وافق البرلمان الألماني (البوندستاج) أمس الخميس (28 مايو/أيار 2009) بعد سنوات من الجدل على مشروع قانون يسمح بحصول المدمنين ذوي الحالات الحرجة على الهيروين الاصطناعي من الصيدليات في ألمانيا بناء على موافقة الطبيب المختص عن طريق وصفة طبية "روشتة".

وجاءت موافقة البرلمان الألماني علي مشروع القانون الذي تقدم به الحزب الاشتراكي الديمقراطي بأغلبية 349 عضوا واعتراض 198 عضوا وامتناع ثلاثة أعضاء عن التصويت.

تأييد معظم الأحزاب الألمانية

وحظي مشروع القانون بتأييد الكتلة البرلمانية لأحزاب الخضر والليبراليون واليسار بينما عارضته الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي، الذي تنتمي إليه المستشارة أنجيلا ميركل، بعد رفض البرلمان طلبها بإجراء المزيد من الدراسات على هذا الإجراء. وحذر متحدث باسم ميركل بأن ما يصل إلي 80 ألف مدمن سوف يستفيدون من القانون الجديد فيما وضع خبراء المخدرات هذا الرقم عند 2000 أو 3000 شخص فقط.

وفي هذا السياق قال ديتليف بار من الحزب الليبرالي الديمقراطي إن المشرع الألماني أدى من خلال هذا المشروع مسؤولية إنسانية لافتا في ذات الوقت إلى أن عدد القتلى نتيجة الإدمان على المخدرات ينبغي أن لا يزداد. وبدوره رحب هارالد تيربه من حزب الخضر بمشروع القانون.

جرعات هروين تحت إشراف الدولة

ويقضي القانون الجديد بصرف جرعات خاصة من عقار الديامورفين "الهيروين الصناعي" تحت إشراف الدولة للأشخاص الذين يزيد عمرهم على 23 عاما وأدمنوا الأفيون منذ خمسة أعوام على الأقل بشرط ثبوت فشل طريقتين على الأقل لعلاجهم من الإدمان. إلى جانب ذلك سيتم إدراج الهيروين الصناعي ضمن العقاقير المخدرة التي لا يمكن صرفها إلا بوصفة طبية.

ويأمل مؤيدو مشروع هذا القانون في أن تساهم هذه الخطوة في إخراج المدمنين من دوامة تعاطي المخدرات وأن تمكنهم أيضا من الابتعاد عن المحيط الإجرامي الذين عادة ما يعيشون ويتحركون فيه للحصول على جرعاتهم اليومية مع ضرورة أن يخضع المدمنون بموازاة ذلك إلى العلاج النفسي وإعادة التأهيل الاجتماعي.

(ط.أ/ د ب أ)

تحرير: هيثم عبد العظيم