1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التحول الطاقي في ألمانيا.. نصف الاحتياج ونصف الحياد المناخي

١٩ سبتمبر ٢٠٢٥

تولد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة بالفعل 63 في المائة من الكهرباء في الشبكة الألمانية. والهدف هو تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045. ما مدى التقدم المحرز في التحول في مختلف القطاعات؟

BdTD ألمانيا، ضباب الخريف في بيرغهايم
BdTD ألمانيا، ضباب الخريف في بيرغهايمصورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance

تسعى ألمانيا إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045. ولتحقيق ذلك لا بد من إجراء تحول شامل. لكن التقدم لا يسير بنفس السرعة في كل مكان.

على المسار الصحيح بفضل مصادر الطاقة المتجددة

شهد توليد الطاقة الكهربائية تغيرات جذرية خلال الـ 15 عاما الماضية. 63 في المائة من الطاقة الكهربائية في ألمانيا تأتي اليوم من مصادر الطاقة المتجددة، بينما كانت النسبة 19 في المائة فقط في عام 2010.

 تشكل طاقة الرياح الآن 27 في المائة من مزيج الكهرباء والطاقة الكهروضوئية 21 في المائة. قبل 15 عاما كان الفحم والطاقة النووية والغاز الطبيعي (12 في المائة) أهم مصادر الطاقة.

منذ ذلك الحين انخفضت نسبة توليد الكهرباء من الفحم إلى النصف وتبلغ اليوم 22 في المائة. لا تزال محطات الطاقة الغازية توفر 12 في المائة من الكهرباء، في حين تم إيقاف تشغيل محطات الطاقة النووية تماما.

الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تخفضان أسعار الكهرباء في ألمانيا. والآن تحتاج شبكة الكهرباء إلى مزيد من المرونة.صورة من: Arnulf Hettrich/imageBROKER/picture alliance

ونتيجة لذلك انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن توليد الكهرباء بمقدار الثلث. وحسب تقرير الخبراء حققت ألمانيا رسميا أهدافها المناخية المحددة لعام 2024. وحسب التحليل الحالي الذي أجرته Agora Energiewende فإن "نصف الطريق نحو الحياد المناخي قد تم قطعه".

وقد لعب انخفاض الأسعار بشكل كبير وزيادة كفاءة التكنولوجيا دورا مهما في ذلك. فأسعار الألواح الشمسية اليوم لا تزيد عن عُشر أسعارها في عام 2010.

وبذلك تبلغ تكلفة  توليد الطاقة الشمسية من الأسطح حوالي 9 سنتات يورو فقط لكل كيلوواط ساعة مع تخزين البطاريات حوالي 12 سنت يورو لكل كيلوواط ساعة أي ثلث تكلفة الكهرباء من الشبكة.

تنتج محطات الطاقة الشمسية الكبيرة في ألمانيا المزودة بخزانات بطاريات الكهرباء حاليا حوالي 7 سنتات/كيلوواط ساعة وهو ما يقل بثلاث مرات عن تكلفة محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالغاز الطبيعي.

كما أصبحت طاقة الرياح رخيصة جدا حيث تبلغ تكلفتها اليوم في ألمانيا حوالي 7 سنتات/كيلوواط ساعة في المحطات البرية الجديدة وحوالي 8 سنتات/كيلوواط ساعة في المحطات البحرية. وبفضل محطات طاقة الرياح الأعلى ذات الأجنحة الأطول انخفضت تكلفة طاقة الرياح إلى النصف خلال الـ 15 عاما الماضية.

التوسع السريع ضروري لأن الطلب على الكهرباء سيرتفع بشكل كبير في المستقبل بسبب زيادة الكهربة وارتفاع الطلب على مراكز البيانات. في عام 2024 تم استهلاك 466 تيراواط ساعة من الكهرباء في ألمانيا، وحسب التوقعات الحالية للحكومة الفيدرالية سيصل الاستهلاك إلى حوالي 750 تيراواط ساعة في عام 2030.

