1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التجمع واللقاء يضفيان البهجة على احتفالات مسلمي ألمانيا بعيد الفطر

دالين صلاحية - سمر كرم٢٤ أكتوبر ٢٠٠٦

يفتقد الكثير من المسلمين الأجواء التقليدية لاحتفالات عيد الفطر في ألمانيا. البعض يحاول تعويضها من خلال لقاء الأصدقاء، بينما يحرص البعض الآخر على حضور الحفلات المختلفة. موقعنا يسلط الضوء على مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة.

الجالية العربية تحتفل بعيد الفطر المبارك في مدينة ايسن الألمانيةصورة من: picture-alliance/ dpa

مع إطلالة هلال شهر شوال يحتفل المسلمون في شتى أنحاء العالم بحلول عيد الفطر المبارك. وبينما يحتفل المسلمون بالعيد في ألمانيا يفتقد بعضهم الكثير من عادات وتقاليد الاحتفال، التي تعودوها في بلادهم والشعور بفرحة العيد في الشوارع ومع الأهل والأصدقاء. هند الوسطي وهي عراقية تعيش في ألمانيا منذ نحو 11 عاماً تفتقد أجواء العيد واللقاءات العائلية، لكنها تحاول تعويضها في منزلها بالرغم من أن زوجها الطبيب يضطر إلى العمل في أيام العيد. وعن العيد في ألمانيا تقول هند: "الجالية العربية هنا صغيرة العدد، خاصة في القرية التي أعيش فيها، فهي قرية صغيرة في شمال ألمانيا. لكني أهتم بأن أخلق أجواء العيد في المنزل مع زوجي وأبنائي". وأهم الشروط لتحقيق هذه الأجواء هي شراء الملابس الجديدة والهدايا للأطفال وتزيين المنزل بالزينة العربية الخاصة بهذه المناسبة وكذلك طهي الحلوى الخاصة التي اعتادت هند تناولها منذ طفولتها في العراق.

ألمانية المولد عربية العادات

المسلمون يجتمعون للصلاة معاًصورة من: AP

وتشاركها جيهان نفس الشعور، فهي وإن كانت قد ولدت ونشأت في ألمانيا، إلا أنها تفتقد كثيراً جو العائلة الكبيرة والأصدقاء والاحتفال الجماعي بالعيد. وبالنسبة إليها يبدأ التحضير للعيد مبكراً. وتقول جيهان: "أنا وإن كنت قد ولدت هنا إلا أنني تونسية مائة بالمئة. ونحن نجهز الحمص والحلوى الخاصة مثل الغريّبة والبقلاوة وغيرها وننتظر العيد بفارغ الصبر. وفي ليلة العيد نحضر وجبة السمك الخاصة لدينا في العيد". وبالنسبة لجيهان لا تقتصر تحضيرات العيد على النواحي المادية، فهى ترى أن الاستعداد الديني هو الذي يكمل فرحة العيد، كما تقول: "يجب أن أختم القرآن وأسهر للدعاء في الأيام العشرة الأخيرة، هذا يجعلني سعيدة بالعيد". وتكمل هذه الفرحة بالاتصال بالعائلة في تونس وتبادل الزيارات مع الأصدقاء المقيمين بألمانيا. وأحيانا تضطر جيهان، التي تدرس الطب، إلى الذهاب إلى الجامعة أو إلى عملها التدريبي أثناء العيد، وإن كان ذلك لا يمنعها من الاحتفال. أما سلوى محمد من المغرب فهي تبدأ الاستعداد للعيد قبل أسبوعين منه: "هذه هي عاداتنا في المغرب وأنا أحرص عليها هنا أيضاً. والعيد هنا رائع، إذ يلتقي كل أفراد العائلة المقيمين في ألمانيا".

الجمعيات الدينية تجمع المسلمين من كل الجنسيات

وبينما يفتقد البعض التجمع للاحتفال، تسعى الجمعيات الإسلامية المختلفة إلى تنظيم حفلات جماعية. وعن ذلك يقول عبد الحي فضيل وهو مغربي درس في ألمانيا: "هناك الكثير من الطلبة، الذين يعيشون هنا وحدهم ويكون العيد يوماً حزيناً بالنسبة لهم، لذلك فنحن نعمل في الجمعية على تجميع هؤلاء. نصلي صلاة العيد جماعة ثم نستمع إلى كلمة دينية وبعدها نفطر معاً. وتتنوع الأنشطة في هذا اليوم بين الأنشطة الدينية والأنشطة الاجتماعية. ونبقى حتى نتناول وجبة الغذاء معاً لكي لا يظل هؤلاء الشباب وحدهم في يوم كهذا". جمعية الوالي بدأت أنشطتها الاجتماعية في دورتموند قبل نحو 5 أعوام عندما التقى مجموعة من الشباب المسلم ولمسوا حاجتهم إلى مكان مشترك يلتقون فيه للحديث عن الدين والقيام أيضاً بأنشطة اجتماعية مشتركة وفي الجمعية الكثير من النساء الناشطات كما يؤكد عبد الحي. وتضم هذه الجمعية شباب من أكثر من 11 جنسية، تجمع بينهم اللغة الألمانية.

الاجتماع معاً للصلاة ثم الاحتفال يكمل فرحة العيدصورة من: AP

من بين هؤلاء الشباب الألماني كايمر تشايكوفسكي، وهو يعمل في جامعة دورتموند ويحرص على أن يحصل على أجازة من عمله. ويقول كايمر: "بالطبع لا يعد العيد عطلة رسمية في ألمانيا، لكننا نعرف موعده من قبل وبالتالي يمكن أن نعتبر هذه الأيام من عطلتنا السنوية المعتادة حتى نلتقي في العيد كبار وصغار ورجال ونساء لنصلي ونحتفل معاً. والأمر قد يكون صعباً على التلاميذ، لكن يمكنهم أيضاً أن يقدموا طلباً للحصول على عطلة خلال أيام العيد لحضور صلاة العيد. وهذا في رأيي أمر هام". ويرى كايمر أن الحديث باللغة الألمانية شيئاً أساسياً لتحقيق الانفتاح بين الجنسيات المختلفة الموجودة، والاستثناء الوحيد في رأيه يكون مع الطلبة الجدد، الذين لا يجيدون الألمانية بعد. وهناك الكثير من الجمعيات الأخرى من بينها جمعية صناع الحياة. سلوى محمد إحدى أعضاء هذه الجمعية تقول: "جمعيتنا منتشرة في كل أنحاء ألمانيا، وهنا في بون مثلاً ننظم حفلاً كبيراً لأن العيد أساسه التجمع، وكل عضو من الأعضاء يقوم بما يمكنه من المجهود حتى نتمكن من تحضير حفل جيد يستمتع به الكثيرون، ويكون هناك برنامج متنوع بين الجانب الإيماني والجانب الاحتفالي والمسابقة القرآنية للأطفال، ويعطون فيها الهدايا التي تليق بما قاموا به من جهود". وتجمع الجمعية بين كل المسلمين من كل الجنسيات العربية والتركية كما تؤكد سلوى: "كلنا إخوة في الله".

احتفالات الجاليات العربية المختلفة

وإلى جانب الجمعيات الدينية تنظم الجاليات العربية أيضاً حفلات عائلية، تكون غالباً في عطلة نهاية الأسبوع وتقدم خلالها المأكولات العربية الشهية وتقام بها المسابقات والألعاب للأطفال، كما يدعى إليها أيضاً أحياناً فنانون عرب لإحيائها. الجمعية السورية الألمانية، على سبيل المثال، تنظم حفلاً في كل عيد في مدينة دوسلدورف، يحضره نحو 100 فرد من الجالية السورية المقيمة بولاية شمال الراين ويستفاليا. وتقوم رابطة الأطباء العرب أيضاً بتنظيم حفل في مدينة هاجن يحضره الأطباء العرب جميعاً مع أسرهم. ويتضمن الحفل ألعاباً للأطفال كما يعد بمثابة لقاء عربي تجتمع فيه الثقافات المختلفة. سلوى محمد تؤكد على أهمية مثل هذه اللقاءات خاصة بالنسبة للأطفال قائلة: "للأسف هناك يهمل الاحتفال بالعيد، وهذا أمر سيء. لا أعرف إن كان السبب هو البعد عن البلاد، لكن من المهم أن يحتفل الأطفال ويشعرون ببهجة يوم العيد".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW