التحقيقات الأولية تشير إلى أن خطأ بشرياً هو المسؤول عن تصادم قطارين في جنوب ألمانيا نجم عنه مقتل تسعة أشخاص وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، في الوقت الذي أعربت فيه المستشارة ميركل عن "صدمتها".
إعلان
صرحت مصادر مقربة من التحقيقات الخاصة بحادث تصادم قطارين في ولاية بافاريا جنوب ألمانيا لوكالة الأنباء الألمانية بأن التحقيقات الأولية أفادت بأن "خطأ بشرياً" تسبب في حادث التصادم بين القطارين الثلاثاء (التاسع من شباط/ فبراير 2016).
ولم يُعرف بعد على وجه الدقة المسؤول عن الحادث، الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص، فضلاً عن إصابة العشرات بجروح متفاوتة.
من جانبها، أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء عن تعاطفها مع عائلات الضحايا الذين قتلوا في حادث تصادم قطارين جنوب البلاد، وقالت: "أشاطر أيضاً المصابين العديدين الذين يصارعون مع تداعيات الحادث آلامهم".
ووجهت ميركل الشكر إلى فرق الإنقاذ في المنطقة الذين يقدمون الرعاية للمصابين في ظل ظروف صعبة. واختتمت ميركل تصريحاتها، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية، بالقول: "أنا واثقة من أن السلطات المختصة ستعمل على توضيح كيفية وقوع الحادث".
وارتفعت حصيلة قتلى حادث تصادم القطارين في ولاية بافاريا صباح الثلاثاء إلى تسعة أشخاص على الأقل، فيما أصيب نحو 80 شخصاً آخر بجروح متفاوتة. وقال متحدث باسم الشرطة إن من المرجح أن يكون سائقا القطارين بين قتلى الحادث، الذي يعد أسوأ حادث قطار في ألمانيا منذ خمسة أعوام، بعد اصطدام قطار نقل في ولاية سكسونيا أنهالت في كانون الثاني/ يناير عام 2011 بقطار بضائع، الأمر الذي أدى إلى مقتل عشرة أشخاص.
وكان متحدث باسم الشرطة قد صرح في وقت سابق من مكان الحادث بمنطقة باد أيبلينغ، عقب دخول فرق الإنقاذ إلى العربات التي تداخلت في بعضها البعض بفعل التصادم: "وفقاً للوضع الحالي، لدينا للأسف ثماني حالات وفاة"، مضيفاً أن من غير المستبعد حتى الآن العثور على مزيد من القتلى.
وذكر المتحدث فى وقت سابق أن عدد المصابين وفقاً للوضع المعلن يبلغ 90 مصاباً، بينهم 40 يعانون من إصابات بالغة و15 في حالة خطيرة.
ووقع الحادث صباح اليوم جراء اصطدام قطارين متوجهين على سكة أحادية المسار بين مدينتي هولتسكيرشن وروزنهايم. وخرج أحد القطارين عن مساره، الأمر الذي أدى إلى انقلاب العديد من عرباته. وكانت عملية وصول فرق الإنقاذ إلى الضحايا صعبة بسبب وقوع الحادث في منطقة حرجية على حافة أحد الأنهار الفرعية.
وتوجهت سيارات إسعاف ومروحيات لإغاثة المصابين. وتولت المروحيات نقل الحالات الخطرة إلى مستشفيات، بينما جرى معالجة الإصابات الطفيفة في مكان الحادث. ولم يعرف بعد سبب الحادث الذي وقع في حوالي الساعة 6.50 صباحاً بالتوقيت المحلي.
ويعود القطاران لشركة "ميريديان" الخاصة التي تشغلها شركة "بايريشه أوبرلاند بان" للسكك الحديدية.
م.أ.م/ ي.أ (د ب أ)
القطارات السريعة – ثورة في عالم التنقل والسفر!
يحاول المهندسون منذ مطلع 2016 تطوير قطار فائق السرعة تصل سرعته إلى 1200 كلم/ساعة يسير في أنبوب شبه خال من الهواء، بينما بدأ العمل بأول قطار سريع سنة 1964، وهناك حاليا الكثير من هذه القطارات، نتعرف على أهمها.
صورة من: Hyperloop Technologies
قدم الملياردير الأمريكي إلون موسك خطة جديدة في عالم التكنولوجيا المتطورة تضاهي حلمه في غزو الفضاء وتسيير رحلات تجارية سياحية عبر شركته "سبايس إكس". والحلم الجديد لموسك هو قطار يسير بسرعة 1200 كلم/ساعة. وبدأ العمل في المشروع الجديد مطلع عام 2016 في سانت فرانسيسكو بالتعاون مع شركة "تيسلا" المصنعة للسيارات.
صورة من: picture-alliance/SpaceX via AP/P. Larson
القطار الجديد اسمه "هايبرلوب" ويسير على سكة حديد في أنبوب خاص يكون فيه الضغط منخفضا جدا حتى لا يؤثر على سرعة القطار. ولا يمكن إفراغ الأنبوب بالكامل من الهواء من الناحية التقنية، إذ تحتوي الأنانيب التي يمر عبرها هذا القطار على كمية قليلة من الهواء.
صورة من: Hyperloop Technologies
الجديد في المشروع العملاق لقطارات "هايبرلوب" هو أنه يمكنه السفر عبر أنبوب يمر عبر نفق تحت البحر مثلا. وهذا ما قد يسهل الحصول على الموافقات الرسمية لبنائه. المشروع ما زال قيد التجربة، وتجرى التجارب بالقرب من مدينة لاس فيغاس الأمريكية في ولاية نيفادا.
صورة من: Hyperloop Technologies
يطير "هايبرلوب" على وسادات هوائية تنشأ بسبب السرعة الفائقة للقطار. ويمكن للقطار أن يصل إلى سرعة 1200 كلم/ ساعة. وما زالت هناك بعض المخاوف على صحة الإنسان بسبب السرعة الكبيرة هذه والتي قد تؤثر على جسمه. بالإضافة إلى ذلك لا يعرف حتى الآن كيف يمكن إنقاذ حياة شخص ما في حالة الطوارئ أثناء سير مثل هذه القطار.
صورة من: picture-alliance/SpaceX via AP/P. Larson
تجربة الأنابيب المفرغة من الهواء ليست بالجديدة في عالم قطارات السرعة، ففي سويسرا قام المهندسون ببناء نفق خاص لعبور قطار الأنفاق (الميترو) يربط المدن الرئيسية في البلد. ويمكن للقطار السويسري السير بسرعة 500 كلم/ ساعة لكنه يختلف في التقنية، إذ يعتمد على تقنية القطار المغناطيسي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Swissmetro
أما قطار "ماغليف" المغناطيسي الياباني الطائر فنجحت تجربته واستطاع القطار أن يصل إلى سرعة 603 كلم/ ساعة دون مشاكل. وسيبدأ العمل بالقطار الجديد في سنة 2027 ليربط بين طوكيو وناغويا.
صورة من: picture-alliance/dpa
يتميز قطار "ماغليف" بشكله الغريب ويعمل بالقوة المغناطيسية ومنها جاء اسمه "ماغنيتيك ليفيتيشن" وتعني القطار المغناطيسي المعلق. وتتحكم هذه الطاقة بحركة وسير وتوقف القطار.
صورة من: picture-alliance/AP/Yomiuri Shimbun
أما "ترانسرابيد" شنغهاي فيعد حاليا أسرع قطار في العالم. ويسير القطار بتقنية "التحليق المغناطيسي" أيضا وتصل سرعته إلى 430 كلم/ساعة. ويمكن للقطار أن يوصل ركابه من أطراف مدينة شنغهاي إلى مطار المدينة ويقطع مسافة 30.5 كيلومترا في 8 دقائق فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
التقنية التي استعملت مع القطار الصيني هي ألمانية وكانت قد اختبرت بنجاح من قبل شركتا سيمنس وتيسن كروب. وسار القطار التجريبي لأول مرة بهذه التقنية سنة 1983. لكن التجارب الألمانية لهذه التقنية توقفت بسبب عدم توافق الساسة الألمان عليها وعلى تمويل مشاريعها الباهظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعتمد شركة القطارات الألمانية "دويتشه بان" على قطارها السريع "إي أس يي"، والذي نجح في سنة 1988 في الوصول إلى سرعة 406 كلم/ ساعة. وتسير قطارات "إي أس يي" في العادة بسرعة تصل إلى 300 كلم/ساعة. ولقيت هذه القطارات إقبالا وطلبا كبيرا عليها، وأصبحت تسير في إسبانيا والصين وروسيا وبريطانيا وتركيا.
صورة من: imago/imagebroker
قطارات "إي أس يي" من نوع "فيلارو" لا تحتوي على محركات مركزية تقليدية، وإنما محركات تعمل تحت جميع محاور العربات وأسرع قطار من هذا النوع يسير في الصين واستطاع في سنة 2010 الوصول إلى سرعة 486 كلم/ساعة. أما القطارات الأخرى في الصين من "إي أس يي" فلا تتجاوز سرعتها 380 كلم/ساعة.
صورة من: imago/UPI Photo
أما أسرع القطارات التقليدية حاليا فما زال قطار "تي غي في" الفرنسي الذي بدأ العمل به في سنة 1981. وتصل سرعة الموديلات الحديثة منه إلى 574 كلم/ساعة، فيما تسير القطارات الأخرى من "تي غي في" حاليا بسرعة 320 كلم/ساعة. وتسير هذه القطارات في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وسويسرا وإيطاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Sasso
كان القطار الياباني "شنكانسين" أول قطار سريع في العالم بعد أن وصل إلى سرعة 210 كلم/ساعة في سنة 1964 أثناء الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو. وتسير هذه القطارات حاليا بسرعة لا تتجاوز 320 كلم/ساعة.
صورة من: cc-by-sa/D A J Fossett
لكن زيادة السرعة هي ليست التطور التكنولوجي الوحيد التي تسعى لتحقيقه شركات القطارات، ففي ألمانيا قررت شركة القطارات "دويتشه بان" استخدام قطار "إي أس يي4" الذي يحتوي على 12 عربة ويتسع إلى 830 مسافرا ويصل طوله إلى 350 مترا ليكون القطار السريع الأكبر في العالم. لكن القطار الجديد سوف لن ينافس في عالم السرعة إذ تصل سرعته القصوى إلى 250 كلم/ ساعة فقط.