يعيش الدالاي لاما في المنفى في الهند منذ عام 1959. وكلما تقدم به العمر، أصبحت مسألة من سيخلفه أكثر أهمية بالنسبة لمستقبل التبت، وكذلك بالنسبة للتوازن الجيوسياسي الدولي. تدعم الهند والولايات المتحدة وأوروبا التبت التي تطالب بالحكم الذاتي منذ أن ضمتها الصين إليها في عام 1950، في الوقت الذي لا تعترف فيه الصين بحكومة الدالاي لاما في المنفى. والصين مصممة الآن على تعيين الدالاي لاما القادم بمفردها، الأمر الذي يثير المخاوف من تطرف النقاش حول هذا الشأن. وقد تفاقم التوتر بين جمهورية الصين الشعبية والهند بسبب النزاع الحدودي بين البلدين الذي لا يزال قائما منذ عام 1962. عندما غزا جيش التحرير الشعبي بزعامة ماوتسي تونغ التبت، خسرت الهند جارتها البوذية وأصبحت حدودها تحاذي حدود النظام الشيوعي مباشرة. ونظراً لمصير الشعب التيبتي الذي أُجبر على الاندماج، منحت الهند حق اللجوء للدالاي لاما الرابع عشر والعديد من اللاجئين الآخرين، ما أثار استياء ماوتسي تونغ. ومنذ ذلك الحين كان هناك صراع مستمر، خاصة في المنطقة الحدودية المتنازع عليها في جبال الهيمالايا. أخيرًا وليس آخرًا تمكنت جمهورية الصين الشعبية من الاستحواذ على موارد طبيعية ثمينة مثل الكروم والنحاس والبوراكس واليورانيوم والليثيوم بعد استيلائها على السلطة في التبت. كما تمكنت من السيطرة على منابع أكبر أنهار آسيا، وهو ما تعتبره الهند تهديداً لمصادرها من المياه العذبة. وكبيدق في يد أكبر دولتين في العالم سكانيا واللتين أصبحتا الآن قوتين اقتصاديتين كبيرتين ليس من السهل على التبتيين إسماع صوتهم رغم كل الجهود التي يبذلها زعيمهم الروحي.