البيان الختامي لمؤتمر دربان 2 - دلالات رمزية ورسالة قوية إلى العالم
٢٢ أبريل ٢٠٠٩صادق المشاركون في مؤتمر "دربان الثاني" للأمم المتحدة حول مناهضة العنصرية في جنيف أمس الثلاثاء (21 أبريل / نيسان) على البيان الختامي. في هذا الإطار رحّبت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان باتفاق الدول المشاركة بشكل جماعي وسريع على البيان الختامي. ففي حديث خاصّ مع موقعنا أعربت مديرة مكتب ألمانيا لمنظمة هيومن رايتس ووتش في برلين، ماريانه هويفاغن، عن ارتياحها بهذا التطوّر، مشيرة إلى أن الاتّفاق على البيان الختامي والمصادقة عليه من قبل الدّول المشاركة دون استثناء، من شأنه إعطاء عمل المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة المناهض للعنصرية زخما جديدا وتجاوز ما أثاره خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من جدل واسع. ولفتت الحقوقية الألمانية إلى أنّه، من خلال الاتّفاق على البيان الختامي للمؤتمر، تم أيضا تبديد شكوك وتردّد دول الاتحاد الأوروبي.
البيان الختامي يشكّل حلاّ وسطا
وعن اتفاق الدول المشاركة، بما فيها الدول الغربية، بشكل سريع ومطلق على البيان الختامي، تقول هويفاغن إن "البيان الختامي لا ينطوي على أي إشارات واضحة وصريحة حول الصّراع في الشرق الأوسط"، كما أنّه لا يتضمّن "إتهام اُحادي بالعنصرية لإسرائيل"، مشيرة إلى أن البيان الختامي يدين شتّى أشكال العنصرية ومعاداة الأجانب وفي الوقت نفسه يدين معاداة السّامية". وبالتالي فقد تخلّى البيان عن العبارات التي تتهم بلدا واحدا بالعنصرية والتي أثارت جدلا واسعا في الدول الغربية.
وأضافت الحقوقية الألمانية أنّه تم الاستغناء عن تلك الفقرة، التي فُهمت على أنّها إساءة إلى الأديان، والتي أثارت جدلا واسعا لدى عدد من المشاركين، خاصّة منها الإسلامية، مشيرة إلى أن البيان الختامي يسمح في الوقت نفسه بانتقاد الأديان، ولكن دون الإساءة إليها أو تشويهها، كما يتضمّن أيضا التزاما بحماية الانتماء الديني للفرد وحماية حريّة الدين والمعتقد. وبالتالي فقد اُخذت المطالب الغربية في هذا الإطار بعين الاعتبار. بيد أن الاتفاق حول هذا البيان الختامي لم يكن بالأمر السّهل، وأن الإجماع حول عدد من النقاط كان بمثابة الحلّ الوسط، بحسب الحقوقية الألمانية هويفاغن، التي قالت إن عملية الوصول إليه كانت شاقة وطويلة.
مكافحة العنصرية واجب عالمي
هويفاغن شدّدت في الوقت نفسه على أن البيان الختامي يشكّل رسالة واضحة للعالم بنبذ العنصرية والتعصّب الديني والعرقي ومكافحة معاداة السامية والأجانب ومعاداة الأديان. كما أنّ له دلالات رمزية قوية تعكس عزم الدول المصادقة عليه مكافحة العنصرية بشتّى أشكالها. وأعربت الحقوقية الألمانية عن أملها في أن يأخذ البيان الختامي لمؤتمر مناهضة العنصرية على محمل الجدّ وأن يتم تطبيقه على أرض الواقع.
أما عن الجدال الحادّ الذي دار قبل انطلاق المؤتمر والذي دفع بعدد من الدول الغربية بمقاطعته، فتقول مارينه هويفاغن إن له شرعيّته، وتضيف "إنه لا يجدي نفعا التركيز على بلد واحد وإتهامه بالعنصرية والتهجّم عليه مثلما كان عليه الحال بالنسبة لدولة إسرائيل"، مشدّدة على أن "العنصرية لا تقتصر على بلد واحد وإنّما ظاهرة موجودة في كلّ بلد". وتقول هوفاغن إنّه "كان أمرا مهمّا الاتفاق حول صيغ محايدة، لا تتهم بلدا معيّنا"، مرحّبة في الوقت نفسه بمصادقة دول، تعيش فيها أقليات تعاني فيها أحيانا من مظاهر العنصرية". وعليه، ترى مديرة المكتب الألمانية لمنظمة هيومن رايتش ووتش بأن البيان الختامي يشكّل حلاّ وسطا يرضي جميع الأطراف ولا يميّز بلدا عن آخر ولا يوجّه أصابع الاتهام إلى دولة معيّنة.
الكاتبة: شمس العياري
تحرير: هيثم عبد العظيم