التحالف العربي يطلب من واشنطن وقف تزويد طائراته بالوقود جوا
١٠ نوفمبر ٢٠١٨
أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في حرب اليمن أنه طلب من واشنطن وقف عملياتها لتزويد طائراته بالوقود في الجو، مؤكدا أنه بات قادراً على تأمين ذلك بنفسه. يأتي ذلك وسط ضغوط أمريكية ودولية على الرياض.
إعلان
في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية اليوم (السبت العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018) أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن أنه طلب من الولايات المتحدة وقف عملياتها لتزويد طائراته بالوقود في الجو، مؤكدا أنه بات قادرا على تأمين ذلك بنفسه.
وقال البيان إنّ "المملكة العربية السعودية ودول التحالف تمكنت مؤخراً من زيادة قدراتها في مجال تزويد طائراتها بالوقود جوا بشكل مستقل ضمن عملياتها لدعم الشرعية في اليمن".
وأضاف بيان التحالف "في ضوء ذلك وبالتشاور مع الحلفاء في الولايات المتحدة الأميركية، قام التحالف بالطلب من الجانب الأميركي وقف تزويد طائراته بالوقود جواً في العمليات الجارية في اليمن".
وأكد التحالف في بيانه أن السعودية والدول الأعضاء في التحالف الذي يدعم القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، تعمل "بشكل مستمر على تطوير قدراتها العسكرية وتعزيز الاعتماد على قدراتها الذاتية".
من جانبها أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على الفور دعمها لهذا الإعلان. وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في بيان "ندعم قرار المملكة العربية السعودية بعد مشاورات مع الحكومة الأميركية، استخدام القدرات العسكرية للتحالف للقيام بتزويد طائراته بالوقود لدعم عملياته في اليمن". وأضاف ماتيس أن "المملكة والتحالف عززا مؤخرا قدراتهما على القيام بعمليات تزويد الطائرات بالوقود جوا في اليمن".
وكان برلمانيون أميركيون جمهوريون وديموقراطيون، قد طالبوا بإلحاح بأن توقف الولايات المتحدة فورا عمليات تزويد طائرات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بالوقود.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت قبل ساعات عن مصادر قريبة من الملف، أن الولايات المتحدة اتخذت أساساً قرار وقف عمليات تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو، ما ينهي أكبر دعم عملي من قبل واشنطن للتحالف الذي تقوده السعودية منذ ثلاث سنوات.
هذه المساعدة التي تواجه انتقادات أساسا في واشنطن، أصبحت تثير جدلا أكبر منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي وجهت أصابع الاتهام إلى مسؤولين في المملكة بالوقوف وراءه وأساء لصورة المملكة.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية والتحالف تحدثا عن إمكانية إجراء مفاوضات بهدف تسوية النزاع.
وقال التحالف في بيانه السبت إن قيادته "تعبر عن أملها بأن تقود المفاوضات القادمة برعاية الأمم المتحدة إلى اتفاق في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 2216" حول اليمن.
ويدعو القرار الدولي 2216 الحوثيين إلى الانسحاب من صنعاء وتسليم الأسلحة الثقيلة.
وبعد فشل وساطة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، أعلن التحالف استئناف الهجوم على مرفأ الحديدة الاستراتيجي في غرب اليمن. وقد تكثف هذا الهجوم منذ الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
م.م/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)
اليمن- قعقعة سلاح وشعبٌ على حافة المجاعة
"أسوأ كارثة إنسانية في العالم"، هكذا توصف الأوضاع في اليمن. هجمات عسكرية لم تجر وراءها غير ضحايا حرب ومآسي ستنهي عامها الرابع. أزمات إنسانية وسط تنديد دولي يحذر من فداحة الوضع الذي لا يشهد تحسنا ملحوظا.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
نهاية حزينة
هي فعلا بقايا منازل، لكنها نهاية زفاف أيضا. الصورة التقطت بعد هجوم نُسب إلى التحالف الذي تقوده السعودية، بالرغم من نفيه لذلك. توالي الهجمات في اليمن يرفع كل يوم سقف ضحايا "الكارثة الإنسانية الأسوأ" في العالم. خراب يتمدد كل يوم إلى مدن جديدة وآمال في الحياة تُجهض بشكل مستمر أمام تنديد دولي بفضاعة الوضع، فضلا عن الأمراض الخطيرة كالكوليرا. الوضع اليوم يتجه نحو "المجاعة"، حسب ما حذرت منه "أوكسفام".