صورة رمزية، ألواح شمسية لتوليد الطاقة النظيفة على سطح مبنى سكنيصورة من: Michael Piepgras/CHROMORANGE/picture alliance

عقبات تعترض إعادة هيكلة نظام الطاقة

يعتمد توليد الكهرباء من الرياح والشمسعلى الطقس. عندما يكون هناك الكثير من الرياح وأشعة الشمس تكون الكهرباء رخيصة جدا في السوق. عندما يكون هناك القليل من الرياح وأشعة الشمس تنتج محطات الطاقة الغازية الكثير من الكهرباء وبالتالي ترتفع تكاليف الكهرباء بشكل كبير.

يمكن خفض هذه التكاليف من خلال التوسع الكبير في طاقة الرياح والطاقة الشمسية وشبكات الكهرباء الأوروبية وزيادة سعة تخزين البطاريات. وعلى الرغم من أن توسع الشبكات قد تقدم أيضا في ألمانيا خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أنه لا يزال متخلفا عن الأهداف المحددة.

من أجل تحقيق التوازن بين إنتاج الكهرباء والطلب عليها تعتبر بطاريات التخزين في  شبكة الكهرباء وكذلك وحدات التخزين في المباني والصناعة والمركبات الكهربائية عناصر مهمة. ترغب العديد من الشركات في تركيب مجمعات بطاريات كبيرة وقد انخفضت تكاليف ذلك بشكل ملحوظ. ومع ذلك لا يزال هناك نقص في "خطة عمل واضحة" لدمج وحدات التخزين بشكل منهجي، كما يقول كارستن كورنيغ، المدير التنفيذي للاتحاد الألماني لصناعة الطاقة الشمسية.

 وحسب حسابات السيناريوهات ستحتاج ألمانيا إلى مخازن طاقة بسعة 100 غيغاواط ساعة بحلول عام 2030 وحوالي 180 غيغاواط ساعة بحلول عام 2045. وتبلغ الطاقة المركبة حاليا لمخازن البطاريات 22 غيغاواط ساعة ولمخازن الضخ 10 غيغاواط ساعة.

بالإضافة إلى ذلك تساعد ما يسمى بالتعريفات الديناميكية للكهرباء. في أوقات النهار عندما يتم توليد كمية كبيرة من  الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تكون الكهرباء في الشبكة أرخص. وعندما يتم توليد كمية قليلة تصبح أكثر تكلفة. وبذلك يمكن للمستهلكين ومراكز البيانات التوفير إذا استخدموا الكهرباء بشكل أساسي في الأوقات الرخيصة.

منشأة تخزين مزودة بحاويات بطاريات بالقرب من مدينة كيل: تخزن المنشأة الكهرباء لأكثر من 170,000 أسرة، عندما يكون الطلب عليها مرتفعا بشكل خاص في الصباح والمساء.صورة من: Axel Heimken/AFP/Getty Images

ومع ذلك يتعين تركيب المزيد من  عدادات الكهرباء الذكية من أجل تسجيل كميات الكهرباء في الوقت المناسب وهنا تكمن المشكلة. لم يتم تركيب هذه العدادات حتى الآن سوى لدى 3% من عملاء الكهرباء في حين تم تركيبها لدى أكثر من 90% من العملاء في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى مثل فرنسا وإسبانيا.

ماذا عن المضخات الحرارية؟

في عام 2025 ستصبح المضخة الحرارية لأول مرة أكثر تقنيات التدفئة مبيعا في ألمانيا. وتتوقع رابطة الصناعة أن يتم تركيب 260 ألف مضخة جديدة هذا العام. ومع ذلك حسب خطط الحكومة الفيدرالية يجب تركيب ما لا يقل عن 500 ألف مضخة سنويا حتى تتمكن  ألمانيا من تحقيق هدفها المناخي في قطاع المباني.

إجمالا تم تركيب حوالي 1.8 مليون مضخة حرارية للتدفئة في ألمانيا حتى الآن وهو ما يمثل حوالي 5% من أنظمة التدفئة. ومع ذلك لا يزال أكثر من 90% من التدفئة في ألمانيا يعتمد على الغاز والنفط.

الدول الاسكندنافية المجاورة متقدمة جدا في هذا المجال. فالتدفئة هناك لا تعتمد على النفط والغاز، بل على المضخات الحرارية والكتلة الحيوية.

