1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Hilfe zur Selbsthilfe

١٨ أغسطس ٢٠١١

يعاني العالم من مجاعات متتالية، ويزيد عدد الذين يموتون سنويا جوعا على مجموع ضحايا مرض الإيدز والملاريا والسل. ويتطلب ضمان التغذية العالمية تحسين أوضاع سكان أرياف الدول النامية، وتقدم التجارة العادلة إمكانيات جيدة لذلك.

صورة من: picture alliance/dpa

من يدخل سوبر ماركت ألماني ضخم تستبد به الحيرة من غزارة العروض وتنوعها، إذ تصل إلى 40 ألف منتج، ومع ذلك لا نكاد نجد بين هذه الكميات الضخمة منتجات تحمل ماركة "التجارة العادلة". فهذه لا تتجاوز نسبتها في ألمانيا الواحد بالمائة، لهذا يقوم المركز القائم على تنظيم هذه التجارة بتوعية المستهلكين على فوائدها، وكما تقول القائمة بأعمال المركز أنتيه إيدلر "تعتبر هذه الماركة دلالة على أن التعامل مع المنتجين في آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا يتم وفق شروط عادلة، وأن المزارعين الذين يعيشون في الدول النامية يستطيعون تأمين العيش من مدخولهم". وتفتح التجارة العادلة المجال لدخول السوق أمام المزارعين في القسم الجنوبي من الكرة الأرضية، ممن لا يتمتعون بظروف إنتاج عادلة وبحيث يحصلون على أسعار لمنتجاتهم تكفيهم لتأمين تكاليف معيشتهم.

المستهلك الألماني يهتم بالأسعار

يتم غالبا الاتجار بشكل عادل بالقهوة والشاي والسكر والكاكاو والشوكولاته والموز. وهناك فروق بين الدول الأوروبية في نسبة الإقبال عليها، ففي سويسرا مثلا يشكل الموز المنتج في إطار التجارة العادلة نصف الكميات المباعة منه. وفي بريطانيا تصل نسبة ما يباع من منتجات التجارة العادلة إلى 30 في المائة، بينما لا يتعدى في ألمانيا نسبة ما يباع من البن في إطار هذه التجارة الواحد ونصف بالمائة.

يأتي البن في مقدمة المنتجات التي تشتريها ألمانيا وفق شروط التجارة العادلةصورة من: DW

ويعود السبب في نظر أنتيه أيدلر إلى أن "ألمانيا سوق صعبة، لأن المستهلك يهتم جدا بالأسعار" لهذا يقوم مركز التجارة العادلة بتوعية المستهلك على هذا النوع من المنتجات، ويحمل المركز، حسب القائمة بأعماله إيدلر، قسطا من المسؤولية عن حصول المنتجين في جنوب الكرة الأرضية على مردود مالي يكفي لمعيشتهم وإرسال أولادهم إلى المدرسة.

معظم الجياع في الأرياف

وتؤكد أنتيه إيدلر على أن التجارة العادلة تساهم على المدى الطويل في ضمان الغذاء في العالم بشكل أفضل، وفي تطوير الأرياف، فثلاثة أرباع الجياع في العالم يعيشون في الأرياف، ومعظمهم مزارعون صغار وفلاحون لا يملكون أرضا. ولا يكفي ما ينتجونه من مواد زراعية لتأمين الغذاء لأسرهم، لكن هذا الوضع يتحسن، كما تقول إيدلر، إذا شكل المزارعون الصغار تعاونيات وأقاموا شراكات مع مستوردي منتجات التجارة العادلة.

تشغيل الأطفال

عامل في مزرعة للزهور في كينيا تعمل تحت شعار التجارة العادلةصورة من: DW

ما تزال منتجات التجارة العادلة في ألمانيا داخل أجنحة ثانوية في المحلات التجارية، لهذا تم تكثيف حملة التوعية على فوائد هذه التجارة، وتظهر أنتيه إيدلر التفاؤل في تحسن الوضع وازدياد وعي المستهلك. ويلمس في الفترة الأخيرة حركة إيجابية في هذا الاتجاه، فقد ازداد في ألمانيا خلال السنة الماضية عدد المطاعم والمقاهي والمخابز التي تبيع منتجات تجارة عادلة بمقدار 20 في المائة وأصلا إلى 18000 ألف مطعم.

كما أن صاحب مقاهي ستاربوكس جعل كل فروعه الأوروبية تبيع قهوة الإكسبريس من ماركة التجارة الحرة. وتعبر إيدلر عن الأمل في أن يحصل تطور إيجابي نحو التجارة العادلة في قطاع الكاكاو والشوكولاته، لأن هذا القطاع يشغل الأطفال على نطاق واسع.

وتؤكد إيدلر على أن الاستهلاك العادل لا يكفي لتحسين وضع التغذية في العالم، بل لابد لتحقيق هذا الهدف من تغيير الشروط السياسية العامة للزراعة والتجارة العالمية، ويجب أيضا ، كما تؤكد أنتيه إيدلر، وضع قضية ضمان الغذاء العالمي في الأولويات على كافة الأصعدة السياسية.

سابينة كينكارتس/ منى صالح

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW