البوندستاغ يعتزم وصف قتل الأرمن بـ"الإبادة الجماعية"
٢٦ مايو ٢٠١٦
يستعد البوندستاغ للمناقشة توصية تقر بأن ما تعرض له الأرمن في عهد تركيا الفتاة كان إبادة جماعية، وفي حال تمّ ذلك سيكون أول قرار من نوعه وسط تخوفات من أن خطوة كهذه من شأنها زعزعة مسار العلاقات الثنائية بين تركيا وألمانيا.
إعلان
يعمل نواب في البوندستاغ الألماني على إعداد مشروع قرار يقر للمرة الأولى بتعرض الأرمن للإبادة خلال حكم السلطنة العثمانية قبل نحو مئة عام، كما يعترف بان ألمانيا تتحمل "جزءا من المسؤولية" عن هذه الجرائم، حسب مشروع القرار الذي اطلعت وكالة فرانس برس على نصه اليوم الخميس (26 مايو/ أيار 2016).
وجاء في مشروع القرار الذي يحمل عنوان "ذكرى إبادة الأرمن مع أقليات مسيحية أخرى قبل مئة عام وعام" أن مجلس النواب الألماني (البوندستاغ) "يأسف للأعمال التي قامت بها حكومة تركيا الفتاة في تلك المرحلة، والتي أدت إلى إبادة شبه كاملة للأرمن".
وتقدم الائتلاف الحكومي في برلين الذي يضم اليمين واليسار على حد سواء بمشروع القرار بالتعاون مع حزب الخضر المعارض.
ويشير مشروع القرار أيضا إلى "ترحيل وإبادة مدبَّرين لأكثر من مليون أرمني"، على أن يعرض على التصويت الخميس المقبل. كما يعرب مشروع القرار عن أسفه "للدور المؤسف الذي قام به الرايخ الألماني الذي، بصفته الحليف العسكري الأساسي للسلطنة العثمانية ورغم المعلومات الواضحة من دبلوماسيين ومبشرين ألمان تتعلق بالترحيل والإبادة بحق الأمن، لم يتخذ أي خطوة لوقف هذه الجرائم ضد الإنسانية".
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري
صورة من: picture-alliance/dpa
8 صورة1 | 8
ويدور النقاش حول إقرار هذا المشروع منذ أكثر من عام داخل أروقة البرلمان الألماني، غير أن مكتب المستشارية ووزارة الخارجية سعتا إلى إرجاء التصويت في أكثر من مناسبة، كان آخرها في أبريل/ نيسان من العام الماضي، حين قدم حزب الخضر توصية بهذا الشأن حملت عنوان "الإبادة الجماعية".
وحذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من الإقدام على هذه الخطوة التي من شأنها زعزعة العلاقات الألمانية التركية وذلك في وقت في غاية الحساسية بالنسب لأوروبا التي تعتمد على تركيا في عملية وقف تدفق اللاجئين بموجب الإتقاق النركي الأوروبي حول الهجرة.
وتتهم تركيا الذين يعتبرون أن ما حصل في تركيا أعمال إبادة بأنهم "يدعمون المطالب القائمة على الأكاذيب الأرمينية".