التحالف العربي يؤكد السيطرة على 85 بالمائة من أرض اليمن
٢٠ ديسمبر ٢٠١٧
شنت طائرات التحالف في اليمن بقيادة السعودية غارات في محيط مدينة صنعاء وفي صعدة، غداة اعتراض صاروخ باليستي فوق الرياض أطلقه الحوثيون. وأعلن المتحدث باسم التحالف مساء الأربعاء السيطرة على 85 في المائة من الأراضي اليمنية.
إعلان
أعلنت قيادة التحالف العربي الذى تقوده السعودية فى اليمن عن تدمير صواريخ بالستية وقواعد صواريخ أرض أرض في صعدة، واستهداف مستودعات أسلحة ومخابئ لقيادات عسكرية. وأشارت قيادة التحالف على لسان المتحدث باسمها، فى مؤتمر صحفى بالرياض مساء اليوم الاربعاء (20 ديسمبر/ كانون الأول)، إلى أن قوات "الشرعية" تسيطر على 85 بالمائة من الأراضي اليمنية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ". وأفاد التحالف بقتل أكثر من 11 ألف من عناصر "ميليشيا" الحوثيين، مشيراً إلى أن "غاراتنا وقصفنا يستهدفان مواقع ومجاميع عسكرية للميليشيا برا وبحرا". وقال العقيد الطيار الركن تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف في الرياض إن الحوثيين أطلقوا 83 صاروخا باليستيا باتجاه المملكة منذ عام 2015.
بينما أعلن محمد عبدالسلام، الناطق باسم جماعة أنصار الله الحوثية، اليوم الأربعاء في بيان نشره على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن عدد ضحايا القصف الذي شنه "العدوان" (قوات التحالف العربي) في محافظة صعدة، ارتفع إلى 19 قتيلاً من المدنيين.
وكان عبدالاله العزي، مدير مكتب الصحة في محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين، قد صرح في وقت سابق اليوم الأربعاء لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن مقاتلات التحالف شنت غارتين جويتين على منزل مدنيين في منطقة صعدة القديمة، ما أسفر عن مقتل 11 مدنيا بينهم ثلاثة نساء وثلاثة أطفال، وإصابة أربعة آخرين، مشيرا إلى أن هناك غارات أخرى استهدفت المسعفين أثناء محاولة إنقاذ الضحايا في المنطقة ذاتها.
على صعيد متصل، شن مسلحون مجهولون هجوما مباغتا على منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل على أيدي الحوثيين، وقتلوا بعض حراس المبنى منهم. وقال شهود لوكالة فرانس برس إن غارات استهدفت معسكرا للمتمردين جنوب صنعاء، ومعسكرا ثانيا غرب العاصمة، ومواقع أخرى شمال المدينة. وذكر مصدر أمني مقرب من الحوثيين أن طائرات التحالف هي التي شنت هذه الغارات.
وباستثناء الغارة على صعدة، لم تؤكد مصادر أمنية وطبية تحدثت إليها فرانس برس وقوع قتلى أو جرحى في الغارات الأخرى، إلا أن وكالة "سبأ" المتحدثة باسم الحوثيين قالت إن 38 شخصا قتلوا في أنحاء مختلفة من اليمن جراء الضربات الجوية.
وحتى الآن لم تصدر قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية أي تعليق حول القصف. وكثفت مقاتلات التحالف غارتها الجوية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، عقب إطلاق الحوثيين يوم أمس الثلاثاء، صاروخ باليستي بعيد المدى على قصر اليمامة الملكي في الرياض، تم اعتراضه من قبل الدفاعات الجوية السعودية جنوب الرياض، دون وقوع أي خسائر. وأدانت عدة دول إطلاق المسلحين الحوثيين صاروخ باليستي باتجاه العاصمة السعودية الرياض، في حين قالت الحكومة الشرعية اليمنية أن ذلك "يمثل تحديا لمجلس الأمن الدولي".
وقال الحوثيون إن "هدف الصاروخ الباليستي اجتماع موسع لقادة النظام السعودي في قصر اليمامة" حيث عقدت الحكومة اجتماعا برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أعلنت فيه عن موازنة العام المقبل.
وتتهم الرياض وواشنطن ايران بالوقوف خلف الهجمات الصاروخية ضد السعودية. ونفى ناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية "بحزم" الأربعاء الاتهامات الأميركية والسعودية لطهران بتسليح الحوثيين في اليمن.
ز.أ.ب/ص.ش (د ب أ، أ ف ب)
السعودية والمستنقع اليمني - حرب مكلفة
رغم مرور 33 شهراً على بدء العمليات العسكرية السعودية ضد الحوثيين وحليفهم السابق علي عبد الله صالح، إلا أن تلك الحملة لم تحقق الكثير؛ فالكلفة الاقتصادية كبيرة والتنديد الدولي يتصاعد ومؤخراً أصبحت الرياض في مرمى الصواريخ.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين وحليفهم السابق الرئيس المقتول علي عبدالله صالح. يقول المشاركون فيه إنه جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن. وذلك بعد بسط الحوثيين وقوات صالح نفوذها على مناطق واسعة.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
يرى مراقبون أن الكلفة الباهظة مالياً وبشرياً في ظل الفشل في تحقيق انتصارات على أرض المعركة أدخل المملكة السعودية في مأزق، لا سيما مع انخفاض واردات النفط وهو ما تجسد في تفاقم العجز في الموازنة العامة للمملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Pain
أعلن وزير المالية السعودي، محمد بن عبد الله الجدعان، أن العجز في الميزانية السعودية خلال الربع الثالث من العام الجاري 2017 بلغ 7.48 مليار ريال، وبلغ الدين العام بنهاية الربع الثالث من السنة المالية الحالية 8,375 مليار ريال سعودي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Hasan Jamali
وبعد مرور ما يقرب من 33 شهراً على بدء هذه الحملة العسكرية تتزايد الصعوبات على المملكة بشأن التدخل العسكري في اليمن، إذ ان التفهم الدولي الذي قوبل به التدخل العسكري في بدايته اختفى وحل بدلاً منه انتقادات دولية لا سيما على الصعيد الإنساني.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
أكدت "منظمة هيومن رايتس ووتش" أن التحالف العربي بقيادة السعودية استخدم صواريخ عنقودية في عدة هجمات بمحافظة حجة شمال غرب اليمن ممّا أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. ودعت المنظمة إلى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق.
صورة من: DW/M. al-Haidari
وخلّفت هذه الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، وجعلت نحو 80% من سكان البلاد، البالغ عددهم حوالي 27 مليون نسمة، بحاجة إلى المساعدات. وتسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصاً منذ آذار/مارس 2015 وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الآلاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.
صورة من: obs/UNO-Flüchtlingshilfe/UNHCR/M. Hamoud
ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة فقد "بلغ إجمالي الوفيات بسبب مرض الكوليرا 2230 حالة، في حين بلغ عدد وفيات وباء الديفتيريا أكثر من 300 حالة، كما تفشت الأمراض بسبب انعدام الأمصال الواقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Al-Ansi
شكل مقتل الرئيس السابق والحليف السابق للحوثيين، علي عبد الله صالح، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول على أيدي الحوثيين ضربة أخرى للجهود السعودية التي راهنت على قدرة صالح على حسم الوضع عسكرياً بعد أن انقلب على الحوثيين قبل أيام من مصرعه.
صورة من: Reuters/Houthi Security Services Media
في 19 ديسمبر/ كانون الأول أعلنت السعودية تصديها لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه الرياض، في حين أعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ أطلقه مسلحو جماعة الحوثي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وعلى خلفية ذلك، وجهت السعودية هجوماً حاداً على إيران، واتهمتها بتزويد الحوثيين بمثل هذا الصواريخ.
صورة من: Reuters
أكد بهنام بن طاليبل المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات لفرانس برس أن هذه الصواريخ تعتبر "استنزاف إيراني لأموال السعودية، والهدف هو إطالة أمد الحرب". وقال إن رغبة إيران الواضحة في المخاطرة بنقل صواريخ إلى الحوثيين تشير إلى أن ساحة المواجهة في اليمن "ربما ليست هامشية لإيران كما كان يعتقد من قبل".
صورة من: Getty Images/AFP/S. al-Obeidi
فرضت السعودية حصاراً خانقاً على منافذ اليمن البحرية والجوية بعد إطلاق الصاروخ في اتجاه الرياض، بسبب مخاوفها من تهريب الأسلحة إلى داخل اليمن، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، وأدى إلى زيادة الضغوط الدولية على الرياض. إعداد: علاء جمعة