التحالف يقرر استمرار فتح ميناء الحديدة رغم صاروخ الحوثيين
٢٠ ديسمبر ٢٠١٧
أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن استمرار فتح ميناء الحديدة لمدة شهر لإدخال المواد الغذائية، رغم قيام الحوثيين أمس الثلاثاء بإطلاق صاروخ باليستي تجاه العاصمة الرياض، فيما نفت إيران بحزم تقديم أسلحة للحوثيين.
إعلان
قال التحالف الذي تقوده السعودية لقتال الحوثيين في اليمن اليوم (الأربعاء 20 ديسمبر/ كانون الأول 2017) إنه قرر إبقاء ميناء الحديدة، الميناء الرئيسي في اليمن، مفتوحا على الرغم من هجوم صاروخي شنه الحوثيون المتحالفون مع إيران باتجاه العاصمة السعودية الرياض.
وكان التحالف، الذي يسيطر على المجال الجوي اليمني ويتحكم في الوصول إلى موانئه، أغلق الشهر الماضي جميع المنافذ البحرية والجوية والبرية إلى اليمن بعد هجوم صاروخي مماثل على مطار الرياض الدولي. وذكرت السلطات السعودية أنها اعترضت كلا الصاروخين دون أن يتسببا في أضرار مادية.
وقال التحالف في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "استمرارا لحرص دول تحالف دعم الشرعية في اليمن على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق ونتيجة لتكثيف الإجراءات المتعلقة بالتفتيش، فإن قيادة التحالف تعلن عن استمرار فتح ميناء الحديدة للمواد الإنسانية والإغاثية، والسماح بدخول السفن التجارية بما فيها سفن الوقود والمواد الغذائية لمدة ثلاثين يوما لتطبيق مقترحات مبعوث الأمين العام الخاص لليمن بشأن ميناء الحديدة".
ولم تورد الوكالة تفاصيل بشأن المقترحات لكن التحالف يطالب بتشديد نظام تفتيش تشرف عليه الأمم المتحدة جرت الموافقة عليه في 2015 لمنع وصول الأسلحة للحوثيين. والحديدة هو المنفذ الرئيسي لدخول الغذاء والإمدادات الإنسانية إلى اليمن.
في سياق متصل، نفى ناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية "بحزم" الاتهامات الأميركية والسعودية لطهران بتسليح المتمردين الحوثيين في اليمن. وقال بهرام قاسمي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية "ليست لدينا أي علاقة تسلح مع اليمن (...) نرفض الاتهام الذي يفيد أن إيران تقدم أسلحة إلى مجموعات مختلفة (في الشرق الأوسط) وننفي ذلك بحزم". وردا على هذه الاتهامات قال قاسمي إن "الحصار" الذي فرضته السعودية وحلفاؤها العرب المشاركين عسكريا في اليمن ضد الحوثيين يجعل من المستحيل تسليم أي أسلحة. واضاف أنه لو كانت إيران تسلم الحوثيين أسلحة "لامتلكت شجاعة" إعلان ذلك.
ح.ز/ ه.د (أ.ف.ب / د.ب.أ / رويترز)
السعودية والمستنقع اليمني - حرب مكلفة
رغم مرور 33 شهراً على بدء العمليات العسكرية السعودية ضد الحوثيين وحليفهم السابق علي عبد الله صالح، إلا أن تلك الحملة لم تحقق الكثير؛ فالكلفة الاقتصادية كبيرة والتنديد الدولي يتصاعد ومؤخراً أصبحت الرياض في مرمى الصواريخ.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين وحليفهم السابق الرئيس المقتول علي عبدالله صالح. يقول المشاركون فيه إنه جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن. وذلك بعد بسط الحوثيين وقوات صالح نفوذها على مناطق واسعة.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
يرى مراقبون أن الكلفة الباهظة مالياً وبشرياً في ظل الفشل في تحقيق انتصارات على أرض المعركة أدخل المملكة السعودية في مأزق، لا سيما مع انخفاض واردات النفط وهو ما تجسد في تفاقم العجز في الموازنة العامة للمملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Pain
أعلن وزير المالية السعودي، محمد بن عبد الله الجدعان، أن العجز في الميزانية السعودية خلال الربع الثالث من العام الجاري 2017 بلغ 7.48 مليار ريال، وبلغ الدين العام بنهاية الربع الثالث من السنة المالية الحالية 8,375 مليار ريال سعودي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Hasan Jamali
وبعد مرور ما يقرب من 33 شهراً على بدء هذه الحملة العسكرية تتزايد الصعوبات على المملكة بشأن التدخل العسكري في اليمن، إذ ان التفهم الدولي الذي قوبل به التدخل العسكري في بدايته اختفى وحل بدلاً منه انتقادات دولية لا سيما على الصعيد الإنساني.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
أكدت "منظمة هيومن رايتس ووتش" أن التحالف العربي بقيادة السعودية استخدم صواريخ عنقودية في عدة هجمات بمحافظة حجة شمال غرب اليمن ممّا أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. ودعت المنظمة إلى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق.
صورة من: DW/M. al-Haidari
وخلّفت هذه الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، وجعلت نحو 80% من سكان البلاد، البالغ عددهم حوالي 27 مليون نسمة، بحاجة إلى المساعدات. وتسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصاً منذ آذار/مارس 2015 وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الآلاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.
صورة من: obs/UNO-Flüchtlingshilfe/UNHCR/M. Hamoud
ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة فقد "بلغ إجمالي الوفيات بسبب مرض الكوليرا 2230 حالة، في حين بلغ عدد وفيات وباء الديفتيريا أكثر من 300 حالة، كما تفشت الأمراض بسبب انعدام الأمصال الواقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Al-Ansi
شكل مقتل الرئيس السابق والحليف السابق للحوثيين، علي عبد الله صالح، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول على أيدي الحوثيين ضربة أخرى للجهود السعودية التي راهنت على قدرة صالح على حسم الوضع عسكرياً بعد أن انقلب على الحوثيين قبل أيام من مصرعه.
صورة من: Reuters/Houthi Security Services Media
في 19 ديسمبر/ كانون الأول أعلنت السعودية تصديها لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه الرياض، في حين أعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ أطلقه مسلحو جماعة الحوثي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وعلى خلفية ذلك، وجهت السعودية هجوماً حاداً على إيران، واتهمتها بتزويد الحوثيين بمثل هذا الصواريخ.
صورة من: Reuters
أكد بهنام بن طاليبل المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات لفرانس برس أن هذه الصواريخ تعتبر "استنزاف إيراني لأموال السعودية، والهدف هو إطالة أمد الحرب". وقال إن رغبة إيران الواضحة في المخاطرة بنقل صواريخ إلى الحوثيين تشير إلى أن ساحة المواجهة في اليمن "ربما ليست هامشية لإيران كما كان يعتقد من قبل".
صورة من: Getty Images/AFP/S. al-Obeidi
فرضت السعودية حصاراً خانقاً على منافذ اليمن البحرية والجوية بعد إطلاق الصاروخ في اتجاه الرياض، بسبب مخاوفها من تهريب الأسلحة إلى داخل اليمن، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، وأدى إلى زيادة الضغوط الدولية على الرياض. إعداد: علاء جمعة