التحالف العربي يؤكد استخدامه ذخائر عنقودية في اليمن
٢٠ ديسمبر ٢٠١٦
أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن أنه استخدم "بشكل محدود" قنابل عنقودية بريطانية الصنع، وذلك ردا على اتهامات وجهتها إليه منظمات حقوقية بانتهاك القانون الدولي بسبب استخدامه هذه الذخائر.
إعلان
أكد التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن استخدامه للدخائر العنقودية وأفاد بيان صادر عن التحالف أن قواته "قامت بإجراء تحقيق بشأن استخدام الذخائر العنقودية من نوع بي ال-755 بريطانية الصنع في اليمن والتواصل مع الجانب البريطاني والجهات الأخرى، واتضح أن قوات التحالف استخدمت هذا النوع من الذخائر في اليمن بشكل محدود ضد أهداف عسكرية مشروعة".
وقال إنه استخدم الذخائر العنقودية "لحماية حدود المملكة العربية السعودية من القصف والاعتداءات المتكررة من قبل ميليشيا الحوثي على المدن والقرى السعودية مما نتج عنه سقوط ضحايا من المدنيين". وأسفر قصف الأراضي السعودية من داخل اليمن عن مقتل حوالي مئة مدني وعسكري سعودي.
وتدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري عربي في آذار/مارس 2015 لدعم قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ووقف تقدم المتمردين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح والذين استولوا على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في البلاد.
واتهمت منظمات لحقوق الإنسان التحالف مرارا بقتل مدنيين أثناء عمليات القصف الجوي خصوصا تلك التي أصابت مستشفيات أو تجمعات.
وفي حزيران/يونيو الماضي، قالت منظمة الشفافية الدولية إن "16 مدنيا بينهم تسعة أطفال قتلوا أو أصيبوا بذخائر عنقودية" ألقيت بين تموز/يوليو 2015 وأيار/مايو 2016 على مناطق يسيطر عليها المتمردون.
من جهتها أعلنت منظمة "هانديكاب انترناشونال" في أيلول/سبتمبر أن الذخائر العنقودية تسببت في مقتل وإصابة 417 شخصا في العام 2015 في عدة دول بينها سوريا (248 شخصا) واليمن (104 شخصا).
لكن بيان التحالف شدد على ان هذه الذخائر "لم يتم استخدامها في المناطق السكنية المدنية"، وقال إن "القانون الدولي لا يحظر استخدام الذخائر العنقودية، ولكن قامت بعض الدول بالالتزام بعدم استخدام الذخائر العنقودية من خلال الانضمام إلى اتفاقية الذخيرة العنقودية". وذكر بأن "السعودية وجميع دول التحالف ليسوا أعضاء في هذه الاتفاقية، وبالتالي فإن استخدام قوات التحالف لهذا النوع من الذخائر لا يعد مخالفا لأحكام القانون الدولي".
وخلص بيان التحالف إلى الإعلان عن أن السعودية "قد قررت إيقاف استخدام الذخائر العنقودية من نوع بي ال-755، وأبلغت حكومة المملكة المتحدة بذلك".
وفي سياق متصل أعلنت مصادر عسكرية يمنية اليوم الثلاثاء (20 ديسمبر/كانون الأول 2016) عن مقتل 22 شخصا على الأقل في معارك جديدة شهدتها الأطراف الشمالية لمدينة تعز في جنوب غرب اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين.
تسعة عشر شهرا مرت على بداية الصراع في اليمن. بعد فشل مساع لإحلال السلام، تهدد البلد الفقير مخاطر كثيرة كانتشار الكوليرا والمجاعة وتجنيد الأطفال. إضافة إلى مصرع مئات من الأبرياء ضحية الغارات العربية بقيادة السعودية.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
حرب الصواريخ والتصريحات
أعلن تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في ( 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) اعتراضه لصاروخ بالستي كان متجها إلى مكة المكرمة (على بعد حوالي 500 كيلومتر من الحدود مع اليمن) أطلقه الحوثيون. وهو ثاني صاروخ بعيد المدى يطلقونه في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. في المقابل، نفى قائد حوثي إطلاق الصاروخ نحو مكة واتهم السعودية بمحاولة إثارة مشاعر المسلمين.
