تغييرات جمة طرأت على الدوري الألماني بنسخته الجديدة، من انتقالات لاعبين إلى وداع مدربين ومجيء آخرين، وصعود فرق بعد وداع أخرى. ومع اقتراب صافرة البداية إليكم البوندسليغا بلغة الأرقام والمعطيات في هذا التقرير.
إعلان
ما الجديد في البوندسليغا؟
سيبدأ موسم الدوري الألماني "البوندسليغا" الجديد 2024/25 في يوم الجمعة 23 آب/ أغسطس 2024، حيث سيلعب حامل اللقب باير ليفركوزن خارج ملعبه ضد بوروسيا مونشنغلادباخ. وسيلعب الوصيف شتوتغارت ضد فرايبورغ فيما يستضيف بوروسيا دورتموند فريق فرانكفورت.
وستختتم المرحلة الأولى من الدوري بمباراة سيخوضها بايرن ميونيخ خارج ملعبه ضد فولفسبورغ وتحت قيادة مدربه الجديد فينسنت كومباني.
وسيبدأ الدوري الألماني للسيدات في 30 آب/ أغسطس، وسيشهد هبوط فريق واحد فقط لأن الدوري الأول سيضم 14 فريقًا في موسم 25/26.
كما هو معتاد في ألمانيا، يبدأ الموسم المحلي للفرق المشاركة في البوندسليغا بالجولة الأولى من بطولة كأس ألمانيا، التي انطلقت قبل أسبوع في 16 آب/ أغسطس.
وبدأ الموسم لفريقي ليفركوزن وشتوتغارت مبكرا بعد خوض مباراة كأس السوبر الألماني (التي جمعت بين بطل الدوري وبطل الكأس في الموسم السابق)، والتي تغلب فيها باير ليفركوزن، بطل الدوري والكأس على شتوتغارت، ليحرز مسابقة كأس السوبر الألمانية للمرة الأولى في تاريخه بفوزه بركلات الترجيح 4-3 بعد تعادلهما 2-2 في الوقت الأصلي السبت 17 آب/ أغسطس.
سيلعب بايرن ميونيخ ضد ليفركوزن في 28 أيلول/ سبتمبر، بينما سيستضيف دورتموند بايرن في أول "كلاسيكو" للموسم الجديد في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر. وستبدأ فترة التوقف الشتوي في 23 كانون الأول/ ديسمبر.
في الموسم الجديد، هناك فريقان جديدان: هولشتاين كيل وسانت باولي، اللذان صعدا من الدرجة الثانية بينما هبط كولن (كولونيا) ودارمشتات من دوري الاضواء.
ويشارك هولشتاين كيل لأول مرة في البوندسليغا، بينما يعود سانت باولي بعد غياب دام 13 عامًا ولكن بقيادة مدرب جديد (ألكسندر بلسين) بعد أن غادر المدرب السابق فابيان هورزلر بعد الصعود لتدريب فريق برايتون في الدوري الإنجليزي الممتاز.
بايرن ميونيخ لديه مدرب جديد، هو قائد مانشستر سيتي السابق فينسنت كومباني، الذي تولى المهمة بعد قدومه من بيرنلي في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويواجه ضغوطًا كبيرة لتحقيق النجاح بعد أن أنهى بايرن الموسم الماضي دون أي لقب لأول مرة منذ عام 2012.
بوروسيا دورتموند أيضًا لديه مدرب جديد، حيث تولى الأسطورة السابقة للنادي نوري شاهين المهمة بعد رحيل إدين تيرزيتش الذي شهد موسمه الماضي تقلبات كبيرة، حيث واجه دورتموند صعوبات محليًا لكنه وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
كما أن غياب كريستيان شترايش عن خط التماس سيتطلب التأقلم. فقد رحل هذا المدرب الذي قاد فرايبورغ لمدة 12 عاما، تاركا الدوري بدون إحدى شخصياته البارزة. تولى اللاعب السابق يوليان شاستر المسؤولية. كما يوجد مدربون جدد في بوخوم (بيتر زايدلر) وأونيون برلين (بو سفينسون).
