البنتاغون: سوريا قادرة على شن هجمات كيماوية في المستقبل
١٩ أبريل ٢٠١٨
أعلن البنتاغون أن النظام السوري لا يزال قادراً على شن هجمات كيمياوية لكن بمستوى محدود. وقالت الخارجية الأمريكية إنها لديها معلومات بأن سوريا ورسيا تحاولان "تطهير" موقع الهجوم الكيماوي المفترض بدوما وتأجيل وصول المفتشين.
إعلان
قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية الخميس (19 أبريل/ نيسان 2018) إن الولايات المتحدة لديها معلومات موثوقة تشير إلى أن روسيا وسوريا تحاولان "تطهير" موقع الهجوم الكيماوي المفترض في سوريا فيما تحاولان أيضاً تأجيل وصول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لموقع الهجوم الكيماوي.
وقالت المتحدثة هيذر ناورت في إفادة صحفية "لدينا معلومات موثوقة تشير إلى أن مسؤولين روساً يعملون مع النظام السوري لمنع وتأجيل وصول هؤلاء المفتشين إلى دوما... مسؤولون روس عملوا مع النظام السوري لتطهير المواقع التي شهدت الهجمات المشتبه بها وإزالة الأدلة التي تثبت استخدام أسلحة كيماوية".
"سوريا لا تزال لديها قدرات كيمياوية محدودة"
بينما قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اليوم الخميس أيضاً إن الحكومة السورية لا تزال تملك القدرة على شن هجمات كيماوية محدودة في المستقبل رغم عدم وجود مؤشرات على أنها تستعد لشن مثل هذه الهجمات.
وجاء ذلك بعد أقل من أسبوع على ضربات أميركية وفرنسية وبريطانية، رداً على هجوم كيماوي مفترض في نيسان/ أبريل الحالي على دوما في الغوطة الشرقية، أوقع 40 قتيلاً على الأقل.
وقال الجنرال كينيث ماكنزي مدير هيئة الأركان العسكرية الأمريكية المشتركة إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا تزال لديه قدرات كيميائية "متبقية" في عدد من المواقع في مختلف أنحاء البلاد. وأضاف أمام صحافيين في البنتاغون "سيتمكنون من شن هجمات محدودة في المستقبل"، لكنه أضاف أن لا معلومات لديه بالتحضير لهجوم جديد. وتابع "عليهم التيقظ بينما يدرسون آلية تنفيذ هذه الهجمات والقلق لأننا نراقبهم ولدينا القدرة على ضربهم مجدداً إذا دعت الحاجة إلى ذلك".
روسيا تختبر الغرب؟
ومن جانبها أكدت روسيا الخميس العثور على اسطوانات مصدرها ألمانيا تحتوي على مادة الكلور و"قنابل دخانية" بريطانية في الغوطة الشرقية، الجيب السابق لفصائل المعارضة في سوريا، والتي شهدت في مطلع نيسان/ أبريل هجوماً كيمياوياً مفترضاً.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا أن "القوات الحكومية السورية عثرت في الأراضي المحررة في الغوطة الشرقية على مستوعبات فيها كلور من ألمانيا... وقنابل دخانية تم تصنيعها في سالزبري (جنوب انجلترا)".
يذكر أن سالزبري هي المدينة التي تم تسميم عميل روسي سابق فيها بغاز أعصاب، واتهمت بريطانيا روسيا بالوقوف وراء العملية.
ولا يزال يتعذر على فريق الأمم المتحدة المكلف التحقيق حول الهجوم الكيماوي المفترض التوجه إلى المكان الخميس لأسباب أمنية. كما تعرضت مهمة استطلاع لإطلاق نار قبل بضعة أيام.
ودمرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فجر السبت الماضي ثلاثة أهداف مرتبطة ببرنامج الأسلحة في سوريا. وكان أهم الأهداف مركز برزة للبحوث العلمية، الذي خلصت المخابرات الأمريكية إلى أنه اشترك في إنتاج واختبار تكنولوجيا الحرب الكيماوية والبيولوجية.
قوات حكومية تدخل الضمير
وفي سياق آخر دخلت القوات الحكومية السورية مساء الخميس إلى بلدة الضمير في ريف دمشق بعد انتهاء عملية اخراج مقاتلي فصيل "جيش الإسلام" منها بموجب اتفاق بين الطرفين، وفق ما ذكر الإعلام السوري الرسمي.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) "الانتهاء من إخراج إرهابيي جيش الإسلام وعائلاتهم من بلدة الضمير إلى منطقة جرابلس" في شمال البلاد.
وتوصلت دمشق الثلاثاء الى اتفاق ينص على اخراج مقاتلي جيش الاسلام من البلدة الواقعة في منطقة القلمون الشرقي. ونص الاتفاق على اخراج نحو 1500 مقاتل مع 3500 من عائلاتهم الى شمال سوريا، وفق سانا. وإثر اعلان الاتفاق، سلم الفصيل المعارض اسلحته الثقيلة والمتوسطة قبل أن تتم عملية الاجلاء الخميس.
ص.ش/ع.غ (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
ضرب أهداف محددة في سوريا ردا على "كيماوي دوما"
بعد أسبوع من وقوع هجوم في دوما، يفترض أن يكون النظام السوري استخدم خلاله أسلحة كيماوية، أعلن الرئيس الأمريكي ترامب قيام قوات بلاده بالتعاون مع فرنسا وانجلترا بضرب أهداف "دقيقة" لها علاقة ببرنامج الأسلحة الكيماوية للأسد.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/S. Walsh
ترامب ينفذ تهديداته
نفذت الولايات المتحدة بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا هجمات جوية على سوريا فجر السبت (14 أبريل/ نيسان 2018). وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الضربات استهدفت ثلاث مناطق لها علاقة بإنتاج الأسلحة الكيماوية. وذلك بعد أسبوع من هجوم كيماوي محتمل على بلدة دوما وتهديد ترامب بتوجيه ضربة لسوريا، فقد اتهمت الدول الثلاث نظام الأسد بالوقوف وراء الهجوم.
صورة من: Reuters/Twitter/French Military
أهداف تحيط بدمشق
المواقع التي قُصفت تضمنت مطار الشراعي بغربي دمشق في منطقة الديماس قرب الحدود اللبنانية. كما أصاب الهجوم موقعا في مدينة مصياف ومستودعات للجيش في شرق القلمون ومنطقة الكسوة جنوبي دمشق وموقعا في منطقة جبل قاسيون المطلة على دمشق، حسب مصدر مقرب من النظام السوري.
صورة من: picture alliance/AP Photo/H. Ammar
ضرب المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية
قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن الهجوم أصاب أيضا منشأة للأبحاث العلمية في دمشق حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن المنشأة تستخدم في تطوير وإنتاج واختبار أسلحة كيماوية وبيولوجية. بينما قالت باريس إن الضربات استهدفت المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية وموقعي إنتاج في سوريا.
صورة من: Imago/Xinhua/A. Safarjalani
أعلام سوريا وإيران وروسيا في شوارع دمشق
عندما طلع النهار على دمشق خرج المتظاهرون حاملين الأعلام السورية والروسية والإيرانية وصور الأسد. ونددت الخارجية السورية بـ"العدوان البربري الغاشم". بينما قالت الخارجية الإيرانية في بيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها، الذين قاموا بالعمل العسكري ضد سوريا "رغم غياب أي أدلة مؤكدة... سيتحملون المسؤولية عن تداعيات سياسة المغامرة على مستوى المنطقة وما يتجاوزها".
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
ترامب: ضربات دقيقة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض أن هذه الضربات هي قصاص لاستخدام حكومة الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبها. وأضاف "إنها ليست أفعال إنسان وإنما جرائم ارتكبها وحش" وأوضح ترامب أنها "ضربات دقيقة" قصدت أهدافا لها علاقة ببرنامج الأسلحة الكيماوية للأسد.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
فرنسا أبلغت روسيا قبل الضربات
قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إن الجيش الفرنسي استهدف المركز الرئيسي للبحوث الكيماوية في سوريا ومنشأتين أخريين وإن باريس أخطرت روسيا قبل تنفيذ الضربات. وكانت الوزيرة تتحدث بعد ساعات من إصدار الرئيس إيمانويل ماكرون أمرا بتدخل عسكري في سوريا مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضافت للصحفيين "لا نتطلع لمواجهة ونرفض أي منطق للتصعيد. وهذا هو السبب في أننا وحلفاءنا تأكدنا من تنبيه الروس مسبقا".
صورة من: Reuters/Twitter/Emmanuel Macron
اعتراض "عدد كبير" من الصواريخ
أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الولايات المتحدة وحلفاءها أطلقوا أكثر من مئة صاروخ على سوريا، مشيرة إلى أن القوات السورية اعترضت "عددا كبيرا" منها. وقال فلاديمير دجاباروف الذي يتولى منصب نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، إن موسكو ستدعو على الأرجح لاجتماع في مجلس الأمن الدولي لمناقشة الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية على سوريا.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Antonov
سبع سنوات ولانهاية في الأفق
دخلت الأزمة السورية عامها الثامن في (مارس/ آذار 2018)، ولا تبدو نهاية في الأفق. ورغم استرجاع بشار الأسد لمناطق كثيرة من أيادي المعارضة وتنظيمات أخرى متطرفة وإرهابية، إلا أنه لا يستطيع بسط نفوذه على بلده. ويقدر ضحايا الحرب السورية حتى الآن بنحو 480 ألف قتيل من كافة الجبهات، بينهم 19 ألف طفل، كما نزح 11 مليون شخص، وبلغ عدد اللاجئين خارج سوريا 5.5 مليون سوري. إعداد: صلاح شرارة