كشفت وزارة الدفاع الأمريكية أن القوات العراقية تسيطر على ثلث مدينة الفلوجة، فيما أكدت مصادر عسكرية عراقية أن المعارك لا تزال متواصلة في بعض أحياء المدينة. وكان رئيس الوزراء العراقي قد أعلن تحرير المدينة من سيطرة "داعش".
إعلان
قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاغون) ماثيو آلان إن ما تم تحريره من قبل القوات البرية العراقية يشكل "نحو ثلث مدينة الفلوجة، فيما لا يزال الصراع مستمرا في باقي المدينة. وأكد المسؤول الأمريكي أن بلاده ستواصل دعم الحكومة العراقية لطرد تنظيم "الدولة الإيلامية" (داعش) من الفلوجة، مؤكدا أن "المعركة كانت وستظل صعبة".
من جانبها أعلنت مصادر أمنية عراقية اليوم الثلاثاء (21 حزيران/ يونيو 2016) أن القوات العراقية سيطرت على مناطق جديدة في مدينة الفلوجة بغرب بغداد، في إطار العملية العسكرية المستمرة لاستعادتها من "داعش". وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي لفرانس برس إن "القوات الأمنية استطاعت تطهير مناطق الجغيفي الثانية ومنطقتي الضباط الأولى والثانية والحي العسكري والشرطة من تنظيم داعش".
وتقع هذه المناطق في الجانب الشمالي والشمالي الشرقي من المدينة الواقعة على بعد 50 كلم غرب بغداد. وأكد العقيد جمال الجميلي من قوات طوارئ شرطة الأنبار، لذات الوكالة، أن القوات الأمنية طهرت المناطق الخمس، مشيرا إلى أنها "ذات أهمية كبيرة كونها كانت خط صد (دفاع) لمسلحي داعش".
نازحو الفلوجة... لهيب الشمس ونقص في الحاجيات الأساسية
تتهدد كارثة إنسانية عشرات الآلاف من النازحين من الفلوجة. فقد عجزت المنظمات الإغاثية عن مد يد العون للأعداد الكبيرة منهم واكتظت مخيمات اللجوء بأضعاف طاقتها الاستيعابية. العديد منهم افترشوا الأرض وتلحفوا السماء.
صورة من: Reuters/Th. Al-Sudani
ذكر تقرير "المجلس النرويجي للاجئين" أن "التقديرات الكلية لأعداد النازحين من الفلوجة مذهلة"، فقد بلغ عددهم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة 30 ألف شخصاً".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Al-Dulaimi
حذر "المجلس النرويجي للاجئين"، الذي يدير عددا من مخيمات اللجوء بجوار الفلوجة من مخاطر خروج الأمور عن السيطرة، وسط نقص حاد في عدد الخيام والتزويد بالمياه.
من المتوقع أن تصل درجات الحرارة خلال هذا الأسبوع إلى 45 درجة مئوية تحت الظل، مما قد يزيد أوضاع النازحين سوءآ.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Al-Dulaimi
حسب تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، فإن أكثر من 80 ألف نازح أجبروا على مغادرة منازلهم منذ بدء الهجوم على الفلوجة، معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، المعروف إعلامياً باسم "داعش".
صورة من: UNHCR
ذكرت المفوضية في بيان لها أن"وكالات الإغاثة تبذل أقصى جهودها لمواجهة الأوضاع البائسة هناك بشكل سريع، وقال أحد المساعدين "نحن نجهز أنفسنا لمواجهة موجة نزوح جديدة في الأيام القليلة المقبلة".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Al-Dulaimi
قالت منسقة الأمم المتحدة للإغاثة الإنسانية في العراق، ليزا غراند:"سار النازحون على أقدامهم عدة أيام. وقد تركوا كل شيء خلفهم، حيث فقدوا كل شيء فأصبحوا في أشد الحاجة إلى كل شيء.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Al-Dulaimi
مرحاض واحد فقط لحوالي 1800 نازح في المخيمات ، حيث بلغت ظروف النظافة السيئة هناك درجة لا يمكن تحملها.
صورة من: Reuters/T. Al-Sudani
حسب "المجلس النرويجي للاجئين" مازال آلاف الأشخاص، خاصة من بين الشرائح الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال والنساء والمرضى، محاصرين وسط الفلوجة.
صورة من: Reuters/Th. Al-Sudani
8 صورة1 | 8
من جانبه، أكد الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية أن "القوات الأمنية تتقدم بمحاذاة نهر الفرات" في الجانب الغربي من المدينة. وأضاف لفرانس برس أن "قواتنا تتقدم داخل أحياء الجمهورية (وسط) وعند أطراف الرصافي والمعلمين ونيسان" في الجانب الشمالي من المدينة. وأشار إلى معارك بين قوات الأمن والجهاديين في حي الجولان بشمال المدينة.
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان قد أعلن مساء الجمعة الماضية في كلمة بثها التلفزيون أن "الفلوجة عادت إلى حضن الوطن وقواتنا سيطرت على قضاء الفلوجة وأحكمت سيطرتها على داخل المدينة، وما زالت هناك بعض البؤر التي تحتاج إلى تطهير في الساعات المقبلة".