لن نشهد وجود ماركو رويس أو ماتس هوملز هذا الموسم، بعد أن غادرا البوندسليغا في نهاية الموسم الماضي. إيريك - ماكسيم تشوبو موتينغ غادر أيضًا، وكذلك اللاعب الموهوب شافي سيمونز الذي عاد إلى باريس سان جيرمان. بالإضافة إلى اعتزال سيباستيان روده، ماكوتو هاسيبي، باتريك هيرمان وتوني جانتشكي.
هل هناك انتقالات كبيرة؟
نعم، شهد البوندسليغا العديد من الانتقالات البارزة هذا الصيف. بايرن ميونيخ أنفق الكثير، حيث تعاقد مع عدد من اللاعبين الجدد. من بين هؤلاء المدافع الياباني هيروكو إيتو من شتوتغارت، والجناح الموهوب من كريستال بالاس مايكل أوليسيه، ولاعب الوسط الدفاعي جواو بالينيا من فولهام، الذي كان مطلوبًا منذ فترة طويلة.
بوروسيا دورتموند كان نشطًا أيضًا في سوق الانتقالات، حيث استقدم كلا من فالدمار أنتون وسيرهو غيراسي من شتوتغارت. غيراسي سجل 28 هدفًا في 28 مباراة مع شتوتغارت الموسم الماضي، وهناك أمل كبير أن يواصل تألقه مع الفريق الأصفر والأسود.
باير ليفركوزن، حامل اللقب، تعاقد مع الجناح الفرنسي مارتين تيريه. في المقابل، فقد فريق هايدنهايم، مفاجأة الموسم الماضي، اثنين من نجومه: يان-نيكلاس بيستي (انتقل إلى بنفيكا) وتيم كلايندينست (انتقل إلى غلادباخ).
هل يمكن لليفركوزن الدفاع عن لقب البوندسليغا؟
مع بقاء المدرب الذكي تشافي ألونسو والنجم فلوريان فيرتز، هناك شعور بأن كل شيء ممكن لليفركوزن. ورغم أن التحول من ملاحقين إلى مطاردين سيكون تحديًا، إلا أن ألونسو وفريقه لديهم كل الأسباب للاعتقاد بأنهم يمكنهم المنافسة على لقب الدوري للمرة الثانية على التوالي.
من هم اللاعبون الجدد والمثيرون الذين يجب متابعتهم؟
فرانكفورت تعاقد مع المهاجم الشاب البالغ من العمر 18 عامًا، جان أوزون، الذي تم استدعاؤه بالفعل لتمثيل منتخب تركيا. فبعد تألقه مع نورنبرغ الموسم الماضي، يبدو أن هذا الشاب سيبرز في بوندسليغا.
ماينز يمتلك لاعبًا شابًا آخر هو براجان جرويدا (19 عامًا)، الذي لفت انتباه مدرب ألمانيا يوليان ناغلسمان. قد يساهم موسم جيد آخر له في ترسيخ مكانته في منتخب ألمانيا.
بايرن ميونيخ يمتلك بول فانر، الذي ظهر لأول مرة مع النادي وهو في عمر 16 عامًا. بعد فترة إعارة ناجحة في الدرجة الثانية، سينضم إلى هايدنهايم على سبيل الإعارة للحصول على فرصة للعب بانتظام في الدوري.
أعده للعربية: عباس الخشالي
باير ليفركوزن - من الوصيف الدائم إلى بطل الدوري لأول مرة
لأول مرة في تاريخه، يتوج باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). ولفترة طويلة، كان يُنظر إليه على أنه فريق الفشل في اللحظة الحاسمة؛ إذ أن لديه تاريخاً مليئاً بخسارة الألقاب في اللحظات الأخيرة.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance
الافتتاحية ضد بايرن ميونيخ
تأسس فريق ليفركوزن عام 1904 كناد رياضي للعاملين في "شركة فاربين فابريك" (شركة فريدريش باير ليفركوزن سابقاً)، والتي أصبحت فيما بعد شركة باير اليوم. بقي الفريق يلعب في مسابقات الدرجات الدنيا لفترة طويلة. وفي عام 1979، بصفته بطل دوري الدرجة الثانية الشمالي، صعد الفريق إلى دوري الدرجة الأولى. وكانت مباراته الأولى في الدوري في أغسطس/آب 1979 في ملعب ميونيخ الأولمبي ضد بايرن (الصورة).
صورة من: Ludwig Hamberger/dpa/picture alliance
نجم من كوريا الجنوبية
أول نجم حقيقي في صفوف ليفركوزن في الدوري الألماني هو تشا بوم كون. انتقل المهاجم الكوري الجنوبي من آينتراخت فرانكفورت إلى ليفركوزن في عام 1983 وبقي معه لمدة ست سنوات، حتى أنهى مسيرته في ليفركوزن في عام 1989. في أيامه كان تشا بوم-كون هو نجم الجماهير المفضل وحقق الفريق معه لقبه الأول.
صورة من: Fritz Rust/picture alliance
كأس الاتحاد الأوروبي 1988
تمكن ليفركوزن من الظفر بكأس الاتحاد الأوروبي من إسبانيول برشلونة في عام 1988. في ذلك الوقت، كانت المباراة النهائية لا تزال تُلعب كمباراة إياب. خسر باير 3-0 في برشلونة، ولم تكن البداية مبشرة في لقاء الإياب. لكن في الشوط الثاني القوي سجل ليفركوزن ثلاثة أهداف وأدرك التعادل. ليذهب الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي فاز بها باير ليفركوزن 3-2، ليسجل الفريق أول لقب في مسيرته.
صورة من: Eissner/Kicker/IMAGO
كأس ألمانيا 1993
بعد خمس سنوات من نجاحهم في كأس الاتحاد الأوروبي، جاء اللقب الثاني، اللقب الذي توقفت عنده إنجازات ليفركوزن لسنوات طويلة. في نهائي كأس ألمانيا عام 1993، نجح الهداف أولف كيرستن ورفاقه بالفوز بصعوبة 1-0 على فريق الهواة حينها هيرتا برلين، الذي حقق مفاجأة كبرى بوصوله إلى النهائي. كان هذا النصر في برلين مبهجا لجماهير ليفركوزن، ولكنه بنفس الوقت بداية لمواسم جفاف طويلة.
صورة من: Liedel/Kicker/IMAGO
صانعو لقب "كوزن الوصيف"
كان ليفركوزن فريقاً متميزاً في نهاية التسعينات. تعاقد المدير الفني راينر كالموند (على اليمين) مع المدرب كريستوف داوم (على اليسار)، وتحت قيادته احتل باير المركز الثاني في الدوري الألماني ثلاث مرات (1997، 1999، 2000). فأطلق المنافسون اسم "Vizekusen" (كوزن الوصيف) على الفريق من باب السخرية، ولاحقاً حصلت الشركة التي يقع مقرها في ليفركوزن على براءة اختراع للاسم كعلامة تجارية.
صورة من: Roland Scheidemann/dpa/picture-alliance
خسارة لا تصدق للقب
في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الألماني في موسم 1999/2000، كان ليفركوزن يتقدم بثلاث نقاط على بايرن ميونيخ ويحتاج إلى نقطة واحدة فقط في مباراته مع أونترهاخينغ، الصاعد حديثاً للدرجة الأولى، ليفوز باللقب. وقال المدرب كريستوف داوم قبل المباراة: "لم يعد أحد يستطيع إيقافنا بعد الآن"، لكن هدف ميشائيل بالاك (يسار) بالخطأ في مرماه أدى إلى الهزيمة 2-0. ليفوز بايرن باللقب، ويترك لليفركوزن الخيبة مجدداً.
صورة من: Bernd Weissbrod/dpa/picture alliance
تشكيلة متخمة بالنجوم .. ولكن لا ألقاب
كان ليفركوزن في ذلك الوقت مدججاً باللاعبين الكبار مثل الدولي الألماني بالاك، والبرازيليان لوسيو وزي روبرتو (من اليمين إلى اليسار). كما بدأ لاعبون برازيليون آخرون، مثل باولو سيرجيو وإيمرسون، مسيرتهم الدولية في باير. وقد فازوا جميعا بالعديد من البطولات والكؤوس في مسيرتهم الكرويةة، ولكن فقط بعد مغادرتهم ليفركوزن.
صورة من: Ulmer/IMAGO
الوصيف في ثلاث بطولات في موسم واحد
في صيف عام 2002، أصيب الفريق بأقصى حالات متلازمة "Vizekusen": أولا: ضاعت على الفريق، تحت قيادة المدرب كلاوس توبمولر (الثالث من اليسار)، بطولة الدوري الألماني في آخر أيام البطولة، وجاء في المركز الثاني. ثم خسر فريق ليفركوزن أيضاً في نهائي الكأس أمام شالكه. لكن أكبر مباراة في تاريخ النادي والفرصة الثالثة للفوز بأهم لقب كانت امام ريال مدريد.
صورة من: Contrast/IMAGO
خسارة بصعوبة أمال "سوبر ريال" مدريد في 2002
لكن أهم نهائي لباير كان نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002 في غلاسكو ضد ريال مدريد. زين الدين زيدان (الصورة) يسجل هدف الفوز بتسديدة رائعة. كان أداء ليفركوزن محترماً لكنه حل في المركز الثاني مرة أخرى. وبعد ذلك بوقت قصير، حقق خمسة لاعبين ألمان من ليفركوزن وصافة كأس العالم ضد البرازيل، تحت قيادة المدرب الوطني رودي فولر، الذي لعب في السابق في ليفركوزن.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
خسارة مستحقة أمام بريمن في 2009
استغرق الأمر سبع سنوات حتى أتيحت لفريق ليفركوزن فرصة أخرى ليفوز بلقب. لكن باير ليفركوزن استحق الخسارة أمام فيردر بريمن في نهائي كأس ألمانيا 2009. نتيجة 1-0 لبريمن كانت رحيمة على ليفركوزن قياساً على أدائه. هدف المباراة كان بتوقيع مسعود أوزيل. المدير الرياضي الحالي سيمون رولفس (الثالث من اليسار) كان أيضاً على أرض الملعب مع ليفركوزن في ذلك الوقت. وفي الصورة أيضاً الدولي التونسي كريم حقي.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
انطلاقة قياسية - ولكن الوصافة بالانتظار
في عام 2011 تمكن الفريق، تحت قيادة المدرب يوب هاينكس (على اليمين)، من الحصول على المركز الثاني مرة أخرى. حتى أن هاينكس وفريقه سجلوا رقماً قياسياً في بداية الدوري الألماني مع 24 مباراة دون هزيمة. ومع ذلك لم يتمكن باير من الفوز بلقب الدوري، الذي توج به بوروسيا دورتموند. بعدها وقع هاينكس ومساعده بيتر هيرمان (يسار) مع نادي بايرن ميونيخ، وفازا معه بالثلاثية في عام 2013.
صورة من: augenklick/firo Sportphoto/picture-alliance
ميونيخ بالمرصاد
كان نهائي الكأس موسم 2020 قاتماً من الألف إلى الياء بالنسبة لفريق باير. لم يحضر الجمهور المباراة في ملعب برلين الأولمبي نظراً لقيود كورونا. وبسبب ضعف الأداء في الشوط الأول، لم يكن لدى ليفركوزن أي فرصة أمام بايرن ميونيخ وخسر النهائي 2-4. ليستمر مسلسل انتظار اللقب الأول بعد عام 1993.
صورة من: Jürgen Fromme/firo Sportphoto/picture alliance
عقلية جديدة مع تشابي ألونسو
في عز الأزمة الرياضية، حقق المدير الرياضي سيمون رولفس (يسار) ومديرو باير الآخرون ضربة حظ حقيقية في خريف 2022: فبعد الانفصال عن المدرب جيراردو سيواني، تولى تشابي ألونسو (يمين) قيادة الفريق. ليقودهم من المركز 17 إلى المركز السادس في الدوري، وإلى الدور نصف النهائي في مسابقة الدوري الأوروبي. وقبل كل شيء، فهو يطور عقلية الفوز الحقيقية لدى اللاعبين.
صورة من: Thomas Banneyer/dpa/picture alliance
وأخيراً.... ختامها مسك
وفي الموسم الحالي لم يسمح ألونسو وطاقمه بحدوث أي خطأ: لم يهزم الفريق بأي مباراة. في بعض المباريات حققوا الفوز في الثانية الأخيرة وأصبحوا أبطالاً بجدارة. ماذا سيفعلون الآن بلقبهم القديم "كوزن الوصيف"؟ هل سيصبح لقبهم "تشابي كوزن" أم "مايستر كوزن" (كوزن البطل)؟ وربما يكون هناك المزيد من الألقاب هذا الموسم: حيث لا يزال لدى باير 04 أيضاً فرصة للفوز بكأس ألمانيا وبالدوري الأوروبي.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance