1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البوندسليغا بدون جمهور.. إخضاع اللاعبين للحجر بعد كل مباراة؟

١٦ أبريل ٢٠٢٠

يرغب عشاق كرة القدم الألمانية بأن تستأنف منافسات الدوري (بوندسليغا) ولو بدون جمهور، وذلك بعد أن تم تعليق المسابقة بسبب تفشي وباء فيروس كورونا. ولكن ما مدى واقعية تحقيق رغبة الجمهور؟ وما هي مخاطر تحقيق هذه الرغبة؟

في الصورة جماهير فريق مونشنغلادباخ تضع صوراً في المدرجات عوضاً عن الجمهور
عشاق كرة القدم يريدون استمرار مباريات البوندسليغا، ولو بدون جمهور. صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd

وافقت المستشارة أنغيلا ميركل ورؤساء الولايات الـ16 يوم الأربعاء (15 نيسان/أبريل 2020) على تمديد تدابير التباعد الاجتماعي حتى 3 أيار/مايو المقبل على الأقل وحظر كل الأحداث الكبرى حتى 31 آب/أغسطس المقبل.

ولم يتضح بعد فيما إذا كان هناك إمكانية لإقامة مباريات في دوري الدرجتين الأولى والثانية بدون جمهور. والكثير يمكن أن يعتمد على رؤية علماء الفيروسات، فأي مباراة تقام خلف الأبواب المغلقة ستشهد تواجد اللاعبين، المدربين، وسائل الإعلام، وممثلي الناديين، بالإضافة لقوات الأمن. لكن السؤال المطروح يتعلق بمدى خطورة وجود عشرات الأشخاص في الملعب.

وفقا لأولف ديتمر، مدير معهد الفيروسات في إيسن، وخبراء آخرين فإن هذا الأمر يمكن أن يكون أقل المشكلات. وقال: "أعتقد أن هناك قابلية لتوزيع 250 شخصاً في ملعب كرة قدم مع الامتثال لقواعد تباعد المسافة"، ويضيف: "لكن التلامس الجسدي بين اللاعبين أمر محتوم في كرة القدم، وتوصية التباعد الاجتماعي لمسافة 2 متر لن تكون ممكنة".

ما مدى إمكانية انتقال العدوى في كرة القدم؟

يعتبر خبراء الفيروسات أن خطر الإصابة بالعدوى مرتفع بسبب التلامس الجسدي. وقال ديتمر إن اللعب مع ارتداء كمامة "غير معقول"، ويبرر ذلك بأنه "لا يمكن للشخص أن ينافس أو يلعب لوقت طويل مرتدياً كمامة مقاومة للعدوى على فمه وأنفه بسبب تأثيرها على التنفس، ويضيف: "نوع آخر من الكمامات غير المحكمة سيتم فقدانه في حالة حدوث عرقلة ولن يساعد".

ويقول البعض إنه يمكن أن يتم إخضاع اللاعبين والمدربين لفحوص الكشف عن فيروس كورونا كل ثلاثة أيام للسماح باستئناف الدوري، ولكن هذا سيتطلب مجهوداً ضخماً، بحسب ديتمر، إذ سيكون هناك حاجة لما يقرب من 20 ألف فحص لإنهاء الموسم.

هل يمكن تبرير هذه الفحوصات؟

تواجه البوندسيلغا معارضة بشأن هذا الأمر، وأعرب ديتمر عن مخاوفه، قائلاً :" لا يوجد لدينا مراكز فحص لا نهائية. يجب أن نستخدم فحوصاتنا بشكل متعقل ليستفيد منها الذين بحاجة لها"، ويتابع: "لا أعلم إذا كان إجراء 20 ألف فحص لأشخاص ليسوا في مجموعة خطيرة وليست لديهم أي أعراض، أمراً أخلاقياً. أرى أن هذا شيء حرج إذا كانت الموارد للفحوصات لا تكفي".

ووفقاً لرأي ديتمر، ليس فقط هؤلاء المصابين، لكن الأشخاص الذين يتواصلون معهم أيضاً سيدخلون الحجر الصحي لأسابيع. وإذا استمرت هذه العادة، فإن استمرار المباريات خلف الأبواب المغلقة سيكون خطراً كبيراً، على حد تعبيره.

ماذا سيحدث إذا جاء فحص أحد اللاعبين إيجابياً؟

هذه المشكلة قد تكون العائق الأكبر. يقول ديتمر :"إذا لعبت كرة القدم طوال 90 دقيقة، سيكون هناك العديد من الاتصالات القريبة التي ستضطرك لقول إن هؤلاء  الأشخاص من مجموعة الاتصال الأولى مع الشخص المصاب- وهي المجموعة الأكثر تعرضاً للخطر- ستدخل الحجر الصحي. هذا هو الإجراء الذي تتبعه معظم السلطات الصحية".
ويقال إن رابطة الدوري الألماني لديها خطط تنص على عزل الفرق وكل المعنيين بشكل مباشر لأسابيع من أجل استمرار برنامج الدوري.

هل سيكون عزل اللاعبين شيئاً منطقياً؟

حتى لا يتعرض استئناف الموسم للخطر مرة أخرى، يبدو أن هذا الاجراء شبه حتمي. وقال ديتمر: "على الأرجح هذه هي الطريقة الوحيدة القابلة للتطبيق لإنهاء الموسم". وأشار إلى أن الاجراء الذي اتُخذ في مدينة ووهان الصينية، التي تفشى منها الفيروس في البداية هو "وضع العاملين في المجال الطبي بمن فيهم غير المصابين في الحجر الصحي. وكان مسموحاً لهم فقط البقاء في الفنادق دون أن يعودوا إلى بيوتهم بعد انتهاء العمل".

وأضاف ديتمر:" كان هذا هو نهج الصين. لا أعلم إذا كان هناك إمكانية لتطبيقه في بلد مثل ألمانيا. ولكن ربما تكون هذه هي الطريقة الوحيدة  لضمان عدم نقل العدوى الخارجية لهذه المجموعة".

  

متى يمكن لعب كرة القدم بحضور الجماهير؟
 

يعتقد العديد من السياسيين وخبراء الفيروسات أن المباريات بحضور الجمهور لن تقام هذا العام. ويتفق ديتمر مع زملائه، مشيراً إلى أن هناك بيان صدر من الأكاديمية الألمانية للعلوم بأن الرياضة وكل الأحداث التي تتضمن عدداً كبيراً من الحضور لا يمكن إقامتها حتى  يتم إيجاد لقاح.

وقال ديتمر في إشارة لمباراة دوري أبطال أوروبا التي جمعت بين أتالانتا وفالنسيا في ميلان يوم 19 شباط/فبراير الماضي :"الدراما التي شاهدناها في برغامو ومازلنا نرى جزءاً منها كان أغلبها بسبب مباراة كرة قدم".


وتعد برغامو أحد المناطق الأكثر تضرراً من انتشار الفيروس في شمال إيطاليا. وقال ديتمر :" كرة القدم أمام الجمهور خطيرة للغاية، وفي أسوأ الحالات، يمكن أن تؤدي لوفاة العديد من الأشخاص مثلما حدث في برغامو".

م.ع.ح/ع.ش (د ب أ)

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW