التحالف المسيحي يتفق بشأن إنشاء مناطق عبور للاجئين
١ نوفمبر ٢٠١٥
توصل طرفا التحالف المسيحي الحاكم في ألمانيا إلى اتفاق بشأن إقامة مناطق عبور للاجئين، واصفاً الاتفاق بأنه "إجراء ملح لتحسين الرقابة" على حدود ألمانيا.
إعلان
أعلن طرفا التحالف المسيحي الديمقراطي الشريك الأكبر في الائتلاف الحاكم في ألمانيا مساء الأحد (الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر) عن التوصل إلى اتفاق بين المستشارة أنغيلا ميركل زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي وهورست زيهوفر زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بشأن إنشاء مناطق عبور للاجئين.
وأعلن الحزبان أن الجانبين اتفقا على ورقة موقف شاملة وصفت مناطق العبور بأنها "إجراء ملح لتحسين الرقابة على حدودنا". ويأتي هذا الاتفاق تخفيفاً لحدة الخلاف بين حزب ميركل وشريكه الأصغر في التحالف المسيحي حول السياسة المتعلقة باللجوء، حيث يطالب زيهوفر الحكومة الاتحادية بتشديد القواعد الخاصة باستقبال اللاجئين ويهدد بانسحاب حزبه من الائتلاف الحاكم في حال لم تستجب الحكومة لمطلبه.
من جانب آخر، أعرب مالو دراير رئيس حكومة ولاية راينلاند بفالتس الألمانية عن رفضه لإنشاء مناطق عبور للاجئين التي يطالب بها تحالف المستشارة ميركل المسيحي الديمقراطي. كما اتهم السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم هورست زيهوفر زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بـ"المشاكسة".
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال دراير إن إنشاء مناطق عبور يتطلب "مرافق ضخمة لعشرات الآلاف من الناس" وهذا أمر لا يمكن تنفيذه كما أنه يمثل إشكالية بالنسبة لسيادة لدولة القانون. وأعرب دراير عن اعتقاده بأن إنشاء ما يعرف بمراكز الدخول التي يقترحها الحزب الاشتراكي يعتبر "مشروعاً طموحاً، كما أنه أكثر معقولية بصورة واضحة من مناطق العبور".
ويبدي الحزب الاشتراكي انزعاجه من أن إبقاء اللاجئين الذين ليس لهم حق في البقاء في ألمانيا داخل مناطق العبور لحين ترحيلهم من البلاد.
ع.غ/ ع.ش (د ب أ)
صربيا- تجارة مربحة بسبب تدفق اللاجئين
يجتاز صربيا حاليا أعداد غير مسبوقة من اللاجئين. ويتوافد السكان المحليون على مخيمات اللاجئين لكسب المال، مقابل توفيرهم للاجئين الخدمات التي يحتاجونها بشدة. دييغو كوبولو يوثق في جولة مصورة الأزمة في منطقة البلقان.
صورة من: DW/D. Cupolo
أصبح نقل اللاجئين هو العمل الأسرع نموا في منطقة البلقان. أشخاص محليون مثل الألباني ليريدون بيزازلي، الذي يعيش في كوسوفو، يقفون خارج مخيم بريسيفو للاجئين ليبيعوا تذكرة الحافلة إلى كرواتيا مقابل 35 يورو (39 دولاراً). ويقول بيزازلي إنه لا يكسب أكثر من ثمانية يورو في اليوم من عمله في إحدى الحانات، في حين يجلب له بيع تذاكر الحافلات من 50 إلى 70 يورو يوميا.
صورة من: DW/D. Cupolo
وبغض النظر عن المكسب، يقول بيزازلي إنه غير فخور بوظيفته، وإنه يتفاوض من أجل أن يركب اللاجئون مجانا، وخاصة العائلات التي معها أطفال، وليس لها قدرة على تحمل ثمن التذاكر. ويضيف: "كنت لاجئا أيضا، لذلك أنا أعرف. يجب أن يكون ركوب الحافلات مجانا، فأوروبا تعطي صربيا المال لمساعدة اللاجئين، لكن حكومتنا لا تفعل الكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
المؤسسات التجارية القريبة من مخيمات اللاجئين مددت ساعات عملها لمواكبة الطلب بسبب تدفق حتى عشرة آلاف لاجئي جديد يوميا مثلما هو الحال في بريسيفو. محلات البقالة والمطاعم ممتلئة باستمرار بالزبائن. وتضاعفت الأسعار، ووصلت أحيانا إلى ثلاثة أضعاف. ويقول بيزازلي: "أنا لم أر أبدا في أي مكان آخر في صربيا سعر الهامبورغر مرتفعا بهذا الشكل."
صورة من: DW/D. Cupolo
أول ما يبحث عنه اللاجئون غالبا، غير المواد غير الغذائية، هو شريحة تليفون للاتصال بالأقارب والأصدقاء. ونتيجة لذلك، فإن عدداً لا يحصى من السكان المحليين يقومون ببيع البطاقات التليفونية بالقرب من المخيمات. لكن هناك أيضا بيع لبضائع أخرى مثل عربات كبار السن أو من لديه مشاكل في التنقل، مثل هذه المرأة الكردية من سوريا.
صورة من: DW/D. Cupolo
مع دخول فصل الشتاء وتزايد العواصف المطيرة، يواصل العديد من اللاجئين رحلتهم بدون أحذية. وبسبب ذلك يعانون من أمراض خطيرة في الأقدام والتهابات جلدية، وفقا لستيفان كورديز، المنسق الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود في جنوب صربيا (MSF). وهنا وجد عدد من السكان المحليين الفرصة لكسب المال عن طريق بيع الأحذية والجوارب بالقرب من مخيمات اللاجئين.
صورة من: DW/D. Cupolo
يتحتم على البلدان الواقعة على طريق المهاجرين في البلقان تسجيل الوافدين الجدد. وفي بعض الأحيان يتسبب ذلك في خلق طوابير طولها كيلومترات. ووفقا لمتطوعة من بريسيفو اسمها دانييلا غابريل، فإن بعض سائقي الحافلات يجمعون أوراق التسجيل من المهاجرين، الذين ينقلونهم إلى كرواتيا ومن ثم يعيدون بيعها للأشخاص الذين لا يريدون الوقوف في الطوابير.
صورة من: DW/D. Cupolo
وتقول غابريل إن بعض سائقي الحافلات وسيارات الأجرة يقومون حاليا بتحصيل أجرة النقل إلى كرواتيا من اللاجئين، لكنهم يتركونهم في مدن صربية، ويفهمونهم أنهم بذلك يمكنهم العبور من مناطق لا توجد فيها نقاط تسجيل. ولأجل مساعدة اللاجئين في تجنب الحيل والادعاءات الكاذبة، كتبت غابريل لوحة معلومات أساسية عند مدخل مخيم بريسيفو وترجمتها إلى عدة لغات.
صورة من: DW/D. Cupolo
بينما قال متطوعون آخرون، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إنهم تلقوا تهديدات بالقتل لأنهم يقومون بتوجيه اللاجئين نحو الحافلات، ويحذرونهم من أجل تجنب سائقي سيارات الأجرة، الذين يمكن أن يمثلوا خطورة. وقال الكسندر ترافيله، وهو متطوع في بريسيفو، إن عائلة مكونة من ستة أشخاص تمت سرقتها تحت تهديد السلاح من قبل سائق سيارة أجرة بعدما دفعت 80 يورو عن كل شخص منهم أجرة لتوصيلهم إلى كرواتيا الأسبوع الماضي.
صورة من: DW/D. Cupolo
ويعترف بيزازلي أنه يدفع للشرطة المحلية مائة يورو أسبوعيا لكي يسمحوا له ببيع تذاكر الحافلات في مخيم اللاجئين في بريسيفو، ويقول: "بمجرد أن تمنحهم ما يريدون يتركونك وشأنك." بينما قال عدد من المتطوعين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم إنهم أيضا شاهدوا سائقي سيارات تاكسي يدفعون لضباط شرطة، "لكن هذا لا يعني أن جميع رجال الشرطة يأخذون رشاوى"، حسب ما قال أحد المتطوعين.
صورة من: DW/D. Cupolo
ومع دخول الطقس البارد تقوم الفنادق على طول طريق المهاجرين عبر البلقان بتسكين المزيد والمزيد من اللاجئين. ويقول المتطوعون إن أصحاب الفنادق ينتقون بعناية شديدة اللاجئين الذين يسكنوهم في الفنادق. وكثيرا ما يرفضون إسكان اللاجئين إلا بعد أن يدفعوا أسعارا أعلى من أسعار السوق، لذلك تتكدس أعداد كبيرة من اللاجئين في غرف الفنادق. إعداد: دييغو كوبولو، بريسيفو- صربيا/ ص.ش