التأكيد على التصدي لمعاداة السامية في ذكرى آوشفيتز
٢٧ يناير ٢٠١٥
دعا الرئيس الأمريكي والكثير من القادة الدوليين إلى بذل المزيد من الجهود من أجل التصدي لمعاداة السامية ونبذ العنصرية. وذلك في إحياء الذكرى السبعين للمحرقة النازية والتي ذهب ضحيتها الملايين من الأشخاص معظمهم من اليهود.
إعلان
حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للهولوكوست من تنامي معاداة السامية. وأشار أوباما في البيان الصادر اليوم الثلاثاء (27 كانون الثاني/ يناير 2015) في الذكرى السبعين لتحرير معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز في بولندا، إلى الهجمات الإرهابية الأخيرة في العاصمة الفرنسية باريس. وأضاف أن هذه الهجمات تعد بمثابة "تذكير مؤلم لواجبنا حيال مكافحة وتقليص معاداة السامية بكافة أشكالها". وقال إن من بين هذه الأشكال "التهوين من شأن الهولوكوست" مشيرا إلى أن مكافحة معاداة السامية تعني الاعتراف بكرامة كل إنسان ".
وفي باريس قال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ليهود فرنسا في خطاب له أمام نصب تذكار لضحايا المحرقة، إن "فرنسا هي وطنكم"، وأضاف أن تصاعد الأعمال المعادية للسامية "أمر واقع لا يحتمل". وأعلن عن تعزيز العقوبات ضد العنصرية ومعاداة اليهود في فرنسا التي تضم أكبر مجموعة لليهود في أوروبا والثالثة في العالم بعد إسرائيل والولايات المتحدة. و أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده "لن تنسى أبدا" ضحايا محرقة اليهود وأشاد ب76 ألف يهودي تم ترحيلهم بالقوة في عهد نظام فيشي المتعاون مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. واشار إلى أن "تاريخ المحرقة يجب أن يدرس في كل مكان وبدون أي قيود".
فظائع معسكرات الإبادة النازية في أعمال فنية
يعتبر معسكر "آوشفيتز" من أكبر معسكرات الإبادة النازية التي تم اكتشافها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ورغم الرقابة التي كانت مفروضة هناك، تمكن بعض معتقليه من توثيق أهوال هذا المعسكر عبر لوحات فنية معبرة.
صورة من: Staatliches Museum Auschwitz-Birkenau in Oœwiêcim
يحظى ما سمي في العهد النازي بـ"الفن المنحط" باهتمام كبير. لكن الكثير من الفنانين الذين مارسوا فنهم داخل معسكرات الإبادة النازية، مثل فالديمار نوفاكوفسكي (في الصورة)، لا يحظى باهتمام يذكر.
صورة من: Staatliches Museum Auschwitz-Birkenau in Oœwiêcim
كرس الكاتب والمؤرخ الفني يورغن كاومكوتر أكثر من 15 سنة من حياته لفن معتقلي وناجي معسكرات الإبادة، مثل هذا العمل الذي نحته ليو هاس سنة 1947، والذي يصور فظائع معسكر الإبادة "تيريزينشتات".
صورة من: Bürgerstiftung für verfolgte Künste – Else-Lasker-Schüler- Zentrum – Kunstsammlung Gerhard Schneider
كان هناك فنانون يرسمون في "تيريزينشتات" وحتى في معسكر "آوشفيتز" لصالح النازيين. لكنهم كانوا يرسمون في الخفاء أيضاً، مثل هذه اللوحة التي تعود إلى سنة 1943.
صورة من: Staatliches Museum Auschwitz-Birkenau in Oœwiêcim
تعود هذه اللوحة إلى سنة 1944 ورسما الفنان يان ماركييل في معسكر "آوشفيتز". الصورة لابنة خباز من قرية قريبة، كانت تساعد المعتقلين وتزودهم بالخبز والبريد.
صورة من: Staatliches Museum Auschwitz-Birkenau in Oœwiêcim
جاء يهودا بيكون (يمين) في سن 13 عاماً إلى "تيريزينشتات"، وفي ديسمبر/ كانون الأول 1943 انتقل إلى "آوشفيتز-بيركيناو"، وهو شاهد على محرقة اليهود وصورها في أعمال فنية بعد نهاية الحرب.
صورة من: Bürgerstiftung für verfolgte Künste – Else- Lasker-Schüler-Zentrum – Kunstsammlung Gerhard Schneider
في هذه اللوحة، يصور يهودا بيكون قضاة في مدينة فرانكفورت، كدليل على جرائم القتل والمحارق التي شهدها معسكر "آوشفيتز".
صورة من: Yehuda Bacon
والدا الفنانة الإسرائيلية سيغاليت لانداو من الناجين من المحرقة، وأعمالها الفنية مليئة بالإيحاءات التي تتمحور حول المحرقة في معسكر "آوشفيتز".
صورة من: Sigalit Landau
جمعت لانداو جمعت في إسرائيل مائة زوج من الأحذية ورمتها في البحر الميت، الذي لفها بطبقات من الملح، في إشارة إلى الحياة بدلاً عن الموت الذي لحق بآلاف اليهود في معسكر "آوشفيتز". الكاتب: ساره هوفمان/ أمين بنضريف
صورة من: Sigalit Landau
8 صورة1 | 8
من جهته قال الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي خلال إحياء الذكرى السبعين لتحرير معسكر أوشفيتز النازي والتي تصادف يوم 27 كانون الثاني/يناير، إنه لا بد من التعامل بحزم ضد العنصرية ومعاداة السامية. ووصف كوموروفسكي معسكر أوشفيتز بأنه "جحيم من الكراهية والعنف".
وفي سياق متصل قال الرئيس الألماني يواخيم غاوك في خطاب في ذكرى ضحايا النازية أمام أعضاء مجلس النواب بحضور المستشارة انغيلا ميركل "لا هوية ألمانية بدون اوشفيتز... وذكرى الهولوكوست (محرقة اليهود) تبقى قضية كل المواطنين الذين يعيشون في ألمانيا.
يذكر أن معسكر "أوشفيتز بركناو" هو الأكبر والأكثر دموية بين معسكرات الموت النازية الذي تم الحفاظ على معالمها كما هي بعد انسحاب الألمان منه أمام الزحف الروسي. وقد قام الجيش السوفياتي عام 1945 بتحرير هذا المعسكر الذي قتل فيه أكثر من مليون شخص معظمهم من اليهود.