملة لم تحقق الكثير؛ فالكلفة الاقتصادية كبيرة والتنديد الدولي يتصاعد ومؤخراً أصبحت الرياض في مرمى الصواريخ.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين وحليفهم السابق الرئيس المقتول علي عبدالله صالح. يقول المشاركون فيه إنه جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن. وذلك بعد بسط الحوثيين وقوات صالح نفوذها على مناطق واسعة.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
يرى مراقبون أن الكلفة الباهظة مالياً وبشرياً في ظل الفشل في تحقيق انتصارات على أرض المعركة أدخل المملكة السعودية في مأزق، لا سيما مع انخفاض واردات النفط وهو ما تجسد في تفاقم العجز في الموازنة العامة للمملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Pain
أعلن وزير المالية السعودي، محمد بن عبد الله الجدعان، أن العجز في الميزانية السعودية خلال الربع الثالث من العام الجاري 2017 بلغ 7.48 مليار ريال، وبلغ الدين العام بنهاية الربع الثالث من السنة المالية الحالية 8,375 مليار ريال سعودي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Hasan Jamali
وبعد مرور ما يقرب من 33 شهراً على بدء هذه الحملة العسكرية تتزايد الصعوبات على المملكة بشأن التدخل العسكري في اليمن، إذ ان التفهم الدولي الذي قوبل به التدخل العسكري في بدايته اختفى وحل بدلاً منه انتقادات دولية لا سيما على الصعيد الإنساني.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
أكدت "منظمة هيومن رايتس ووتش" أن التحالف العربي بقيادة السعودية استخدم صواريخ عنقودية في عدة هجمات بمحافظة حجة شمال غرب اليمن ممّا أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. ودعت المنظمة إلى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق.
صورة من: DW/M. al-Haidari
وخلّفت هذه الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، وجعلت نحو 80% من سكان البلاد، البالغ عددهم حوالي 27 مليون نسمة، بحاجة إلى المساعدات. وتسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصاً منذ آذار/مارس 2015 وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الآلاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.
صورة من: obs/UNO-Flüchtlingshilfe/UNHCR/M. Hamoud
ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة فقد "بلغ إجمالي الوفيات بسبب مرض الكوليرا 2230 حالة، في حين بلغ عدد وفيات وباء الديفتيريا أكثر من 300 حالة، كما تفشت الأمراض بسبب انعدام الأمصال الواقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Al-Ansi
شكل مقتل الرئيس السابق والحليف السابق للحوثيين، علي عبد الله صالح، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول على أيدي الحوثيين ضربة أخرى للجهود السعودية التي راهنت على قدرة صالح على حسم الوضع عسكرياً بعد أن انقلب على الحوثيين قبل أيام من مصرعه.
صورة من: Reuters/Houthi Security Services Media
في 19 ديسمبر/ كانون الأول أعلنت السعودية تصديها لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه الرياض، في حين أعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ أطلقه مسلحو جماعة الحوثي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وعلى خلفية ذلك، وجهت السعودية هجوماً حاداً على إيران، واتهمتها بتزويد الحوثيين بمثل هذا الصواريخ.
صورة من: Reuters
أكد بهنام بن طاليبل المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات لفرانس برس أن هذه الصواريخ تعتبر "استنزاف إيراني لأموال السعودية، والهدف هو إطالة أمد الحرب". وقال إن رغبة إيران الواضحة في المخاطرة بنقل صواريخ إلى الحوثيين تشير إلى أن ساحة المواجهة في اليمن "ربما ليست هامشية لإيران كما كان يعتقد من قبل".
صورة من: Getty Images/AFP/S. al-Obeidi
فرضت السعودية حصاراً خانقاً على منافذ اليمن البحرية والجوية بعد إطلاق الصاروخ في اتجاه الرياض، بسبب مخاوفها من تهريب الأسلحة إلى داخل اليمن، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، وأدى إلى زيادة الضغوط الدولية على الرياض. إعداد: علاء جمعة