صورة من: picture alliance/dpa/Str
المدنيون ضحايا الغارات
في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2016 نفذ التحالف العربي بقيادة السعودية ضربة مزدوجة على قاعة عزاء في صنعاء أدت إلى مقتل 140 شخصا وإصابة أكثر من 525 . الأمم المتحدة ودول حليفة للمملكة السعودية كالولايات المتحدة أدانت بشدة القصف. من جهتها وعدت المملكة بإجراء تحقيق شامل في ظروف العملية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
صواريخ حوثية على مدمرة أمريكية
بعد بضعة أيام من استهداف مجلس العزاء، اتهمت الحكومة اليمنية مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بإطلاق صاروخين على المدمرة الأمريكية "يو اس اس مايسون" في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية. لكن الحوثيين نفوا ذلك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/U.S. Navy
صواريخ كروز ايرانية مهربة
البحرية الأمريكية وعلى لسان الأميرال المساعد كيفن دونغان كشفت عن اعتراض أربع شحنات أسلحة مرسلة من ايران الى المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن، لدعمهم في مواجهة الحكومة التي يساندها تحالف عربي تقوده السعودية. في نيسان/أبريل 2015 حاولت إيران ارسال سبع بوارج للحرس الثوري الايراني إلى اليمن. وبحسب دونغان فان السفن الايرانية كانت محملة بصورايخ كروز للدفاع عن السواحل ومتفجرات واسلحة اخرى.
صورة من: picture-alliance/Saudi Press Agency via AP
انتقادات للرياض بسبب المدنيين من ضحايا الغارات
منذ بدء عمليات التحالف وجهت انتقادات متزايدة للرياض، إذ سجلت الأمم المتحدة غارات طالت أهداف مدنية. في أيلول/ سبتمبر 2015، قتل 131 مدنيا على الاقل في غارة جوية استهدفت حفل زفاف في مدينة المخا. وفي آذار/مارس 2016، قتل 119 شخصا غالبيتهم من المدنيين، في غارة جوية استهدفت سوقا في محافظة حجة. وفي آب/ اغسطس استهدفت غارة جوية للتحالف مستشفى تدعمه منظمة اطباء بلا حدود في محافظة حجة، أدى الى مقتل 19 شخصا.
صورة من: Reuters/Saudi Press Agency
الجوع يهدد ثلاثة ملايين يمني
يحتاج نحو ثلاثة ملايين شخص في اليمن، حسب منظمة الصحة العالمية، إلى مساعدات غذائية عاجلة، فيما يعاني 1,5 مليون من سوء التغذية من بينهم 370 ألفا يعانون من سوء التغذية الشديد (المجاعة) ، وهو ما يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة، فتهاجم الضحايا امراض فتاكة تقضي عليهم.
صورة من: Reuters/A.Zeyad
الجنود الاطفال ثلث مجمل المقاتلين
باتت الطفولة وقود حرب اليمن. إذ اتهمت منظمة "اليونيسيف" طرفي الصراع هناك بتجنيد عشرات الآلاف من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 14 سنة في ساحات المعارك. وتقدر المنظمة عدد الأطفال الجنود بثلث العدد الإجمالي للمقاتلين. يُذكر أن تجنيد الأطفال في الصراعات يُعتبر جريمة حرب حسب القانون الدولي.
صورة من: picture alliance/dpa/Str
الكوليرا بدأت تضرب اليمن
انتشر وباء الكوليرا في اليمن في شهر أكتوبر/تشرين الأول وتشتبه الأمم المتحدة بوجود 1410 إصابة. ندرة مياه الشرب ساهمت في زيادة حالات الاسهال الشديد بشكل كبير وخصوصا بين الوف النازحين وسط البلاد. كما حذرت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" من أن الكوليرا قد تؤدي إلى وفاة 15% من الحالات التي لا تعالج. يذكر أن الحرب دمرت معظم منشآت اليمن الصحية ومنشآت مياه الشرب فيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Arhab
اليمن في مضيق أزمة سياسية مستمرة
يسعى المبعوث الأممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد منذ أبريل/ نيسان 2015 لإيجاد خارطة طريق ترضي جميع الأطراف في اليمن، لكن إلى الآن لم ينجح في مهمته. تجدر الإشارة أن مفاوضات استمرت ثلاثة أشهر في الكويت انتهت في شهر آب/أغسطس دون نتيجة.
صورة من: picture-alliance/Xinhua/Xu Jinquan/
خيارات اليمنيين - الموت أو النزوح
أدى النزاع المسلح في اليمن إلى مقتل أكثر من 6900 شخص ونزوح نحو 35 ألفا منذ آذار/مارس 2015، بحسب أرقام الأمم المتحدة. إعداد: سميح عامري