توصلت دراسة أُجريت في جامعة إيرلانغن-نورمبيرغ الألمانية إلى أن البيرة الخالية من الكحول تعود بالنفع على جسم الإنسان، إذ تعمل على منع تليف الكبد وتقتل الخلايا السرطانية فيه.
إعلان
معروف عن الألمان حبهم لشرب قدح من البيرة بعد انتهاء العمل، لكن الكحول الموجودة فيها يمكن أن تنقلب وبالاً على الجسم، ناهيك عن الذين يجب عليهم قيادة السيارة. لهذا يلجأ البعض إلى البيرة الخالية من الكحول. لكن هل تتسبب هي الأخرى بأضرار للجسم؟
هذا السؤال كان دافعاً لباحثين بافاريين للوقوف على إجابة له. ووجدوا أن البيرة الخالية من الكحول تعود بفوائد إيجابية على الجسم وأعضائه، حسبما ينقل موقع مجلة "فوكوس" الألمانية. وبحسب فريق بحثي من جامعة إيرلانغن-نورمبيرغ الألمانية فإن سبب ذلك يعود إلى تركيب من مادتين.
يقول الباحثون إن مادتي زانتوهومول وأحماض ألفا إيزو الموجودتين في نبات الجنجل أو "حشيشة الدينار" الذي تُصنع منه البيرة يعود بآثار إيجابية على جسم الإنسان. يُذكر أن مادة زانتوهومول لا توجد إلا في أوراق هذه النبتة.
ومن آثارها عدم تخزين الدهون على الكبد بفعل السمنة أو التغذية الخاطئة، كما تمنع تليف الكبد. إضافة إلى ذلك فإن هذه المادة الموجودة في العصير الأصفر لأوراق الجنجل تقتل الخلايا السرطانية في الكبد وتمنع زيادة الوزن جراء الإسراف في تناول الطعام.
كما يؤكد الباحثون في مقال لهم على صفحة الجامعة الألمانية أن أحماض ألفا إيزو الموجودة في البيرة الخالية من الكحول تعود بنفع كبير على الجسم. وتنشأ هذه الأحماض أثناء تخمير البيرة وتعطيها طعمها المرّ. وتسهم هي الأخرى في التقليل من تضرر الكبد بتأثيرها على عملية التمثيل الغذائي للدهون والسكر.
لكن تأثير هاتين المادتين لا يكون جيداً إلا بوجودهما معاً، إذ تعملان أيضاً على الحد من الالتهابات بشكل ملموس، فكمية قليلة منهما توقف مسببات الالتهاب في الكبد والخلايا الدموية.
لكن على الرغم من كل هذه المزايا، يؤكد الباحثون أن البيرة ليست علاجاً، كما يحذر المسؤول عن الدراسة كلاوس هيلربراند، الذي يضيف لموقع مجلة "فوكس" بأنه "يمكن تصور أن استهلاك البيرة الخالية من الكحول أو غيرها من الأطعمة والمشروبات المحتوية على الجنجل (حشيشة الدينار) لها تأثير إيجابي على جسم الإنسان، خاصة في معالجة أضرار الكبد بفعل السمنة أو الوقاية منها، وهنا تبدو مادة زانتوهومول وأحماض ألفا إيزو واعدة جداً لإيجاد علاجات مستقبلية".
ع.غ/ ع.ج
البيرة في ألمانيا.. تعددت المذاقات والعشق واحد
يروي الكثير من الألمان عطشهم بشرابهم المفضل البيرة (الجعة)، وهنالك نحو 5 آلاف نوع من البيرة ونحو 1500 مصنع لها في ألمانيا. فما هي أسرار البيرة الألمانية ؟ وما هو مبدأ نقاوة البيرة" الشائع منذ 500 عام في صناعتها؟
صورة من: dapd
تشتهر البيرة الألمانية بمبدأ "راينهايتسغيبوت"، وتعني "نقاوة" البيرة، والذي ينص على صنع البيرة من مواد الماء والجنجل والملت (حبوب الشعير) والخميرة فقط، وعدم دمج مواد أخرى معها. ومبدأ "نقاوة البيرة" ساريا في ألمانيا منذ 500 عام وتلتزم به لغاية اليوم أغلب مصانع البيرة في ألمانيا، على الرغم من أنه غير ملزم لها حسب القانون الأوروبي الصادر سنة 1987.
صورة من: picture-alliance/dpa
بدأت بعض مصانع البيرة في الآونة الأخيرة بإنتاج نوعيات جديدة من البيرة التي تسمى "كرافت بيير"، والتي لا تعتمد على مبدأ "نقاوة البيرة" المتوارث منذ 500 عاما. وجاء الكثير من هذه الأنواع الجديدة من خارج ألمانيا.
صورة من: picture alliance/dpa
تنتج ألمانيا ثلث أنواع البيرة في العالم التي يُقدر عددها 15 ألف نوع. وهنالك 1500 مصنع بيرة في ألمانيا، لكن الألمان ليسوا أبطال العالم في شرب البيرة، إذ يشرب كل ألماني بالمعدل 110 لترات من البيرة سنويا، بينما يشرب سكان جمهورية التشيك 140 إلى 150 لترا منها في السنة.
صورة من: picture-alliance/dpa
البيرة المحلية في ألمانيا تختلف من منطقة لأخرى. ففي كولونيا تباع بيرة "كولش" أما ميونيخ فتشتهر بالبيرة البيضاء أو بيرة القمح، فيما تشتهر هامبورغ ببيرة "بيلس" المليئة بنكهة الجلجل.
صورة من: DW/M. Nelioubin
كؤوس البيرة الألمانية تختلف أيضا حسب نوع البيرة. فبيرة "كولش" الكولونية تُشرب في كؤوس صغيرة رفيعة ذات سعة 0.2 لترا، بينما تُشرب بيرة القمح بكؤوس عريضة وكبيرة تسع إلى 0.5 لترا. أما بيرة "بيلس" فتُصب في كؤوس صغيرة شبيهة بكؤوس النبيذ لكنها عريضة في الأسفل.
صورة من: volff/Fotolia
تحتوي البيرة الألمانية غالبا على نسبة 5 بالمائة تقريبا من الكحول. وفي ولاية بافاريا هنالك بعض الأنواع التي تتعدى نسبة 5 بالمائة بقليل، وخاصة بعض أنواع بيرة القمح.
صورة من: picture-alliance/chromeorange/R. Peters
رغم أن أغلب الألمان يفضل شرب البيرة "النقية" الخالية من المشروبات الأخرى، إلا أن بعض الناس يفضل شرب البيرة ممزوجة مع بعض المشروبات، مثل البيرة مع الليمون، بيرة "رادلر". وكذلك البيرة مع الكولا وهنالك عدة أنواع منها.
صورة من: Fotolia/Oleg Zhukov
البيرة الملونة تنتشر في عدة دول أوروبية، مثل بولونيا. لكنها غير شائعة في ألمانيا، ما عدى مدينة برلين. ويفضل سكان العاصمة شرب البيرة الملونة بطعم التوت أو بطعم نبات "الجويسئة". وتُشرب البيرة الملونة بكؤوس صغيرة شبيهة بكؤوس النبيذ.
صورة من: picture-alliance/ZB
طبعا شرب البيرة والمشروبات الكحولية عموما في الأماكن العامة مسموح به، لكن بعض المدن مثل كولونيا أو هامبورغ لاتسمح بشرب الكحوليات في وسائل المواصلات العامة.
صورة من: picture-alliance/dpa
تُفرض على الكثير من قناني وعلبات البيرة تأمينات تصل إلى 8 سنتات على القناني الزجاجية و 25 سنتا على القناني البلاستيكية، وذلك من أجل الحفاظ على نظافة البيئة في البلد، ويعاد المبلغ عند إعادة القنينية الفارغة إلى المحلات.