1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"التردد الدولي تجاه ليبيا يشجع الأنظمة الأخرى على قمع معارضيها"

١٦ مارس ٢٠١١

هل لتشدد الحكومة البحرينية مع معارضيها واستنجادها بالقوات السعودية علاقة بمعارك أجدابيا ومصراته في شرق ليبيا؟ نعم، يقول مراقبون. فتردد المجتمع الدولي في وضع حد لممارسات القذافي ضد معارضيه شجع أنظمة أخرى على أن تحذو حذوه.

فض اعتصام دوار اللؤلؤة بالقوة يخلف قتلى وجرحىصورة من: AP

منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في ليبيا وتحولها إلى مواجهات مسلحة بين قوات المعارضة والقوات الموالية للقذافي، تناقش الدول الكبرى كيفية التعامل مع الوضع الليبي وتطوراته المتلاحقة. وتحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوربيون الاستفادة من تجارب سابقة وخاصة العراق وأفغانستان. وهذا التردد في اتخاذ موقف حاسم تجاه الوضع في ليبيا، وما يقوم به القذافي من استخدام للعنف والقمع الدموي لمناوئه، وعدم التوصل حتى الآن إلى اتفاق دولي حول فرض منطقة حظر جوي علي ليبيا، رغم الضوء الخضر من الجامعة العربية في هذا الشأن؛ يعود إلى التجربة المرة للغرب في العراق وأفغانستان.

ودفع ذلك كثيراً من المراقبين إلى القول بأن هذا الموقف الدولي شجع دولاً أخرى على التشدد في قمع الاحتجاجات كما هو حاصل في اليمن والبحرين التي وصل الأمر بها إلى الطلب من دول مجلس التعاون الخليجي إرسال قوات للمساعدة في قمع الاحتجاجات وإخماد نارها. وفي هذا السياق يقول الاعلامي الليبي المعارض حسن الأمين، إن الموقف الدولي خلف "استياءً كبيراً بين الليبيين في الداخل والخارج، من التباطؤ غير المبرر للمجتمع الدولي" وهذا ما شجع القذافي على تصعيد قمعه وعملياته العسكرية و"إبادة الشعب" حسب رأي الأمين في حواره مع دويتشه فيله.

استنساخ تجربة القمع الليبية في البحرين

الموقف الدولي يشجع القذافي على استخدام العنف والقمع الدموي ضد المحتجينصورة من: dapd

وقد انعكس الموقف الدولي المتراخي تجاه الأزمة الليبية والقمع الذي تمارسه القوات الموالية للقذافي، على الوضع في البحرين، وهذا ما يؤكده عبد الحميد مراد، رئيس اللجنة المركزية لجمعية العمل الوطني الديمقراطي في البحرين، إذ أن "عدم إعطاء المجتمع الدولي قضية البحرين ومطالب شعبه ما يستحقه من اهتمام، شجع الحكومة البحرينية على الانفراد بقضية شعب البحرين وفرض شروطه التي يريدها" فلو أن المجتمع الدولي اهتم بالوضع في البحرين "لما حصل ما حصل ووصلت الأمور إلى الوضع الحالي، وهو يتأزم يوميا" على حد تعبير مراد في حواره مع دويتشه فيله.

وهذا ما يدفع إلى التساؤل فيما إذا كانت البحرين قد استفادت من الموقف الدولي تجاه ليبيا لتطلب من دول الخليج إرسال قوات عسكرية للمساهمة في قمع الاحتجاجات. وعن ذلك يجيب مراد بالقول إن الموقف الدولي المتردد و"المراوغة وعدم الحسم وأنصاف الحلول وأكثر من خطاب طرحته أطراف دولية كبرى فيما يتعلق بالقضية الليبية، وخاصة الموقف الأمريكي غير الواضح والمتردد" شجع المنامة على سلوك طريقة القذافي في القمع والاعتقاد أن الخيار العسكري في ليبيا يمكن أن ينجح في البحرين أيضا".

ويؤكد الأمين، أن الدول العربية استفادت من الجانب الأمني السلبي لتجربتي تونس ومصر حيث تم في "البداية قمع المحتجين" فالدول العربية استفادت من "آلة القمع" الأمنية. كما يبرر البعض تردد الموقف الدولي وعدم التصرف بحزم مع القذافي، بالخشية من انقسام ليبيا وانهيار الدولة كما حصل في الصومال، ولكن المحلل السياسي الالماني توماس أفيناريوس، يحذر من هذا التردد واستمرار الأزمة الليبية، إذ جاء في تعليق له نشرته صحيفة زود دويتشه تسايتونغ في عددها اليوم الأربعاء (16 مارس/ آذار) "كلما استمرت المعارك لفترة أطول، كلما زاد احتمال انهيار الدولة الليبية، الذي يخشاه الساسة والزعماء كالمستشارة أنغيلا ميركل".

الوضع في البحرين لن يحسم عسكرياً

القمع والتراخي الدولي تجاه القمع لن يثني المحتجين عن مطالبهمصورة من: AP

ولكن رغم الموقف الدولي المتردد وازدياد شدة القمع واستخدام العنف ضد المحتجين سواء في ليبيا أو في البحرين أو غيرها من الدول، فإن المحتجين لن يتراجعوا عن مطالبهم، حسب رأي المعارض الليبي حسن الأمين. ويضيف الأمين قائلا بأن ذلك "لن يؤثر على الثوار وعزيمتهم وعزيمة الشعب"، وهو ما يؤيده المعارض البحريني عبد الحميد مراد الذي يشدد على أن مطالب المعارضة البحرينية ديمقراطية قائمة على أسس دستورية تتعلق بالوضع السياسي والاقتصادي والمعيشي، ويمكن حلها عن طريق الحوار. ويؤكد مراد أن "ما جرى مؤخراً لن يثني المعارضة البحرينية وقواها السياسية عن هذه المطالب". فالحكومة البحرينية لن تحسم الأمور عسكرياً ولن "تستطيع إخماد جذوة هذه المطالب وشرعيتها. فقد جرب النظام في البحرين هذه الأساليب من قبل ولم ينجح، وهذه المرة أيضاً لن ينجح".

أما بشأن تأثير التردد الدولي وغموض الموقف مما يجري في ليبيا والبحرين، على مستقبل موجة الاحتجاجات وخنق حركة المد الديمقراطي في العالم العربي، فإن موقف المراقبين مختلف. إذ يرى مراد أنها لن تؤثر سلبياً فالوضع "متغير ولا يمكن لحركة الحرية أن تتوقف وإن أخذت أشكالاً مختلفة من بلد لآخر وفق ظروف كل بلد والنضج السياسي وحركة الشعب ونضالاته وتجاربه".

في حين يرى أفيناريوس، أن ما يجري في ليبيا يحدد مستقبل الثورات في العالم العربي، حيث يحتج المواطنون ضد أنظمة مستبدة فاسدة، وهم "يكافحون من أجل الحرية والديمقراطية التي قال لهم الغرب دائماً إنها الإمكانية الوحيدة لإصلاح الحكومة، والآن يتخلى عنهم الأوربيون والأمريكان". ويحذر أفيناريوس من هزيمة الثوار وانتصار القذافي في ليبيا، حيث أن ذلك سيدفع الملوك والرؤساء العرب الآخرين إلى "اتباع أسلوبه الوحشي في القمع، ولن يستوعبوا أبداً أن الإصلاح هو الوسيلة الوحيدة لمنع تكرار السيناريو الليبي في بلادهم"، وتردد الغرب يعرض عملية التغيير للخطر في مجمل العالم العربي.

عارف جابو

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW