التحقيقات مستمرة: ما الذي جاء باسم ترامب على ظهر حيوان بحري؟
١٣ يناير ٢٠٢١
حتى الحيوانات لم تسلم من تداعيات اقتحام الكونغرس الأمريكي؛ إذ عثر على حيوان مائي يعرف بخروف البحر (بقر البحر) وقد نحث على ظهره اسم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
إعلان
تبحث السلطات في ولاية فلوريدا الأمريكية عن شخص غريب قام بنحت اسم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب على ظهر حيوان ثدي مائي يعرف بخروف البحر. وقال المسؤول في الحياة البرية كريغ كافانا إن الجاني مهدد بدفع غرامة تصل إلى 50 ألف دولار (حوالي 41 ألف يورو) ، بحسب صحيفة "سيتروس كاونتي كرونيكل" المحلية.
وتم العثور على الحيوان في نهر هوموساسا في غرب فلوريدا. وانتشر مقطع فيديو نشرته صحيفة "سيتروس كاونتي كرونيكل"، ظهر فيه اسم "ترامب" بوضوح منحوتاً على ظهر الحيوان. على الرغم من أن هذا الحيوان كان يبدو سليماً، إلا أن تعرض هذه الحيوانات للمضايقة يعتبر جريمة جنائية فدرالية من الدرجة الأولى. وتصل عقوبتها إلى غرامة قدرها 50 ألف دولار أو السجن لمدة عام وفق الصحيفة. إذ يعتبر خروف البحر أحد الحيوانات المائية المعرض لخطر الإنقراض في ولاية فلوريدا ويحظى بالحماية من قبل قانون حماية الانواع المعرضة للخطر، وفق ذات المصدر. ما تطلب إجراء تحقيق للوصول إلى الجاني.
ويشار إلى ان فلوريدا هي موطن لحوالي 7500 من خراف البحر وتعتاد المنطقة على تدفق هذه الحيوانات في هذا الوقت من السنة، إذ أنها تنجذب بمياه الينابيع التي تغذي النهر القريبة من الضفاف. كما أن النهر مقصد شهير للسياح. وفي المياه الضحلة يمكن لمس خراف البحر، وهي غير ضارة على الرغم من حجمها - وهذا يجعل من السهل مهاجمتها.
ووفقاً للجنة فلوريدا لحماية الأسماك والحياة البرية، مات 637 من هذا النوع المهدد بالإنقراض العام الماضي، 90 منهم من جراء اصطدام القوارب و15 من التدخل البشري في الطبيعة.
نوهت الصحيفة إلى أن رسالة ترامب على ظهر خروف البحر تأتي بعد أيام مناقتحام مؤيدي ترامب مبنى الكابيتول بواشنطن والتداعيات التي تلتها، آخرها دراسة الكونغرس الأميركي قرار عزل الرئيس الأميركي ترامب ومحاكمته، قبل بضعة أيام له في الحكم. فهل وصلت تداعيات سياسته عالم الحيوان؟
إ.م/خ.س (أ ف ب)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