صورة من: picture alliance/abaca
"الحُديدة" تموت؟
"الحديدة" من المدن اليمنية التي لم تقدر على مجاراة الأوضاع بالبلد. هي الأخرى شهدت مواجهات كلفتها آلاف الأرواح والكثير من الخسائر. كما "يتم نشر القوات المسلحة في مدينة الحديدة ويجري حفر الخنادق وإقامة الحواجز، وتتعرض ضواحي المدينة من الجو للقصف، و يتم إسقاط المنشورات التي تدعو إلى الانتفاضة"، حسب منظمة "أوكسفام" الدولية. وهي الآن من المدن اليمنية التي تنحدر نحو المجاعة أيضا.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
ألغام
النزاع بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين خلف كثير من المآسي نتيجة الأدوات المستعملة في الحرب. ويمكن الوقوف عند الألغام الأرضية التي تسببت في قتل وتشويه مئات المدنيين، وأدت إلى تعطيل الحياة في المناطق المتضررة، كما يُرجح أن تشكل تهديدا للمدنيين بعد انتهاء الصراع بفترة طويلة، حسب تقرير "هيومن رايتس واتش". يُشار إلى أن اليمن طرف في "اتفاقية حظر الألغام".
صورة من: picture-alliance/dpa/STR
عرقلة المساعدات الإنسانية
أكثر من 8 ملايين شخص على حافة المجاعة وحوالي مليون شخص يشتبه في إصابتهم بالكوليرا. ترتبط هذه الأزمة مباشرة بالنزاع المسلح، وفق ما ذكرت المنظمة العالمية لحقوق الانسان. ويزيد من حدة الوضع باليمن خطوات التحالف، كتأخير وتحويل ناقلات الوقود وإغلاق الموانئ الهامة ومنع البضائع من الدخول إلى الموانئ البحرية التي يسيطر عليها الحوثيون. كما مُنع الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات..
صورة من: picture alliance/dpa/M. Mohammed
نزاع مسلح
أدرجت "هيومن رايتس واتش" الحوثيين والقوات الحكومية والميليشيات الموالية للحكومة وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والتحالف بقيادة السعودية في "قائمة العار" السنوية لارتكابهم انتهاكات ضد الأطفال خلال النزاع المسلح. وحسب المنظمة فإن قوات الحوثي والحكومة والقوات الموالية لها استخدمت الأطفال كجنود، ويقدر عدد هؤلاء الأطفال بنحو ثلث المقاتلين في اليمن.
صورة من: Getty Images/AFP
هجوم عشوائي!
وفقا لهيومن رايتس ووتش، فإن قوات الحوثي أطلقت قذائف مدفعية عشوائية بشكل متكرر على المدن اليمنية وجنوب السعودية. وقد استخدم التحالف الذخائر العنقودية، في حين استخدمت قوات الحوثي الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وكلاهما محظور بموجب المعاهدات الدولية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y.Arhab
جوع وحاجة!
تعاني مناطق عديدة في اليمن، بسبب الحرب، من ندرة الغذاء. فضلا عن قلة المواد الأساسية منها، كالطحين والزيوت النباتية وغاز الطهي، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني. منظمة "أوكسفام" أشارت إلى أن سعر كيس من الأرز، في الحديدة مثلا، ارتفع بنسبة 350 بالمائة، في حين زادت أثمنة القمح بنسبة 50 بالمائة وزيت الطهي بنسبة 40 بالمائة. المنظمة أشارت إلى الوضع الذي ينحدر بشكل مطرد نحو المجاعة.
صورة من: Reuters/F. Salman
النساء متضررات
تعاني المرأة بشكل خاص من النزاع المسلح في اليمن. وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فقد زاد العنف ضدها بنسبة 63 بالمائة. كما زادت معدلات الزواج القسري والأطفال. فضلا عن هذا تعاني اليمنيات تمييزا شديدا في القانون والممارسة، حسب المنظمة، إذ لا يجوز لها الزواج دون إذن ولي أمرها، ولا تتمتع بحقوق متساوية في الطلاق أو الميراث أو حضانة الأطفال.غياب الحماية القانونية يجعل المرأة عُرضة للعنف الأسري والجنسي.
صورة من: IWMF/Stephanie Sinclair
هروب نحو الأمل...
يفضل يمنيون كثر الخروج من مناطق المواجهات والنزوح نحو أماكن أكثر أمانا. وحسب ما ذكرت منظمة الأمم المتحدة، فإن أكثر من 121 ألف شخص قرروا النزوح من محافظة الحديدة غربي اليمن فرارا من القتال. كما قال التقرير الصادر عن المنظمة، فإن وتيرة النزوح قد تباطأت من محافظة الحديدة، لكن بعض العائلات التي تستطيع توفير وسائل النقل أو السيارات الخاصة بها ما زالت تغادر المدينة للبحث عن مأوى آمن. إعداد: مريم مرغيش.
صورة من: picture-alliance/afk-images/H. Chapollion