يدفع أصحاب المنازل المزودة بمضخات حرارية في ألمانيا اليوم حوالي ثلث تكلفة الطاقة مقارنة بالتدفئة بالغاز الطبيعي. ومع ذلك فإن مضخات الحرارة أغلى من غازات الاحتراق الطبيعي في الشراء. وبدون الإعانات الحكومية الحالية لن يتم تحقيق  الأهداف المناخية في قطاع المباني. ويؤيد الخبراء توسيع نطاق الدعم لتركيب وتوسيع شبكات التدفئة باستخدام المضخات الحرارية الكبيرة والطاقة الحرارية الأرضية.

يمكن شحن الشاحنات الكهربائية بسرعة أيضا ، المركبات الكهربائية لها تكاليف طاقة أقلصورة من: Peter Schatz/picture alliance

تحول النقل يحتاج إلى تسريع وتيرته

وفي قطاع النقل تتخلف ألمانيا كثيرا عن أهدافها المناخية. حاليا لا يزيد عدد السيارات الكهربائية عن 4% من إجمالي السيارات البالغ عددها 50 مليون سيارة وتصل النسبة إلى 7% إذا أضفنا السيارات الهجينة.

لكن على الأقل هناك اتجاه نحو زيادة عدد  السيارات الكهربائية. في أغسطس 2025 كانت حوالي واحدة من كل خمس سيارات (19%) مسجلة حديثا تعمل بالكهرباء بالكامل ومع إضافة الطرازات الهجينة بلغت النسبة أكثر من النصف (59%).

 بلغت نسبة السيارات الجديدة التي تعمل بمحركات احتراق داخلي 41 في المائة في أغسطس، بينما كانت 51 في المائة في العام السابق.

لا تزال السيارات الكهربائية في ألمانيا أكثر تكلفة ولا يوجد سوى عدد قليل من السيارات الكهربائية الجديدة التي يقل سعرها عن 20 ألف يورو. الصين متقدمة جدا في هذا المجال. هناك تكلف السيارات الكهربائية أقل من السيارات المماثلة التي تعمل بمحركات احتراق داخلي كما أن الطرازات أرخص بكثير من تلك الموجودة في ألمانيا.

كما أن عدد  الشاحنات الكهربائية في ألمانيا آخذ في الازدياد الآن. من بين حوالي 3.8 مليون مركبة، هناك حوالي 90.000 مركبة تعمل بالكهرباء.

متى سيكون هناك ما يكفي من الهيدروجين المحايد مناخيا؟

لكن الكهرباء الصديقة للمناخ ليست كافية لجميع القطاعات. فصناعات الصلب والكيماويات والنقل البحري والجوي على وجه الخصوص تحتاج أيضا إلى الهيدروجين كمصدر للطاقة.

ألمانيا غارزفايلر 2025، حديقة شمسية على مساحة منجم مفتوح أعيدت زراعتهاصورة من: Jochen Tack/picture alliance

تريد الحكومة الألمانية بناء قدرة تحليل كهربائي لإنتاج الهيدروجين تبلغ 10 غيغاوات بحلول عام 2030. وحسب التوقعات، ستكون هناك حاجة إلى حوالي 400 غيغاوات لتغطية احتياجات الهيدروجين بشكل كامل ومحايد مناخيا بحلول عام 2045. ولتحقيق ذلك من المقرر إنشاء شبكة هيدروجين بطول 9000 كيلومتر بحلول عام 2032.

ويؤكد الخبراء أن تنفيذ هذا المشروع يمثل فرصة للصناعة الألمانية لتولي دور قيادي في هذا المجال. ولكن لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به لتحقيق ذلك.

 ويبدو وزير البيئة الألماني الجديد كارستن شنايدر متفائلا في هذا الصدد. "يمكننا تحقيق مكاسب كبيرة إذا أظهرنا هنا في ألمانيا، البلد المصدر كيف يمكن أن ينجح تحديث الصناعة. لأن الحماية الناجحة للمناخ تعني أيضا جعل اقتصادنا قادرا على الصمود في أسواق المستقبل".

أعده للعربية: م.أ.م (ع.ج.م)

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW