البيرة الملكية الألمانية قريبا في الأسواق السورية
٩ مايو ٢٠٠٦تشهد محافظة طرطوس السورية على ساحل البحر الأبيض المتوسط حاليا بناء معمل كبير لصناعة البيرة بامتياز من شركة البيرة الملكية الألمانية التي تحمل اسم الملك لدوفيغ/ Koenig Ludwig Schlossbrauerei Kaltenberg التي تتخذ من ولاية بافاريا مقرا لها. وسينتج المعمل البيرة الكحولية وغير الكحولية للسوق السورية وأسواق دول منطقة الشرق الأوسط الأخرى وأوروبا الشرقية. ويتوقع أن تلقى منتجاته رواجا كبير في هذه الأسواق نظرا لما تتمتع به البيرة الألمانية من عراقة وجودة عالية. وقال قام المدير العام للشركة أمير بافاريا لويتبولد Luitpold von Bayern بزيارة الموقع الذي يقام عليه المعمل برفقة صاحب الامتياز رجل الأعمال السوري عادل ناصر. وقال الأمير لويتبولد حلال الزيارة بأنه يتطلع إلى إقامة مزيد من المشاريع السورية- الألمانية المشتركة لاسيما وأن سوريا توفر فرصا استثمارية كبيرة في مختلف المجالات بعد الانفتاح الواسع الذي شهدتها سوقها على الاستثمار الأجنبي مؤخرا.
أكبر معمل من نوعه في الشرق الأوسط
يعد المعمل الذي يتم إنشائه حاليا الأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط إذ سنتج نحو 200 ألف عبوة يوميا. وستكون السوق السورية وأسواق دول الخليج العربي والعراق أول الأسواق التي سيتم تزويدها بمنتجاته. ويسهل تواجده قرب مرفأ طرطوس الذي يعد أكبر مرافئ شرق المتوسط عمليات التصدير إلى الأسواق المذكورة. وسيوفر المعمل 500 فرصة عمل للشباب لا سيما شباب المنطقة الساحلية السورية الذين يعانون من ارتفاع نسبة البطالة رغم مستوى التعليم العالي بينهم كما ذكر السيد ناصر في حديث خاص معه. وأضاف ناصر: "ستكون كلفة العمل حوالي 20 مليون دولار في المرحلة الأولى على أن يتم التوسع لاحقا من خلال إنتاج أنواع أخرى من المشروبات وفي مقدمتها عصائر الفواكه المتنوعة والمياه الغازية".
البيرة بداية لمشاريع أخرى
يشكل بناء معمل لتصنيع بيرة ألمانية في سوريا بداية لمشاريع أخرى حسب القائمين على المشروع. فقد صرح المغترب عادل ناصر أن هناك استثمارات أخرى ستتبعه في مجال تصنيع المنتجات الزراعية. وهذا ما أكد عليه الأمير لويتبولد الذي يرى في سوريا أحد البلدان الواعدة في مجال الاستثمار لاسيما في حال استكمال خطوات الانفتاح والإصلاح الاقتصادي التي تشجع على استقطاب رؤوس الأموال المغتربة والأجنبية. وفي هذا السياق صرح هانز سبيتزنر معاون وزير الدولة لشؤون الاقتصاد والبنية التحتية لمقاطعة بافاريا استعداد بلاده لتقديم الخبرات اللازمة في مجال دراسات الجدوى الخاصة بالمشاريع المطروحة للاستثمار والمشاركة فيها إضافة إلى تدريب وتأهيل عمالها. وأضاف بأن هناك مجالات واسعة للتعاون وخاصة في مشاريع البنية التحتية الخاصة بالنقل والطاقة والبيئة والمعلوماتية والاتصالات والتعليم. ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر طريق لربط الحدود السورية بالتركية شمالا وآخر لربطها بالحدود العراقية شرقا والأردنية جنوبا. وهناك مشاريع أخرى مثل مشروع إنشاء مرفأ المنطقة الحرة في طرطوس وتوسيع مرفأ اللاذقية وإقامة مطارات جديدة في مناطق الرقة وتدمر والحسكة.
سوريا شريك تجاري هام لألمانيا
يأتي الاهتمام الألماني المتزايد بالاستثمار في سوريا على ضوء التحسن المستمر الذي تشهده العلاقات التجارية بين الطرفين. فقد بلغ حجم التبادل التجاري بينهما خلال العام الماضي أكثر من 1.4 مليار يورو. وبذلك تحتل سوريا موقعا متقدما بين أهم شركاء ألمانيا التجاريين في العالم العربي. وتأتي ولاية بافاريا في مقدمة الولايات الألمانية أهمية على صعيد التبادل التجاري مع سوريا إذ تزيد حصتها على الخمس في مجمل التبادل التجاري السوري الألماني. وتصدر سوريا إلى ألمانيا بالدرجة الأولى النفط والقطن والأنسجة والألبسة. وبالمقابل فإن وسائط النقل والآلات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية تشكل معظم الصادرات الألمانية إلى سوريا.
عفراء محمد/ كاتبة سورية